فى الوقت الذى أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعى أحد أساليب التواصل بين المؤسسات الحكومية والمسئولين والجمهور مباشرة، برزت تحديات أخرى تهدد هذه العلاقة حول مدى خصوصية البيانات التى توفرها تلك المواقع والمخاوف من استغلال البيانات سياسيا من قبل الشركات الأم المالكة لمواقع التواصل الاجتماعى.
وبعيدا عن فيسبوك وانستجرام استطاع موقع تيك توك المنلوك لشركة صينى أن يغزو العالم فى الأونة الآخيرة ويحقق نجاحات وانتشار غير مسبوق، إلا أن الجنسية الصينية للشركة الأم للموقع تضع العديد من القلق والمخاوف حول سلطة الحكومة الصينية على هذا الموقع والبيانات التى يحتويها.
تلك المخاوف برزت بشكل كبير فى بريطانيا خلال الساعات الماضية، بعد أن أعلن برلمان المملكة المتحدة إغلاق حسابه على TikTok، بعد أن أعرب المشرعون عن قلقهم بشأن الادعاءات بأن الشركة تقدم بيانات إلى الحكومة الصينية.
وطالب عدد من المشرعين البريطانيين في رسائل إلى المتحدثين في مجلس العموم واللوردات الأسبوع الماضي بضرورة حذف حساب TikTok. أعربوا عن "دهشتهم وخيبة أملهم" لأنه تم إنشاؤه بعد أن "أوضحت التقارير الأخيرة أن بيانات TikTok يتم نقلها بشكل روتيني إلى الصين".
وأمر المتحدثون في مجلس العموم واللوردات المسؤولين بإغلاق الحساب قائلين إنهم "لم يتم استشارتهم بشأن إنشائه وتم إبلاغهم بأسباب القلق".
وأعرب الموقعون على الخطاب عن مخاوفهم بشأن مخاطر أمان البيانات المرتبطة بالتطبيق، وقالوا إنه لا ينبغي استعادة الحساب حتى تتمكن TikTok من "طمأنة أعضاء البرلمان بأن الشركة يمكن أن تمنع نقل البيانات إلى الحكومة الصينية ، إذا طلبت الشركة الأم ذلك."
وتضيف الرسالة: "يجب أن يكون احتمال وصول حكومة شي جين بينغ إلى البيانات الشخصية على هواتف أطفالنا مصدر قلق كبير".
وقال متحدث باسم البرلمان: "بناءً على تعليقات الأعضاء ، نقوم بإغلاق حساب TikTok التابع للبرلمان البريطاني في وقت أبكر مما كنا قد خططنا له، تم الآن إغلاق حساب البرلمان على TikTok وحذف محتواه ، مع استقبال المتابعين برسالة تفيد بأن "هذا الحساب مغلق الآن".
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أنه تم استخدام التطبيق الشهير ، المملوك لشركة أم صينية ، في تجربة تجريبية لمحاولة جذب اهتمام الأطفال والشباب بأعمال مجلس النواب.
و في أكتوبر الماضي ، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن افتتاح الحساب الرسمي رقم 10 TikTok ، والذي يسجل حاليًا ما يقرب من 330 ألف متابع ، بقصد "أن نكون مكانًا يمكننا من خلاله نشر رسائل ورؤى من وراء الكواليس حول ما نقدمه".
و قالت TikTok إنها اتصلت بالموقعين على الرسالة ، وعرضت "الاجتماع معهم لفهم مخاوفهم وشرح عمليات حماية البيانات لدينا".
وأضافت منصة التواصل الاجتماعي تعليقا على غلق الحساب، إن العديد من النواب بمن فيهم وزيرة الثقافة نادين دوريس ووزير النقل جرانت شابس ، يستخدمون TikTok للتواصل مع جمهور أصغر سنا.
وأكدت TikTok ، أثناء حديثها إلى وسائل الإعلام الدولية ، أنها لا تعمل في الصين ، وأنها لم تمنح الحكومة الصينية مطلقًا إمكانية الوصول وأن بيانات المستخدم الخاصة بها مخزنة في الولايات المتحدة وسنغافورة، وأنها ستحول بيانات المستخدم الخاصة بها إلى أيرلندا في 2023 عندما يفتح مركز البيانات الجديد.
أشار موقع التواصل الاجتماعي أيضًا إلى حقيقة أن العديد من الوكالات الحكومية والمسؤولين المنتخبين يستخدمون TikTok.
وقال المتحدث باسم TikTok: "في حين أنه من المخيب للآمال أن البرلمان لن يكون قادرًا بعد الآن على الاتصال بملايين الأشخاص الذين يستخدمون TikTok في المملكة المتحدة ، فإننا نكرر العرض لطمأنة أعضاء البرلمان الذين أثاروا مخاوف وتوضيح أي أخطاء حول منصتنا ".
