الجمعة، 22 نوفمبر 2024 09:59 م

"أوروبا ترجع إلى الخلف".. القارة العجوز تدفع فاتورة عقوباتها ضد روسيا.. برلمانات أوروبية تناشد حكوماتها بالتراجع.. والتشيك وفرنسا يؤكدان: نحن من يدفع الثمن

"أوروبا ترجع إلى الخلف".. القارة العجوز تدفع فاتورة عقوباتها ضد روسيا.. برلمانات أوروبية تناشد حكوماتها بالتراجع.. والتشيك وفرنسا يؤكدان: نحن من يدفع الثمن الحرب فى أوكرانيا
الخميس، 11 أغسطس 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان
عقب خمسة أشهر من العقوبات المتصاعدة من جانب الاتحاد الأوروبى ضد روسيا بسبب عملياتها العسكرية فى أوكرانيا، بدأت دول القارة العجوز تئن من انعكاس نتائج تلك العقوبات عليها أكثر من موسكو، وبدلا من أن تعاقب الدول الأوروبية روسيا على عملها العسكرى وجدت أنها تعاقب نفسها.

وخلال الفترة القليلة الماضية، بدأت بعض الأصوات الأوروبية تتعالى عكس الاتجاه السائد، وراحت تعترف بفشل منظومة العقوبات ضد موسكو، وأن الأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة التى تعانيها أوروبا حاليا لا يمكن تجاوزها باستمرار الوضع على ما هو عليه، مما طرح تساؤلات حول هل تراجع أوروبا نفسها وتبحث عن حلول مختلفة للأزمة.

وعلى سبيل المثال، هنغاريا أو المجر وجّهت دعوة للاتحاد الأوروبي لاتباع استراتيجية جديدة تجاه الأزمة في أوكرانيا تـؤسسُ لمفاوضات سلام، مشيرةً على لسان رئيس حكومتها فيكتور أوربان، إلى أن العقوبات لا تؤثر على روسيا فيما انهارت حكوماتٌ عدة في أوروبا وتعاني أخرى من أزمات اقتصادية وسياسية.

وأكد رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، أن العقوبات الغربية على روسيا "فشلت"، موضحا أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى استراتيجية جديدة بشأن الحرب في أوكرانيا.

وقال أوربان في كلمة ألقاها في رومانيا: "أي استراتيجية جديدة يجب أن تركز على محادثات سلام وصياغة اقتراح سلام جيد بدلا من كسب الحرب".

وأكد رئيس وزراء المجر، الذي أعيد انتخابه لولاية رابعة على التوالي في أبريل، أن "المجر ستظل بمنأى عن الحرب في أوكرانيا المجاورة".

وأشار إلى أن الاستراتيجية الغربية استندت إلى 4 ركائز، وهي أن "أوكرانيا يمكنها كسب الحرب ضد روسيا بأسلحة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن العقوبات ستضعف روسيا وتزعزع استقرار قيادتها، وأن العقوبات ستضر روسيا أكثر من أوروبا، وأن العالم سيصطف لدعم أوروبا".

ومن المجر إلى فرنسا أكبر دول أوروبا تشددا تجاه روسيا، قالت رئيسة كتلة "التجمع الوطني" اليميني في البرلمان الفرنسي، مارين لوبان، إنّ عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا "فشلت في إجبار الاقتصاد الروسي على الركوع".

وكشفت لوبان، أنّ "أوروبا نفسها تعاني من هذه العقوبات أكثر بكثير مما تعانيه روسيا"، وأنّ العقوبات "تكللت بالفشل التام".

وأضافت: "أعتقد أنّ هذه العقوبات أثبتت عدم جدواها. لقد عانت بشكل أكبر منها الشعوب الأوروبية، بما في ذلك في فرنسا".

وتابعت: "يجب القول إنّ العقوبات لم تتمكن من تركيع الاقتصاد الروسي"، مشيرةً إلى أنّ "الواقع تكرر" عندما فرضت العقوبات على موسكو بسبب القرم، وأنه "تبين بأننا ضحايا هذه العقوبات أكثر بكثير من روسيا، التي عثرت على دول أخرى لبيع منتجاتها".

كذلك، أعربت لوبان عن أملها في أن "تختفي العقوبات من أجل تجنب انقطاع التيار الكهربائي عن أوروبا، ولا سيما بما يتعلق بواردات الغاز"، منددةً في الوقت نفسه، بما وصفته "عدم قدرة السلطات الفرنسية على التحرك على الإطلاق"، بعد إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون لولاية ثانية.

فيما ليتوانيا احدى الدول التي تشكل رأسَ الحربة في العداء لروسيا تراجعت عن حصار مقاطعة كاليننجراد الروسية.. وها هي بولندا أيضا التي تستميت في توريد الأسلحة لأوكرانيا أعلن وزير اقتصادها أن القرار حول فرض حظر على توريد الغاز الروسي تم اتخاذه في لحظة واحدة بشكل متهور وغير مدروس.

وانضمت إلى قائمة المعارضين رئيسة الحزب الشيوعي التشيكي، وعضو البرلمان الأوروبي كاترجينا كونيتشنا، والتى أكدت إن العقوبات المفروضة على روسيا تضر القارة الأوروبية، لافتة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تتضرر أكثر من روسيا جراء العقوبات الغربية المفروضة على الأخيرة.

وقالت كاترجينا كونيتشنا في مقابلة مع موقع أوراق برلمانية التشيكي، وفق تصريحات المسئولين الغربيين يجب أن تكون روسيا الآن منهارة سياسيًا واقتصاديًا، وتابعت: إدراك روسيا لحقيقة جدوى هذه العقوبات دفعها لعدم فرض عقوبات مماثلة إلا في بعض المجالات مثل تخفيض عدد الدبلوماسيين والمطالبة بتسديد قيمة المواد الأولية المصدرة إلى الغرب بالروبل".

print