أزمة كبيرة تواجهها الحكومة اليونانية بعد أن قدم كل من رئيس المخابرات اليونانية ورئيس مكتبه استقالتهما وسط دعوات لمزيد من الاستقالات بين مسئولي الحكومة، في أعقاب اكتشاف تورط هؤلاء المسئولين في تجسس على هواتف سياسيين ورؤساء أحزاب ونواب بالبرلمان.
ويواجه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أصعب أوقاته في منصبه بعد اكتشاف أن الهاتف المحمول لخصمه السياسي، زعيم ثالث أكبر حزب في البلاد، وثالث حزب فى البرلمان، قد تم استغلاله بأمر من جهاز المخابرات الذي يقدم تقارير مباشرة إلى مكتبه.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، فإن رئيس حزب باسوك، نيكوس أندرولاكيس، وهو أيضًا عضو في البرلمان الأوروبي، قال في خطاب متلفز في وقت متأخر من الجمعة الماضي: "لم أتوقع أبدًا أن تتجسس الحكومة اليونانية عليَّ باستخدام أحلك الممارسات، من واجبنا الديمقراطي حماية حقوق الإنسان والحريات للمواطنين اليونانيين، اليوم لحظة حقيقة لأولئك الذين تجعلهم غطرستهم وشعورهم بالإفلات من العقاب قادرين على القيام بأي شيء".
ومن جانبه قال تسيبراس الذي يرأس حزب سيريزا المعارض الرئيسي: "بدلاً من الاعتذارات والأكاذيب المنافقة، يجب على ميتسوتاكيس أن يقول من هم السياسيون والصحفيون الآخرون الذين تمت متابعتهم".
وكان أندرولاكيس قد قدم شكوى الأسبوع الماضى إلى المدعين العامين في المحكمة العليا بالبلاد توضح بالتفصيل محاولة التنصت على المكالمات الهاتفية.
وفى تحرك سريع للوقوف على وقائع الأمر، أعلنت الحكومة اليونانية أن العودة إلى البرلمان سيتمّ تقديمها أسبوعًا، استجابة لطلب المعارضة اليسارية بعقد "جلسة استثنائية" فى البرلمان بشأن فضيحة تجسس هزّت حكومة المحافِظ كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وقال المتحدث باسم الحكومة يانيس ايكونومو "قبلت الحكومة تقديم افتتاح جلسات البرلمان من 31 أغسطس كما كان مقررًا بالأساس، إلى 22 أغسطس".
وبعد ساعات من وصف ميتسوتاكيس مساء الاثنين مراقبة أجهزة الاستخبارات لأندرولاكيس بأنّها "خطأ" "غير مقبول سياسياً"، طالب زعيم حزب سيريزا ورئيس الوزراء اليسارى السابق أليكسيس تسيبراس بـ"وقف العطلة الصيفية" للبرلمان وعقد "جلسة استثنائية" فى البرلمان بشأن التجسس.
وقال تسيبراس "اليوم لا يمكن لأحد معرفة عدد وهوية السياسيين أو الصحفيين أو المواطنين الذين عانوا من رفع السرّية".
قال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس في خطاب، إنه لم يكن يعلم بشأن تنصت جهاز المخابرات بالبلاد على زعيم الحزب الاشتراكي نيكوس أندرولاكيس في عام 2021.
وأضاف ميتسوتاكيس في خطابه، "ما حدث ربما كان قانونياً لكنه كان خطأ. لم أكن أعلم بهذا الأمر ومن البديهي أنني لم أكن لأسمح به أبداً".
ووفقا لوكالة "رويترز"، أشار رئيس الوزراء إلى أن جهاز المخابرات الوطني قلل من أهمية البعد السياسي لعمليات التنصت على الهاتف، ومضى قائلا "كان الأمر مناسباً من الناحية الرسمية لكنه غير مقبول سياسياً".
والجمعة، أعلن مكتب ميتسوتاكيس، أن مدير الاستخبارات بانايوتيس كونتوليون استقال، وسط فضيحة تجسس مفترضة ضد سياسي وصحفي بواسطة البرنامج المعلوماتي غير القانوني "بريداتور".
وقال بيان إن "مدير الاستخبارات الوطنية بانايوتيس كونتوليون قدم استقالته التي قبلها رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس".
وتأتي استقالة كونتوليون الذي عين في أغسطس 2019 بعد أسبوع من كشف محاولة لاستخدام البرنامج لمراقبة زعيم الحزب الاشتراكي اليوناني المعارض وعضو البرلمان الأوروبي نيكوس أندرولاكيس.
كما جاءت بعد استقالة جريجوري ديميتريادس الأمين العام لمكتب رئيس الوزراء وابن شقيقته.
