كتبت آمال رسلان
لم تكد المنطقة الفاصلة بين الصين وتايوان تهدأ بعد زوبعة زيارة رئيسة الكونجرس الأمريكى نانسى بيلوسى للجزيرة التايوانية، حتى هبت عاصفة أخرى أعتى من السابقة بعد قيام وفد برلمانى أمريكى بزيارة للجزيرة، ساهمت فى تأجيج الأوضاع من جديد.
فبعد أسبوع واحد من زيارة بيلوسى التى أثارت غضب الصين، حل وفد الكونجرس -المؤلف من الحزبين، بقيادة عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إد ماركي (ديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس)- بالجزيرة التايوانية التى تخضع لحكم ذاتى وتعتبرها الصين جزءا من أراضيها، ومن المقرر أن يقضي الوفد يومين في الجزيرة، ومن المتوقع أن يجتمع أيضا مع كبار قادة الحكومة التايوانية والقطاع الخاص لمناقشة العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان والأمن الإقليمي وسلاسل التوريد العالمية فضلا عن تغير المناخ.
وما أن تم الإعلان عن الزيارة حتى عاد الغضب الصينى للاشتعال من جديد والتى سارعت بالإعلان عن تنظيم مناورات عسكرية جديدة في محيط تايوان.
وورد في بيان صادر عن القيادة الشرقية للجيش الصيني، أن "جيش التحرير الشعبي الصيني نظم في 15 أغسطس دورية للتأهب لمعارك مسلحة متعددة القوات ومناورات قتالية في البحر والمجال الجوي حول تايوان".
وبعد اجتماع للوفد الأمريكى برئيسة تايوان تساي إينج، تعهدت الأخيرة بالتزام الجزيرة بالحفاظ على استقرار مضيق تايوان، وقالت رئيسة تايوان إن الجزيرة تواصل التعبير للمجتمع الدولي عن التزامها بالحفاظ على الوضع الراهن المستقر في مضيق تايوان.
وأضافت تساي، أن التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان تهدد بشكل خطير الاستقرار والسلام الإقليميين.
وأشادت الخارجية التايوانية بزيارة الوفد باعتبارها مؤشرا آخر إلى دفء العلاقات بين تايبيه وواشنطن.
ولكن على الضفة الأخرى ندد المسئولون الصينيون بزيارة الوفد الأمريكى، وحث المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية، ليو شياو مينج، أمريكا على وقف التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد والالتزام بسياسة "صين واحدة”.
وكتب ليو شياو مينج في تغريدة على “تويتر”، “هذه خطوة خطيرة للغاية تشبه اللعب بالنار ومن يلعب بالنار سيحرق بها. ونحن نحث الدول المعنية على الالتزام بسياسة “الصين الواحدة”، والتعامل بشكل صحيح مع قضايا تايوان، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية لبكين”.
وأضاف، أن أي شخص يحاول منع “إعادة توحيد الصين” سيواجه "سورًا فولاذيًا عظيمًا" صنعه أكثر من 1.4 مليار شخص في البلاد.
وقال للمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الصينية، إن هذه الزيارة تنتهك بشكل خطير مبدأ "الصين الواحدة" وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة.
واعتبر المسؤول الصيني، أن "الزيارة تنتهك سيادة بلاده وسلامة أراضيها، وترسل إشارات كاذبة إلى القوى الانفصالية التي تدعو إلى استقلال تايوان".
وأضاف أنها: "تكشف تماما وجه الولايات المتحدة على أنها مدمرة للسلام والاستقرار في مضيق تايوان"، مشيرا إلى أن تايوان جزء من الصين ويجب ألا تتدخل القوى الأجنبية في هذا الأمر.
وحذر وو تشيان "الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي التقدمي التايواني من أن محاولات السيطرة على جمهورية الصين الشعبية بمساعدة تايوان محكوم عليها بالفشل. الاعتماد على الولايات المتحدة من أجل الاستقلال يعتبر انتحاراً".
وتزامنا مع زيارة الوفد أعلنت وزارة الدفاع الوطني التايواني، أنه تم رصد 30 طائرة عسكرية صينية حول المنطقة المحيطة بالجزيرة، وذكرت وكالة بلومبيرج للأنباء أن الوزارة رصدت 5 سفن حربية صينية حول المنطقة المحيطة بتايوان.
وأثارت تلك الزيارة تساؤلات الصحف الأمريكية حول توقيتها ومغزاها، حيث وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الزيارة التي قام بها مجموعة من النواب الأمريكيين إلى تايوان للقاء الرئيسة التايوانية تساي إنج وين، بأنها أحدث تطور يثير تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة فيما يتعلق بعلاقة الجزيرة مع الصين.
وذكرت الصحيفة، أنه من المرجح أن تجدد الزيارة من التوترات، بعدما قامت الصين بتطويق الجزيرة بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في وقت سابق من هذا الشهر.