الجمعة، 22 نوفمبر 2024 03:29 م

"لازم يكون فى مستوى أستاذ الجامعة".. نواب يطالبون بإعادة النظر فى مستوى تأهيل وتدريب المعلمين.. ويؤكدون: مسئولين عن بناء أمة أو هدمها

"لازم يكون فى مستوى أستاذ الجامعة".. نواب يطالبون بإعادة النظر فى مستوى تأهيل وتدريب المعلمين.. ويؤكدون: مسئولين عن بناء أمة أو هدمها الدكتور رضا حجازى - وزير التربية والتعليم
الأحد، 28 أغسطس 2022 06:00 م
سمر سلامة

يعتبر التعليم الأساسى الذى يشمل مرحلة التعليم والابتدائى والإعدادى، من أهم المراحل التعليمية لأنه يرسخ ويؤسس للأجيال القادمة التى ستتولى زمام الأمور فى مصر، لذلك لابد للدولة الاهتمام بهذه المرحلة التعليمية حتى تتمكن إنتاج أجيال قادرة على القيادة والحفاظ على هذا الوطن، ويلزم قانون التعليم الدولة بتوفير مدارس لكل طفل بلغ عمره 6 سنوات، وتنص المادة الـ15 من القانون على :" التعليم الأساسى حق لجميع الأطفال المصريين الذين يبلغون السادسة من عمرهم تلتزم الدولة بتوفيره لهم ويلتزم الآباء أو أولياء الأمور بتنفيذه وذلك على مدى تسع سنوات دراسية، ويتولى المحافظون كل فى دائرة اختصاصه إصدار القرارات اللازمة لتنظيم وتنفيذ الإلزام بالنسبة للآباء، أو أولياء الأمور على مستوى المحافظة كما يصدرون القرارات اللازمة لتوزيع الأطفال الملزمين على مدارس التعليم الأساسى فى المحافظة ويجوز فى حالة وجود أماكن، النزول بالسن إلى خمس سنوات ونصف وذلك مع عدم الإخلال بالكثافة المقررة للفصل.

 

ويهدف التعليم الأساسى إلى تنمية قدرات واستعدادات التلاميذ وإشباع ميولهم وتزويدهم بالقدر الضرورى من القيم والسلوكيات والمعارف والمهارات العملية والمهنية التى تتفق وظروف البيئات المختلفة، بحيث يمكن لمن يتم مرحلة التعليم الأساسى أن يواصل تعليمه فى مرحلة أعلى أو أن يواجه الحياة بعد تدريب مهنى مكثف، وذلك من أجل إعداد الفرد لكى يكون مواطنا منتجا فى بيئته ومجتمعه.

 

ويعمل التعليم الأساسى على التأكيد على التربية الدينية والوطنية والسلوكية والرياضية خلال مختلف سنوات الدراسة، وتأكيد العلاقة بين التعليم والعمل المنتج، وتوثيق الارتباط بالبيئة على أساس تنويع المجالات العملية والمهنية بما يتفق وظروف البيئات المحلية ومقتضيات تنمية هذه البيئات، تحقيق التكامل بين النواحى النظرية والعملية فى مقررات الدراسة وخططها ومناهجها.

 

كما يعمل التعليم الأساسى على ربط التعليم بحياة الناشئين وواقع البيئة التى يعيشون فيها، بشكل مؤكد العلاقة بين الدراسة والنواحى التطبيقية، على أن تكون البيئة وأنماط النشاط الاجتماعى والاقتصادى بها من المصادر الرئيسية للمعرفة والبحث والنشاط فى مختلف موضوعات الدراسة.

 

وفى هذا السياق أكد المهندس حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ ومساعد رئيس حزب الوفد، ضرورة أن يكون مقدم الخدمة التعليمية فى مرحلة التعليم الأساسى فى مستوى الأستاذ الجامعى، موضحا أن هذا الجيل بعد 20 عاما سيكون مسئولا عن بناء أمة أو هدمها، لافتا إلى أن العملية التعليمية فى غاية الأهمية لأنها تتيح للعقل البشرى التمييز بين الصواب والخطأ، فهى لا تقتصر فقط على تعليم الطلاب كيفية الإجابة على الامتحان وحصد أعلى الدرجات، لكنها فى الحقيقة أحد العوامل الهامة لتطوير العقل، وتعزيز الثقة بالنفس، والقدرة على مواجهة العالم بكل متغيراته.

 

وأضاف الجندى، أن التعليم هو نوع من الاستثمار فى البشر، وذلك وفقا لرؤية تى دبليو شولتز الفائز بجائزة نوبل فى الاقتصاد، والذى أشار إلى أن الاستثمار فى التعليم يفسر عملية النمو، مؤكدا أن البشر هم رأس المال الحقيقى لإحداث التنمية الاقتصادية التى نسعى لتحقيقها، وأن بناء القدرة فى الإنسان تتطلب العمل منذ سن مبكر حتى نتمكن من تحقيق خطتنا الطموحة.

 

وأشار الجندى، إلى أن العالم أدرك قيمة الاستثمار فى التعليم مبكرا، حيث أنفقت الحكومات والقطاع الخاص والأسر والأفراد أكثر من 5.6 تريليون دولار سنويا على التعليم والتدريب، فالكثير من الدول تنفق ما بين 5 لـ20% من الناتج المحلى الإجمالى على التعليم، موضحا أن العلاقة بين التعليم وسوق العمل فى حاجة إلى إعادة تطوير يبدأ من مرحلة رياض الأطفال والتعليم الأساسي.

 

وتابع الجندى، أن ضعف نظم التعليم فى معظم الدول النامية أثر سلبا على قدرة العمال على المنافسة، فى ظل التغيرات التكنولوجية المبهرة، لذلك كان لابد من إعادة تقييم المنظومة التعليمية على مرحلتين بالتوازى؛ الأولى تحسين مستوى مقدم الخدمة التعليمية (المعلمين) على جميع المستويات سواء بالتدريب والتأهيل والإطلاع على أحدث الأساليب التعليمية، لإثارة روح الإبداع والابتكار لدى الطلاب منذ الصغير، وأيضا تحسين مستواه المادى ليكون قادرا على تقديم الخدمة بأفضل شكل ممكن.

 

وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن المرحلة الثانية التى يجب العمل عليها هى الاهتمام بالتعليم الأساسى، لافتا إلى أن الأجيال الجديدة يمكنها استيعاب مفهوم التنمية المستدامة أكثر من غيرها، لذلك لابد من رعايتهم واختيار العناصر المناسبة لتقديم الخدمة التعليمية لهم، خاصة أن النشء يتم إعداده تعليميا وتربويا، وهى مهمة صعبة فى مضمونها، تحتاج إلى اهتمام كبير من جانب الدولة المصرية، حتى تتمكن من إعداد أجيال تناسب المستقبل الذى نسعى لصناعته.

 

وطالب الجندى، الدولة بإطلاق خطة للاهتمام بالتعليم الأساسى تربويا وتعليميا، ومراجعة كل أنظمة التحصيل المعرفى التى تقدم إليهم، ومقارنتها بأحداث الأنظمة فى العالم، من أجل اختيار االنظام المناسب لنا، والذى يساهم فى تحسين مستوى الأجيال الجديدة بما يتناسب مع متطلباتنا المستقبلية.

 

ومن جانبه أكد النائب محمد رضا البنا، عضو مجلس النواب، أن مرحلة التعليم الأساسى هى مرحلة التأسيس لأبنائنا الطلاب، مؤكدا على أهمية اتباع أحدث الأساليب التعليمية حتى نتمكن من تخريج أجيال قادرة الحفاظ على هذا الوطن فى ظل ما نتعرض له من غزو ثقافى.

 

وأكد البنا، على ضرورة توفير دورات تدريبية وتأهيلية للمعلمين، لكى يحسنوا التعامل مع هذه الفئة العمرية، ويكون لهم تأثير إيجابى على أفكارهم واتجاهاتهم، مشيرا إلى أن الأجيال الجديدة يمكنها استيعاب خطط التنمية المستدامة التى تضعها الدولة المصرية والتى تمتد لـ 2050.


الأكثر قراءة



print