صفحة جديدة تبدأها الكويت صباح اليوم الخميس، مع توجه الكويتيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الأمة، الذى ينظر له الجميع بعين من الاهتمام ليقود مسار التصحيح فى البلاد، بعد شهور من الخلافات بين مجلس الأمة السابق والحكومة أدت إلى تعقيد المشهد السياسى.
وكما أطلق ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، على الانتخابات المبكرة "الاحتكام إلى صوت الشعب"، من المقرر أن يتوجّه الناخبون الكويتيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الأمة الـ50، ومن المقرر أن يبدأ التصويت من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء بتوقيت الكويت، وستستمر عملية الانتخاب بعد الثامنة حال تبين وجود ناخبين فى مكان الانتخاب لم يدلوا بأصواتهم، ويقتصر التصويت فى هذه الحالة على هؤلاء الناخبين دون غيرهم.
ويحق لكل ناخب من الكويتيين المقيدين فى السجل الانتخابى، وعددهم نحو 796 ألف ناخب وناخبة، اختيار مرشح واحد من بين 305 مرشحين للدورة الجديدة، بينهم 22 امرأة، يتنافسون فى الدوائر الانتخابية الخمس، وتشارك فى الانتخابات الـ18 فى تاريخ الحياة السياسية الكويتية، والـ6 فى العشر سنوات الاخيرة، شخصيات معارضة وتيارات سياسية قاطعت الاقتراع منذ عقد إلا أنها ترى هذه المرة الأمر مختلف وهناك إرادة حقيقية للإصلاح، والاستماع لرأى الشارع.
وقالت وزارة الإعلام الكويتية أن هناك 80 إعلاميا من خارج الكويت سيتابعون سير العملية الانتخابية، وقال وكيل وزارة الإعلام بالتكليف محمد بن ناجى إن "الوزارة جهزت مركزا إعلاميا سيكون متاحا لجميع الإعلاميين لمتابعة تفاصيل الحدث الانتخابى من أجهزة ومعدات وورش عمل خاصة بالانتخابات يقدمها المختصون".
وقال عادل اللوغانى، الأمين العام لمجلس الأمة الكويتى، إن الكويت تعيش جوا ديمقراطيا انتخابيا، مشددا على ان الحكومة الكويتية قامت بإجراءات لم تكن مسبوقة، وحاربت عملية شراء الأصوات، وهو الأمر الذى لاقى ترحيب من الكويتيين الذين ثمنوا الإجراءات الحكومية.
وكان رجال المباحث الجنائية بالكويت، قد تمكنوا خلال فترة الدعايا الانتخابية من ضبط عملية شراء أصوات تخص أحد المرشحين فى الدائرة الثانية، وألقوا القبض على 7 أشخاص يعملون لمصلحة المرشح، ومبالغ مالية مجهزة لشراء أصوات الناخبين، وفق "القبس".
وقالت مصادر أمنية كويتية، إن الأجهزة الأمنية رصدت كذلك عملية شراء أصوات لمصلحة مرشحين اثنين، أحدهما بالدائرة الثالثة، والآخر بالدائرة الخامسة، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل على أكثر من جبهة وفى أكثر من اتجاه فى آن واحد لضبط جميع عمليات شراء الأصوات.
وتمتاز الانتخابات الحالية بتجربة التصويت فى الاقتراع وفق عنوان السكن المسجل فى البطاقة المدنية، وإضافة مناطق جديدة إلى الدوائر الانتخابية، وأوضحت وزارة الداخلية الكويتية "إدارة شئون الانتخابات" أنه خلال التجهيزات الخاصة لانعقاد انتخابات مجلس الأمة ، تم تدشين حزمة من الإجراءات الخاصة بالانتخابات وهى أن كل كويتى يبلغ 21 عاما فى يوم الاقتراع وتوافرت فيه الصفات المطلوبة، لتولى الحقوق الانتخابية ولم يكن لديه قيد انتخابى بأى دائرة يتم تقييده تلقائيا فى كشف الناخبين ويحق له التصويت فى انتخابات مجلس الأمة (أمة 2022).
وأشاد المرشحون بالإصلاحات التى اتخذتها القيادة السياسية، انطلاقاً من حلّ مجلس الأمة وتصحيح مسار الانتخابات، معتبرين أن الكويت تعيش فى مفترق طرق، وعلى المجلس المقبل أن يحقق رغبة الشعب بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد، والتأكيد على دولة الدستور.