الزيادة السكانية خطر كبير يداهم التنمية التى تحققها الدولة، ففي الماضي وتحديدا في سيتينات وسبعينات القرن الماضي، كان مشهد العاصمة مختلفا تماما عن الوقت الراهن، ولكن نتيجة النمو السكانى الكبير فى ظل نفس المساحة الموجوة منذ عقود، تفاقمت الأزمة.
يأتي ذلك بالتوازى مع موارد الدولة التي باتت منخفضة ظل الزيادة السكانية الكبيرة، كما انتشرت وبقوة مظاهر العشوائية وتراجع النسق الجمالي، وزادت معاناة المواطنين بسبب الزيادة المطردة في أعداد السكان، فالزيادة عندما تكون في معدلات طبيعية فهى زيادة محمودة يمكن التعامل معاها من خلال خطط مستقبلية وآليات تضمن تجنب آثارها السلبية على المجتمع، من خلال توظيفها لصالح النمو الاقتصادى، وهو ما فعلته بعض الدول الناجحة.
ولمواجهه خطر الزيادة السكانية أطلقت وزارة الصحة بروتكول تعاون مع الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، برئاسة الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، وذلك ضمن المشروع القومي لتنمية صحة الأسرة المصرية.
وأكدت الدكتورة عبلة الألفى، أن المبادرة الأولى بعنوان "الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية"، وتهدف إلى حل القضية السكانية كيفاً وكماً من منظور حقوق الطفل، في الرعاية المتميزة والمنفردة طيلة الألف يوم الذهبية من عمره، والتي تبدأ من بداية الحمل وحتى يتم الطفل عند عمر عامين، بالإضافة إلى حق الطفل الثاني في أن تستعد له أمه لمدة سنة لتبني مخزون جسمها من الحديد وحمض الفوليك وتعالج الأمراض المزمنة والالتهابات.
والمبادرة الثانية، فهي التوأمة بين المبادرة الرئاسية يوم جديد للمبتسرين، ومبادرة "ابني البدري"، والتي تهدف إلى تدريب الأطباء والتمريض ورفع كفاءتهم، تدريب قائم على المهارة حسب مستويات الخدمة المقدمة بالحضّانات، وتطبيق آليات الحضانة الصديقة للأم والطفل، من أجل تحسين مخرجات الرعاية بالحضانات، وكذلك رفع الوعي المجتمعي بآليات رعاية الأطفال المبتسرين وكيفية تخفيض معدلاتهم من خلال التعريف بأسباب الولادات المبكرة.
ووقع البروتوكول من جانب وزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي للوزارة والمشرف على المركز الإعلامي، ومن جانب جمعية أعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال الدكتورة عبلة الألفي رئيس الجمعية.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن البروتوكول يتضمن التعاون في مجالات العمل على رفع كفاءة مقدمي الخدمة الصحية بمنشآت الرعاية الأولية في مجال رعاية الألف يوم الأولى من حياة الطفل، والصحة الإنجابية والمشورة الأسرية، من خلال تدريب الفريق الصحي على مهارات تقديم المشورة الأسرية.
وأضاف "عبدالغفار"، أن التعاون يتضمن العمل على خفض معدلات الولادات القيصرية غير الضرورية ورفع الوعي، وإتاحة خدمات تنظيم الأسرة بعد الولادة مباشرة بما فيها تركيب اللولب أثناء الولادة القصرية، بالإضافة إلى التعاون في مجالات تدريب الممرضات بمنشآت الرعاية الأولية على مهارات الولادة الطبيعية.
وتابع "عبدالغفار"، أنه بموجب البروتوكول تتعاون الوزارة مع جمعية اعضاء الكلية الملكية البريطانية في العمل على رفع كفاءة الخدمات المقدمة بوحدات رعاية الأطفال المبتسرين (الحضانات)، بمستشفيات وزارة الصحة طبقًا لأحدث البروتوكولات العالمية بهدف تحسين المخرجات وخفض معدلات وفيات حديثي الولادة.
وأشار "عبدالغفار"، إلى أن التعاون يشمل أيضًا العمل على فتح مراكز مشورة أسرية كلما أمكن ذلك بمنشآت الرعاية الأولية والمستشفيات، وتدريب مقجمي المشورة من أجل رفع الوعي وتغيير السلوك، وتغيير الممارسات في الألف يوم الذهبية بمنشآت الرعاية الأولية والمستشفيات ووحدات حديثي الولادة.
وأوضحت النائبة عبلة الألفى، أن البرنامج يأتي لتحسين صحة الام والطفل وحل القضية السكانيه كما وكيفا " اثنين في واحد"، مؤكدة أن الألف يوم الأولي من عمر الطفل هم الحل وحق اصيل له بالدين والعلم، قائلة أن حمله وفصاله ثلاثون شهرا وفصاله في عامين ده كلام الدين، والعلم قال إن الحمل وأول سنتين مسئولين عن 85% من صحة الإنسان وتكوينه النفسي والجسدي والذهني في الأداء الدراسي والبناء الاجتماعي، وهى المدة الزمنية اللازمة للأم والأب حتى يقوموا بتربية الطفل لوحده بدون شريك لأن بناءه النفسي لا يقبل المشاركة بمن هو أصغر منه، كما يجب أن يكون جسد الأم مستعد نفسيا له قبل الحمل.
وأكدت الدكتورة عبلة الألفى، أنه يجب المباعدة 4 سنوات بين كل طفل، لأن هناك حقا أصيلا لأولادنا لمستقبلهم ومستقبل بلدنا، موضحة أن البرنامج تم تطبيقه في الإسكندريه مع برنامج مواجهة الولادة القيصرية، والمجلس القومي للمرأة، وسيتم إطلاقه بالمحافظات التي تطبق بها منظومة التأمين الصحى الشامل.