ترفع قمة المناخ cop 27 شعار الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة الوفاء بالتعهدات ، التي وضعتها الدول الغنية على نفسها العام الماضي في قمة جلاسكو، حيث وعدت بمنح الدول النامية 100 مليار دولار ، لدعم مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية والاستثمار الأخضر، وهى البوابة التي يمكن لمصر أن تحقق من خلالها مكاسب ضخمة على المستوى السياسى والاقتصادي.
وفي هذا السياق أكد المهندس أحمد عثمان أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، وعضو اللجنة المركزية بحزب مستقبل وطن، أن استضافة مصر لقمة المناخ cop27 المقرر انعقادها في نوفمبر الجاري، يمثل أهمية كبرى للدولة المصرية، التي تعمل بشكل جدي في تعزيز مفهوم القضايا البيئية واتخاذ خطوات واسعة نحو تقليل الانبعاثات الكربونية وخلق مجتمع أخضر، خاصة أن هذه القمة يشارك فيها نحو 196 دولة، لذلك فمن المتوقع أن تحقق لمصر مكاسب مختلفة، من خلال تسليط الضوء بشكل مكثف على مصر ودورها وسياساتها ومشروعاتها القومية والتنموية من جانب كافة وسائل الإعلام العالمية المشاركة في هذا الحدث الضخم.
وقال "عثمان"، إن قمة المناخ ستتيح فرص جيدة لإبرام شراكات مع العديد من دول العالم والشركات الكبري من أجل تمويل المشروعات الصديقة للبيئة، والتى تدعم التحول للأخضر، لتقليل معدل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المشروعات الصناعية، مؤكدا أن القمة ستتضمن أيضا الترويج لقصص النجاح المصرية في عدد من القطاعات ومنها الطاقة المتجددة والتحول للاقتصاد المستدام والتنمية الخضراء، حيث تعتبر مصر على أعتاب أن تصبح مركز إقليمي لإنتاج وتصدير الطاقة الكهربائية، كما عمدت الحكومة المصرية على تعزيز إنتاجها من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح وهو ما حقق فائض كبير يمكن تصديره لأوروبا.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن القمة تأتي تعزيزا لجهود الدولة في تنفيذ استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030 والذي يعد البعد البيئي بعدا رئيسيا لها، لافتا إلى أن القمة تتيح أيضا فرص الترويج للصناعة والمنتجات المصرية والحرف اليدوية من خلال المعارض المقامة على هامش القمة.
وأشار النائب أحمد عثمان، إلى أهمية الدور الذي تقوم به مصر من أجل دفع الدول الكبرى نحو تنفيذ وعودها التى تم إقرارها في جلاسكو باسكتلندا، العام الماضي، برعاية الأمم المتحدة، بتمويل الدول الفقيرة في أفريقيا بنحو 100 مليار دولار لتمويل مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية خاصة أن أفريقيا لا تساهم إلا بقدر قليل جدا من الانبعاثات الكربونية، إلا أنها أكثر الدول تأثرا بتداعيات التغيرات المناخية، مطالبا جميع الدول المتضررة بالعمل على تحديد آليات واضحة لتنفيذ هذه الوعود.
ومن جانبه أكد المهندس أحمد صبور، أمين سر لجنة الإدارة المحلية والإسكان والنقل بمجلس الشيوخ، أن قمة المناخ، التى تستضيفها الدولة المصرية بمدينة شرم الشيخ، خلال الساعات القادمة، ستكون فرصة جيدة لتحقيق عدد من المكاسب الاقتصادية لمصر، خاصة في القطاع السياحي حيث ستتوجه أنظار العالم مرة أخرى نحو شرم الشيخ كأحد المقاصد السياحية على مستوي العالم، بما تمتلكه من بنية أساسية، ونجاح مصر في تحويلها إلى مدينة خضراء، وهو مصدر الجذب للسائح البيئي الذي يبحث عن أماكن طبيعية تراعي المعايير الدولية في التعامل مع البيئة والحفاظ عليها.
وقال "صبور"، إن مصر أيضا تضم فرصا متميزة في مجال الاستثمار الأخضر، مؤكدا على حاجتها لجذب استثمارات أجنبية في هذا المجال الواعد ، خاصة مع امتلاكها مشروعات كبري في مجالات الطاقة النظيفة، وامتلاك البنية الأساسية القوية التي تحققت في مجال الطاقة النظيفة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك التطوير الكبير لمحور قناة السويس والمنطقة الاقتصادية والصناعية، التى فتحت الطريق أمام الحكومة لجذب عشرات المليارات من الدولارات، متوقعا أن تحقق القمة عدة مكاسب للمجتمع الدولي في قطاعات الاقتصاد الأخضر، وطرح حلول لمجابهة التغيرات المناخية، بالإضافة إلى مكاسب عديدة للدولة المصرية كانتعاش قطاع السياحة، وتزايد فرص التسويق للمشروعات القومية الخضراء.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن قمة المناخ ستحقق أيضا مكاسب سياسية للدولة المصرية أبرزها التأكيد علي الدور المحوري لمصر كطرف إقليمي مؤثر علي الساحة الدولية، والتأكيد على قدرة الدولة علي استضافة مثل هذه القمة التي تعتبر من أكبر القمم الدولية من حيث عدد المشاركين أو الدول المنتسبة، موضحا أن المكاسب السياسية ستعود بالأثر الإيجابي على تعزيز المكاسب الاقتصادية المتاحة من هذه القمة، متوقعا أن تكون هذه القمة نقطة تحول جذرية في جهود المناخ الدولية لصالح أفريقيا والعالم كله.
وشدد "صبور"، على أهمية وضع حد لحجم الأضرار التى لحقت بدول القارة من جراء التغيرات المناخية وما تسببت فيه من الغابات والفيضانات والجفاف، وهو ما يتطلب الضغط على الدول الكبري من أجل الوفاء بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول النامية لمساعدتها على التأقلم مع تأثير تغير المناخ، والحد من الانبعاثات الضارة، لافتا إلى أن مصر من أقل دول العالم إنتاجا للانبعاثات بنسبة لا تتجاوز الـ 0.6% من إجمالي انبعاثات العالم، لكنها من بين الدول المتضررة من التغيرات المناخية في العالم.
وبدوره أكد النائب أحمد حتة، عضو مجلس النواب، أن استضافة مصر لقمة المناخ cop27 يؤكد على الدور الإقليمى الذي تقوم به مصر على الساحة العالمية ، مشيرا إلى أن نجاح هذه القمة على الجانب السياسي سينعكس على الجانب الاقتصادي ، في ظل السعي المصري نحو جذب الاستثمارات الأجنبية الموجه إلى المشروعات الخضراء.
وقال "أبو حتة"، إن الدولة المصرية تحمل هموم القارة الأفريقية في هذه القمة، والتي تسببت فيها التغيرات المناخية، على الرغم من أن القارة السمراء تنتج أقل من 4% من حجم الانبعاثات في العالم، إلا أنها من أكثر المتضررين من التغيرات المناخية التي تسببت في ظهور حرائق الغابات و الجفاف و التصحر.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن مصر تحركت بكل جدية منذ سنوات في اتجاه التنمية المستدامة، وتنفيذ المشروعات الصديقة للبيئة لتخفيض معدل الانبعاثات ، مشددا على أهمية الإستفادة من هذا الحدث على المستويين السياسي والاقتصادي خاصة فيما يتعلق بتنشيط السياحة.