تعتبر صناعة السياحة إحدى ركائز الاقتصاد المصرى حيث تساهم بنسبة 11.3% من إجمالى الدخل القومى وتوفر نسبة 19.3% من إجمالى العملة الصعبة وفرص عمل ضخمة، حيث تبلغ نسبة العاملين فى قطاع السياحة 12.6% من إجمالى قوة العمل بمصر، كما أنها وسيلة للمزج والإتصال الثقافى والحضارى الذى يساعد على صياغة الشخصية القومية وتقليل المسافات الإجتماعية بين الشعوب.
وخلال السنوات الماضية، اتجهت الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية السياحية، واستغلال جميع الإمكانات المتاحة من أجل تحقيق هذه الغرض، حيث يحتل القطاع السياحى المكانة الثانية من مصادر الدخل القومى، لذلك لجأت الدولة المصرية إلى تطوير جميع القطاعات المرتبطة بشكل أو بآخر بهذا القطاع، والاهتمام بجميع أنواع السياحة وكافة الخدمات المرتبطة بها بهدف تدعيم التنمية الشاملة، وجذب السائحين مع إستحداث أنواع جديدة من السياحة تناسب مختلف الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية.
وفى هذا السياق طالب الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بإطلاق مشروع لإحياء سياحة السفارى وتحسين البنية التحتية التى تسمح لها بالانطلاق نحو المنافسة عالميًا، موضحًا أن "السفاري" أحد أنواع الرحلات البرية التى تشتهر بها مصر حول العالم، فالأماكن البكر التى تزخر بها، جعلتها مقصدا لذلك النوع من السياحة، خاصة أن تلك الأماكن تجمع بين الهدوء البدائى وعبق التاريخ، بالإضافة إلى روعة الطبيعة البرية.
وقال "محسب" بعد تقديمه اقتراح برغبة، إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، إن هذا النوع من السياحة من الأنواع المفضلة للأوربيين، الذين يستهدفون السياحة ومراقبة الحيوانات البرية والاستمتاع بالبرارى، لافتا إلى أن مصر تمتلك مصر مناطق صحراوية وجبلية خلابة مختلفة الألوان والأشكال بالإضافة إلى وجود العديد من الواحات الرائعة الجمال التى تتخلل الجبال توفر المتعة والمغامرة، الأمر الذى يجعلها مثالية للسياح هواة رحلات السفاري.
وأضاف عضو مجلس النواب، أنه من أبرز المناطق التى يتوافر فيها سياحة السفارى جبل سانت كاترين، جبل موسى، وواحة سيوة والصحراء البيضاء بالوادى الجديد، والواحات الداخلة والخارجة الزاخرة بالآثار والعيون المائية والآبار، والعين السخنة، حيث يهتم السياح بمراقبة الحيوانات فى الصحراء، والطيور المهاجرة من مكان إلى آخر.
وأكد "محسب"، أنه على الرغم مما تمتلكه مصر من مقومات طبيعية تسمح لها بالمنافسة عالميا فى سياحة السفارى، إلا أن ذلك لم يتحقق بسبب عدم وجود بنية أساسية تستوعبها وتتيح الفرصة لانطلاقها، مشددا على ضرورة إطلاق مشروع لإحياء سياحة السفارى والاستفادة من الإمكانات التى تمتلكها مصر، مؤكدا أن التوسع فى تأهيل مناطق سياحة السفارى، ستساهم فى زيادة معدل تدفقات السياح، خاصة أن %30 على الأقل من إجمالى عدد السائحين فى مصر يفضلون ممارسة سياحة السفارى داخل منطقتى شرم الشيخ والغردقة.
وشدد النائب أيمن محسب، على ضرورة إنشاء بنية أساسية متكاملة، ممثلة فى الطرق التى تتخلل الصحراء والدروب الجلية، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات الحصول على التصاريح الخاصة بتنفيذ الرحلات، مطالبا شركات السياحة باستحداث برامج وإضافة رحلات السفارى إلى قوائم أنشطتها فضلاً عن طرح عدد من المناطق الصحراوية، بخلاف المتوافرة حاليا، ومنها "الصحراء البيضاء" التى تعد بمثابة مورد غير مستغل لدفع أنشطة السفارى المصرى، كما هو الحال أيضا فى الصحراء الغربية، التى تضم العديد من الواحات غير المستغلة.
كما تقدمت الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، باقتراح برغبة بشأن، عمل فيديوهات توعية سياحية ومناهج سياحية متخصصة لطلبة المدارس، مشيرة إلى أن قطاع السياحة يعد فى غاية الأهمية بالنسبة لأى دولة وتُعدّ السياحة فى مصر من المصادر الأساسية للدخل القومى، بالإضافة إلى أنّها من أهم عوامل التنمية والازدهار وذلك لدورها فى كسب العملات الصعبة، وإتاحة العديد من فرص العمل.
وأضافت عبد الناصر: "تعد مصر من أبرز الدول السياحية فى العالم حيث يوجد بها ثلث آثار العالم بالإضافة إلى تميزها بشواطئ تعد من أجمل الشواطئ فى العالم، وغيرها من المعالم الفنية والثقافية التى تعد مقصدا لكثير من السائحين من مختلف بلدان العالم".
وتابعت: "لكن للأسف فى كثير من الأحيان نجد أن تجربة السائح فى مصر لا تتم على النحو المطلوب وبدلا من أن يقوم السائح بتشجيع الآخرين على زيارة مصر نجده ينشر بعض التجارب السلبية التى مر بها والتى تؤثر على الصورة الذهنية لمصر لدى السائحين المحتملين".
وواصلت: "هذه التجربة السلبية قد تنشأ فى بعض الأحيان نظراً لعدم معرفة بعض الأفراد لكيفية التعامل مع السائح وعدم تقديرهم لأهمية الدور الذى يلعبه قطاع السياحة فى الاقتصاد المصرى."
وتابعت: "لذا قدمت اقتراحا بأن تقوم وزارة السياحة بعمل فيديوهات بسيطة للتوعية بأهمية السياحة ونشر هذه الفيديوهات على كل وسائل التواصل الاجتماعي"، وطالبت أيضًا بوضع منهج مبسط لطلبة المدارس فى كل مراحل التعليم بالتعاون بين وزارتى السياحة والتعليم بواقع ساعة واحدة أسبوعيا لرفع مستوع الوعى السياحى لكل طلبة المدارس وشرح أهمية القطاع لهم ولأهلهم ولأقاربهم، وشرح كيفية التعامل مع السائحين.