أصبحت المدارس الدولية شريكًا أساسيًا فى المنظومة التعليمية خلال العقود الأخيرة، بعد أن باتت الخيار الأول للطبقة مرتفعة الدخل، ظنًا من بعض الأسر أن التعليم الدولى سيكون أفضل وأكثر تأثيرًا فى الطلاب على المدى البعيد، فالكثير من أولياء الأمور يرون أن المناهج والأسلوب التعليمى المتبع بهذه الكيانات هو الذى يمنح أبنائهم فرصة جيدة فى سوق العمل، لكن الكثير منهم، إن لم يكن أغلبهم، غابت عنهم أزمة كبرى وهى كيفية الحفاظ على هوية جيل سيتخرج من أنظمة تعليمية تجهل قيمة وأهمية اللغة العربية والتربية الدينية، لتخرج لنا أجيال لا يفقهون شيئًا عن لغة وطنهم ولا تعاليم دينهم، وبالتالى تتحول هذه الأنظمة التعليمية من أداة تعليم إلى سلاح هدفه طمس الهوية لوطن كامل، على الرغم أن هذه الأسر تتكبد ملايين الجنيهات على مدار رحلة تعليم أبنائهم.
معركة الهوية مازالت على طاولة البرلمان، فى ظل استجوبات ومطالبات عديدة حاصرت الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم السابق، ولا زالت تحاصر الدكتور رضا حجازى، الوزير الحالى، ليكون التساؤل الأول فى كل مواجهة جديدة، عن خطة الوزارة لإلزام هذه المدارس بتدريس اللغة العربية والتربية الدينية كمواد أساسية بكافة المراحل التعليمية.
وفى هذا السياق قالت النائبة منى عمر، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن المدارس الدولية تتجاهل قيمة وأهمية اللغة العربية كمادة هامة، يجب تدريسها للنشء الصغير، مؤكدة أن الاهتمام يصب فى تدريس اللغات الأجنبية، وكيفية تنشأة أطفال قادرون على التحدث بأكبر قدر من اللغات دون الالتفات إلى أهمية تأسيس الطفل لتعلم واستيعاب مفردات لغة وطنه.
وأشارت النائبة منى عمر، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أنها تقدمت بمشروع قانون حول حماية اللغة العربية، والذى حسم هذه القضية، من خلال المادة رقم 23، والذى ألزم المدارس الدولية بتدريس اللغة العربية ضمن المناهج لكافة المراحل الدراسية، على أن يكون النجاح فيها شرط أساسى للانتقال والنجاح للعام الدراسى الجديد.
وأوضحت، أنه لابد من إحكام الرقابة من قبل وزارة التربية والتعليم لتنفيذ هذا المطلب، قائلة: "الكثير من أبنائنا داخل المدارس الدولية ليسوا على قدر كبير من تعلم لغتهم الأم وبالتالى، سيؤثر ذلك على هويتهم ويسهم فى طمسها مع الوقت".
فى حين طالبت النائبة رانيا الجزايرلى، وزير التربية والتعليم بضرورة إلزام المدارس الدولية تدريس اللغة العربية والتربية الدينية كمادة أساسية نجاح ورسوب للحفاظ على الهوية المصرية والثقافة المصرية.
وأضافت الجزايرلى، أن هناك بعض الخريجين لا يجيدون الكتابة الصحيحة باللغة العربية، ما يستوجب إعادة نظر فى هذه المسألة التى ينتج عنها طمس الهوية المصرية والثقافة العربية، متابعة: "الهوية العربية مستهدفة ونحن نساعد هذا الاستهداف بعدم فرض اللغة على الطلبة المصريين فى المدارس الدولية وبهذا نمحى لغة جيل بالكامل".
وشددت النائبة، على ضرورة فرض تدريس وتعليم اللغة العربية والتربية الدينية كمادة أساسية فى المدارس الدولية للحفاظ على الهوية المصرية.