تتوالى جهود دعم الفئات الأكثر احتياجًا على مستوى محافظات الجمهورية، فى إطار الحد من تداعيات الأزمة العالمية الراهنة وتخفيف العبء عن كاهل المواطن، واعتبر عدد من نواب البرلمان أن افتتاح سلسلة من معارض أهلا رمضان الفترة الأخيرة، بعد تبكير موعدها يمثل خطوة مهمة لتخفيف العبء عن كاهل المواطن، من خلال توفير السلع بأسعار مناسبة وتخفيضات على مختلف السلع، بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوفيرها على مستوى الجمهورية؛ حتى يتمكن المواطن من الحصول عليها بأسعار مناسبة، وذلك بالتزامن مع توالى الإفراج عن البضائع، بما يسهم فى ضخ السلع، والتى وصلت بقيمة 1.5 مليار دولار من 1 لـ 10 يناير الجارى ليصل إجمالى ما تم الإفراج عنه منذ أول ديسمبر إلى 8.5 مليار دولار.
وفى السياق ذاته، أعلن التحالف الوطنى للعمل الاهلى التنموى عن إطلاق أكبر مبادرة إطعام فى مصر تحت عنوان "خيرك سابق" بهدف تقديم الدعم الغذائى لنحو ٥ مليون أسرة على مدار العام، التى تستهدف توسيع دائرة الحماية الاجتماعية من خلال تحقيق الأمن الغذائى للأسر المستهدفة، لتقوم على توزيع كارت الخير على الأسر المستفيدة، وبهذا الكارت تستطيع الأسرة المستفيدة شراء مستلزماتها الغذائية الضرورية بحد ادنى 300 جنيه، وحد أقصى 500 جنيه، وذلك من خلال منافذ متعددة منتشرة فى أنحاء الجمهورية سوف يتم الإعلان عنها تباعًا، بجانب توزيع كراتين المواد الغذائية على الأسر المستحقة فى منازلها وفق قاعدة بيانات التحالف، الوطنى، ومن خلال شبكة جمعيات قاعدية تتواصل بشكل مباشر مع التحالف ومؤسساته، كذلك يتم التوزيع من خلال فرق متطوعى كيانات التحالف المنتشرة فى أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى توزيع الوجبات الساخنة من خلال مطابخ التحالف بكافة محافظات الجمهورية.
وأكد الدكتور طلعت عبد القوى، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، عضو مجلس النواب، أن التحالف يستعد لتوزيع 25 مليون كرتونة بالمواد الغذائية والسلع الأساسية اللازمة بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان، مشيرا إلى أن تم وضع خطة لتوزيعها باستهداف المناطق النائية والقرى والنجوع الأشد احتياجا بمختلف محافظات الجمهورية.
وأوضح، أن الحملة ستكون بالتنسيق مع وزارة التضامن بناءً على قاعدة البيانات التى تم إعدادها للوصول للأسر الأولى بالرعاية، والتى تأتى فى إطار التأكيد على إرساء مبادئ التكافل بين كل الشرائح المجتمعية المستفيدة، موضحا أن العمل على تبكير موعد معارض أهلا رمضان لتوفير السلع بشكل مخفض يدعم المواطن البسيط ويخفف العبأ عن كاهله، مشددا أن المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع تحمل المسئولية المجتمعية وإعلاء التكاتف الاجتماعي.
وأشار، إلى أن تلك الجهود مع ما سيقوم به التحالف من تحركات سيكون لها خطوة إيجابية فى التيسير على المواطن وتلبية احتياجاته، منوها أن التحالف يستعد أيضا للتنسيق فى فتح عدد من العيادات الصحية مع وزارة التضامن ووزارة الصحة فى الأماكن التى لا يوجد بها وحدات صحية.
وأضاف، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قدم كل أنواع الدعم للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، والذى انطلق بالتزامن مع عام المجتمع المدنى 2022، لافتا إلى أن كيان التحالف الوطنى عمره 9 أشهر جمع 14 مليار جنيه عن طريق 30 جمعية لدعم الأسر الاكثر احتياجا.
وتابع: "حصاد التحالف الوطنى للعمل الأهلى خلال 9 أشهر يشمل زراعة 150 ألف فدان قمح وفول صويا ومشروعات كبيرة ومتناهية الصغير ومشروعات تنموية على أعلى مستوى وتمكين للأسر وهناك تنسيق وتعاون مشترك مع الجمعيات".
واعتبر النائب عمرو هندى، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أن تلك الخطوات تمثل آلية هامة فى دعم المواطن البسيط وسط الأوضاع الراهنة، مشدد أن التوسع فى معارض أهلا رمضان وزيادة جهود العمل الأهلى ستحقق تخفيف فى حدة التداعيات السلبية الناتجة عن الأزمة العالمية على الأسر الأولى بالرعاية، خاصة وأنها تأتى بالتزامن مع الإفراج المتوالى عن البضائع والذى سيؤدى إلى ضخ أكبر للسلع فى الأسواق.
وأضاف، أنه لابد من الرقابة على أسعار السلع وضبط الأسواق للسيطرة على السوق؛ مطالبا المواطنين بالتفاعل مع الحكومة والمساهمة فى الرقابة على الأسواق، عبر التبليغ عن أى تاجر أو منافذ لبيع السلع تقوم برفع الأسعار بطريقة غير مبررة أو مخالفة للتسعيرة الحقيقية للسلعة، مع التأكد من وجود الأسعار على المنتجات، وفقًا لقرار رئيس الوزراء لضمان عدم وجود أى تلاعب والتبليغ عن أى تاجر يخالف القرار.
ويؤكد النائب حسن عمار، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أن إقامة معارض أهلا رمضان تسهم فى توافر السلع الاستراتيجية والأساسية بأسعار مناسبة ومخفضة، لمواجهة أى محاولات للتلاعب فى أسعار السلع ولتخفيف الأعباء عن المواطنين، مشددا على ضرورة توافر المعارض بكل مركز بالمحافظات المختلفة وزيادتها فى المحافظات ذات المساحات الكبيرة وبما يتناسب مع عدد السكان، وذلك سواء كانت ثابتة أو متحركه لإتاحتها بعدد وافر بالمحافظات والقرى، لتلبية احتياجات المواطنين من السلع الاستهلاكية بأسعار مناسبة وتنافسية عن مثيلاتها فى السوق المحلى مراعاة للظروف الأسرية والمعيشية.
وشدد على ضرورة زيادة الكميات المعروضة من السلع، وخاصة التى يزداد عليها الطلب وتمثل احتياجات لا غنى عنها للمواطن البسيط، بما يتناسب مع حجم الاستهلاك واستيعاب المتطلبات اليومية، خاصة مع تزايد البضائع المفرج عنها لمختلف الأغراض الاستيرادية، منوها إلى أهمية عدم التهاون والتعامل بكل حسم وحزم مع أى مخالف يخفى سلعة بغرض المضاربة أو الاحتكار أو يبالغ فى سعرها واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حياله.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن طبيعة الظرف الدقيق الذى تمر به الدولة، نتيجة التأثيرات السلبية للمستجدات العالمية، تتطلب من الجميع تحمل المسئولية المجتمعية، والتصدى لأى محاولة تقوم على استغلال المواطنين بالإبلاغ الفورى وعدم السماح بإخفاء السلع أو المُبالغة فى الأسعار بما يحقق ضبط للأسعار، مطالبا الحكومة بتكثيف حملات التفتيش والتصدى لمغالاة التجار ووضع زيادات غير مبررة على السلع، للتخفيف عن عبء المواطنين ومنع أى محاولات للجشع او الاحتكار واستغلال مع توعية المواطنين، ليتماشى ذلك مع توجيهات القيادة السياسية الدائمة فى تأمين مخزون استراتيجى من كافة المنتجات طوال الوقت، بما يدعم المواطن فى سد احتياجاته اليومية.
وأكد، أهمية التوسع فى إقامة معارض أهلا رمضان بمختلف مراكز المحافظات، خاصة تلك التى لا يتوفر بها أفرع لتجارة الجمله ومنافذ المجمعات الاستهلاكية بعد قرار تبكير موعدها، لتوفير كافة السلع الغذائيه اللازمه للأسره المصريه قبل شهر رمضان بأسعار مخفضه، فضلا عن زيادة السيارات المتنقلة لضمان وصولها لكافة القرى والنجوع بما يلبى احتياجات البسطاء ومحدودى الدخل وحمايتهم من غلاء الأسعار.
ويشير النائب عادل اللمعى، عضو مجلس الشيوخ، إلى أهمية تذليل كافة العقبات لإقامة تلك المعارض بأكثر من منطقة وإتاحة المساحات اللازمة لها على أن يتم مراعاة الكتلة السكانية بكل محافظة لتحديد عدد المعارض، وذلك لتحقيق أهدافها فى محاربة غلاء الأسعار والحد من جشع التجار، لاسيما وأن فلسفة معارض أهلاً رمضان، تهدف لتقليل حلقات التداول، وتوفير السلع الاستراتيجية بأسعار مُخفضة والتى تأتى تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية فى توفير السلع الغذائية للمواطنين بأسعار أقل من مثيلاتها فى الأسواق، مراعاة للمواطنين خاصة البسطاء ومحدودى الدخل من خلال تقديم منتج جيد للمواطن وبسعر مقبول يتناسب مع الظروف الاقتصادية الراهنة.
ورحب، بإعلان بعض المحافظين وجود اتجاه لعمل منافذ دائمة تستمر طوال العام؛ بهدف بيع السلع بأسعار مُخفّضة؛ بدلاً من المعارض الموسمية، مؤكدا أن ذلك سيكون خطوة مهمة للحد من استغلال بعض التجار ومساندة الأسرة المصرية فى توفير احتياجاتها اليومية دون معاناة أو قلق من التزايد المضطرب بالأسواق، مطالبا بأهمية أن يكون لمحافظة بورسعيد نصيب فى تلك الخطوة لدعم المواطن البسيط، وحتى يتكامل دورها مع منافذ وزارة الزراعة والتموين والمجمعات الاستهلاكية فى تحقيق الانضباط بالأسعار وتلبية احتياجات المستهلكين فى كافة ربوع مصر.
وشدد عضو مجلس الشيوخ، على أهمية إعلاء روح التعاون والتكاتف المجتمعى لتجاوز المرحلة الراهنة من عمر الوطن وسط التداعيات العالمية وآثارها السلبية على كافة الدول، والتى تتطلب اصطفاف وتآزر الجميع إلى جانب الوطن، مشددا على ضرورة تكثيف حملات الرقابة والتفتيش على الأسواق والمحال التجارية، وأماكن تداول السلع الغذائية لمواجهة مافيا السلع الغذائية والمحتكرين بكل حسم وحزم، ووضع التدابير اللازمة لإحكام الرقابة والسيطرة على الأسواق وعدم السماح بالتلاعب بالأسعار مع إتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
ويقول النائب محمد سلطان، عضو مجلس النواب، إن زيادة أعداد منافذ بيع السلع الغذائية والأساسية ومعارض "أهلا رمضان" يعد خطوة جادة من قبل الدولة لحماية الفئات البسيطة وغير القادرة فى ظل ارتفاع الأسعار نتيجة الأحداث العالمية الجارية.
ووصف هذا الإجراء بأنه خطوة على الطريق الصحيح لمواجهة ظاهرة غلاء الأسعار من قبل بعض التجار وتضافر للجهود الخاصة بالتصدى لاحتكار بعض السلع، مؤكدا على أهمية الرقابة على الأسواق وتضافر الجهود المجتمعية لتعظيم التكافل الاجتماعى ودعم الفئات غير القادرة.
ولفت، إلى أن هناك عزم من القيادة السياسية على استمرار دعم محدودى الدخل وتوسيع قاعدة المستفيدين من خلال تعظيم التعاون بين الحكومة والمجتمع المدنى، للوصول لأكبر عدد ممكن من الشرائح المستهدفة وتلبية احتياجاتهم بما يحقق الأمن الغذائى لتلك الأسر.