طالب عدد من النواب، بحماية الطبقة الوسطة التي وصفوها بأنها تقاوم من أجل البقاء في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، مطالبين الدولة والمجتمع المدنى بالتكاتف من أجل حماية هذه الطبقة من الانحدار إلى الطبقات الأدنى، خصوصا وأنها تقدم لمصر المهندسين والأطباء والمحامين، وذلك بعدما زادت الضغوط عليهم في الفترة الأخيرة وهو ما جعلهم عرضه للتراجع عن الكثير من أدوارهم ومنها على سبيل المثال الدعم المقدم للمجتمع المدنى.
تأثرها بالظروف الاقتصادية يحتاج وقفة من الجميع
بدوره تقدم النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، بطلب مناقشة عامة للمستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، بشأن سياسة الحكومة نحو تفعيل دور المجتمع المدني في مساندة الدولة لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية والحد من تأثيراتها السلبية على المواطنين، قائلا : تشهد البلاد حاليا تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة للأزمات العالمية، وهو الأمر الذى أدى إلى تأثر مختلف طوائف المجتمع بتداعياتها السلبية.
وأكد زين الدين، أنه خلال هذه الفترة يقع على المجتمع المدني دور هام في مساندة الدولة لتحقيق الحماية الاجتماعية لمختلف الفئات، بداية من معدومي ومحدودي الدخل، وصولا إلى الطبقة المتوسطة التي تأثرت بشكل كبير جراء هذه الأزمات المتلاحقة، مشيرًا إلى أن الأمر في هذه الفترة يتطلب تعظيم دور المجتمع المدني، وإتاحة الفرصة أمامه للقيام بدوره على النحو الأمثل وفي ضوء ما يقره الدستور والقانون، لتسهيل عمل المبادرات المجتمعية، والمشاركة في المبادرات التي تقوم بها الحكومة للمساهمة في امتصاص حدة التداعيات الاقتصادية الصعبة.
وحذر النائب محمد زين الدين، من اختفاء الطبقة المتوسطة، قائلا: تأثرها بهذا الشكل مؤشر يتطلب وقفة حاسمة وتكاتف من الجميع للحفاظ على قوام المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن المبادرات التي يقوم بها المجتمع المدني في توفير الاحتياجات لا يجب أن تتوقف عند مناطق أو تستهدف فقط محدودي الدخل، ولكن أيضا يجب أن تضع نصب أعينها الطبقة المتوسطة حرصا عليها من التآكل، مؤكدا أن مبادرات المجتمع المدني خلال الفترات السابقة نجحت في الحد من التداعيات السلبية للأزمات، قائلا: آن الأوان للقيام بدور أكبر وأهم في تلك المرحلة التي تتطلب تكاتف الجميع إلى جانب الدولة للعبور من الأزمة إلى بر الأمان.
عماد المجتمع ويشكلون 60% من الشعب
في وقت سابق تقدمت النائبة صفاء جابر عيادة، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى رئيس الوزراء، بشأن ازدياد معاناة وأوجاع الطبقة المتوسطة في مصر خلال السنوات الأخيرة، قالت خلاله، إن الطبقة المتوسطة في مصر هي عماد التنمية الاقتصادية وصفوة الموارد البشرية الفعالة في أي مجتمع، وهي صمام الأمان لأي مجتمع، لأنها تدرك أن باجتهادها ستحقق ذاتها وتجد لنفسها مكانًا في المجتمع، وهي الطبقة التي ينتمي إليها 60% من المصريين، تسعى جاهدةً نحو مستقبل أفضل لها ولأبنائها منها المهندس والطبيب والضابط والمدرس والمحامي والمهني المجتهد.
وأضافت النائبة، أن الطبقة المتوسطة هي التي تتحمل المسؤولية الاجتماعية عن كاهل الدولة في دعم المؤسسات الخيرية والجمعيات الأهلية فيما تقدمه من مشروعات خيرية، وما تقدمه من مساعدات مادية وعينية للطبقات الفقيرة والمعدمة، مشيرة إلى أن الطبقة المتوسطة في مصر حاليًا تعاني أشد المعاناة فى أهم مجالات المعيشة فى مصر الصحة والتعليم والسكن، بعد أن تراجعت دخولها، وزدادت ضغوطها، وتقاوم من أجل تبية متطلباتها الأساسية، تصارع من أجل البقاء للحفاظ على نفسها بعد أن أصبحت على مشارف الطبقة المحدودة.
وشددت على أن هناك ضرورة مُلحة فى ظل الغلاء العالمى الفاحش وتزايد الحاجات، إلى وجوب الحفاظ على الطبقة المتوسطة، حتى لا تتآكل تدريجيًا، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة والسكن والدواء، مطالبة بضرورة منح حزمة من برامج الحماية الاجتماعية من أجل الحفاظ على الطبقة المتوسطة التي هي رمانة ميزان المجتمع، فالحفاظ عليها هو بالأساس حفاظ على تماسك المجتمع واستقراره وصمام أمان له، فهي الطبقة التي تقدس قيمة تراب الوطن وهي على وعي كبير بما يشهده الوطن من إنجازات، وعلى إدراك بما يعيشه من تحديات في الداخل والخارج .
راتب 6 آلالف جنيه لا يكفيهم
في سياق متصل أكد مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أنه يجب الاستفادة من الأزمة الحالية التعلم من دروسها وكيفية استغلالها لصالح المواطن ولا يجب أن يتحمل الأعباء بمفرده، كما أن الوقت ليس وقت البطولة على حساب الدولة، ولا ركوب التريند على حساب الشعب.
وأضاف مصطفى بكري، في تصريحات تلفزيونية له، أن مصر تستورد أكثر من 90 مليار دولار في مختلف القطاعات، ويجب على كل وطني أن يعمل بإخلاص لكي نتخلص من قروض البنك النقد الدولي، مشيرًا إلى أننا أمام واقع مرير وصعب، فرض علينا بسبب الأزمة الخارجية مما أثر سلبا على الحالة الاقتصادية في مصر مؤخرُا، وهذا الوقت التي تحتاج مصر إلى أبنائها المخلصين.
واقترح بكرى بخطة عاجلة يجب على المسؤولين النظر إلى بنودها محاولة تطبيقها لتخطي الأزمة الحالية، والتي تمثلت في حماية المواطنين من بطش وجشع التجار، وحماية الطبقة المتوسطة التي تعاني من الأعباء الاقتصادية، حيث راتب المواطن الذي يحصل على 6 آلاف لا يكفي معه الشهر في ظل الغلاء الفاحش الذي نشاهده الآن.