اعتبر أعضاء بالبرلمان، أن سلسلة الجولات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسى، الأخيرة، والتى شملت الهند وأذربيجان وأرمينيا، تعود على مصر بمكاسب محورية تعزز من دعم دور مصر المحورى بصفتها ركيزة مهمة فى الحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط، ويفتح آفاق جديدة على مستوى الشراكات الاستراتيجية والتقارب الدولى والإقليمى، والتعريف برؤية مصر على مستوى كافة الأصعدة.
وتأتى زيارة أرمينيا وأذربيجان الأولى من نوعها لرئيس مصرى، وشهدت تلك التحركات لقاءات عكست تعزيز التبادل التجارى وتوطيد الشراكات الاقتصادية بين البلدين، بالاجتماع مع كبار رموز الاقتصاد ورجال الأعمال ورؤساء كبرى الشركات واستعراض ما تمتلكه مصر من فرص استثمارية واعدة، كما تضمنت المباحثات قضايا الشرق الأوسط والأزمة الروسية ومكافحة الإرهاب.
ويؤكد النائب سليمان وهدان، نائب رئيس حزب الوفد، على أهمية الجولة الخارجية التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والتى ضمت الهند وأذربيجان، فى تطوير وتعميق العلاقات المصرية مع دول شرق آسيا فى ظل الأزمات العالمية والتوتر السائد بين القوى الكبرى فى العالم.
وقال وهدان، إن الرئيس السيسى حريص على تنويع العلاقات الدبلوماسية المصرية، شرقا وغربا من أجل تعزيز الأمن والاستقرار الاقليمى والدولى، بالإضافة إلى التحالف مع قوى اقتصادية كبرى من أجل تخفيف تداعيات الأزمات الاقتصادية على الدول النامية، مشيرا إلى أن مصر قادرة على تقديم خبراتها إلى دولة الهند فى مجال البنية التحتية الحديثة، الأمر الذى يؤهلها لكى تكون شريكًا اقتصاديًا هامًا للهند.
وأوضح وهدان، أن زيارة الرئيس إلى أذربيجان أيضا ستساهم فى تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لاسيما فى ضوء دور مصر المحورى كركيزة للاستقرار والأمن والسلام فى الشرق الأوسط وأفريقيا، لافتا إلى أنها أول زيارة لرئيس مصرى إلى باكو، وهو ما يعكس رغبة وإرادة صادقة لتعزيز وتطوير العلاقات المصرية/ الأذرية واستكشاف أوجه التعاون فى شتى المجالات، إلى جانب استمرار التنسيق والتشاور السياسى بين البلدين.
وأشار وهدان، إلى أن المباحثات تضمنت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، وأهمية البناء على عمق العلاقات التاريخية الودية الطيبة بين مصر وأذربيجان على المستويين الرسمى والشعبى، وتعزيز التبادل التجارى، وتوطيد الشراكات الاقتصادية بين القطاع الخاص فى البلدين، متوقعا أن تحقق هذه الجولة أصداء إيجابية خلال الفترة المقبلة.
فيما اعتبر النائب عادل اللمعى، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بمجلس الشيوخ، أن سلسلة الجولات الخارجية المكثفة للرئيس عبد الفتاح السيسى، لها دور مهم فى إعادة تشكيل نمط مصر فى سياساتها الخارجية بتجديد دوائر التحرك خارجيا، والتى تعود بمكاسب عدة وتعزز من مكانتها وثقل الدولة السياسى والاقتصادى على المستوى الإقليمى والدولى وذلك من حيث التمدد فى دوائر العلاقات الدولية وتنوع الشراكات بخلاف الدوائر التقليدية، كما أنها تقدم مصر كشريك تنموى واقتصادى مهم على الساحة الدولية، ويدفع من الحراك التنموى فى مصر.
وأكد اللمعى، أن توجه الرئيس فى جولته الحالية، للهند وأذربيجان إلى جانب زيارة أرمينيا، تفتح آفاق جديدة من التعاون مع دول القارة الآسيوية لتكون شريك مهم بمختلف المجالات وعلى رأسها الجانب اقتصادى، مشيرا إلى أنها تسهم فى زيادة حجم الاستثمارات، خاصة مع ما نمتلكه من كافة المقومات التى يمكن من خلالها إحداث نقلة نوعية فى شكل العلاقات الاقتصادية مع منطقة آسيا، فيما يتعلق بجذب العديد من الشركات والصناعات، وهو ما يدعم خطة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى استقطاب المزيد من الاستثمارات وتلبية مستهدفات توطين صناعات استراتيجية بما يحولها لمركز رئيسى للتجارة العالمية.
وأردف عضو مجلس الشيوخ، قائلا: "تلك الخطوات تزيد من استغلال موقع المنطقة الاقتصادية الجغرافى وما يتمتع به من سهولة النفاذ إلى مختلف الأسواق العالمية.. مع ما تمتلكه من مناطق صناعية متكاملة و6 موانئ متصلة بالبحرين الأحمر والمتوسط..مع تحقيق التنمية الصناعية المشنودة بمنطقة شرق بورسعيد، بصفتها وجهة واعدة تتلاقى فيها حركة التجارة العالمية وتجمع كافة الإمكانيات الصناعية واللوجيستية، كما أنها تتماشى مع رؤية التحول لمركز إقليمى فى تصنيع الوقود الأخضر".
وأوضح، أن ذلك سيكون له مردوده الإيجابى فى زيادة فرص العمل وتعظيم قدراتنا الإنتاجية، مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر، لاسيما فى قطاعات البنية التحتية، والنقل، والطاقة الجديدة، والهيدروجين الأخضر، وإنتاج الطاقة الكهربائية، والصناعات الدوائية وصناعة السيارات، واستعراض ما نقدمه من حزم اقتصادية متنامية والاستفادة من موقع مصر الاستراتيجى كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التى تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لاسيما فى المنطقتين العربية والإفريقية، بما يعزز من التكامل الصناعى بتأسيس شراكات ناجحة تقوم على توطين الصناعات، فضلاً عن دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى آفاق أرحب تتلاقى مع طموحات الشعوب.
ويشير أحمد صبور، أمين سر لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بمجلس الشيوخ، إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أذربيجان عقب زيارته إلى جمهورية الهند يؤكد وجود رغبة مصرية لتعزيز العلاقات بين مصر ودول الشرق الآسيوى، لافتا إلى أن الأزمات العالمية خلقت حالة من التنافس والاستقطاب، والرغبة فى تكوين تحالفات إقليمية لمواجهة الضغوط الاقتصادية بسبب الحرب الدائرة بين القوى الكبرى.
وقال صبور، إن زيارة الرئيس إلى الهند وأذربيجان تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دول آسيا فى جميع المجالات، لمجابهة التحديات العالمية، والتى تأتى بالتوازى مع تحركات دبلوماسية ولقاءات متبادلة مع مسؤولين أوروبيين وأميركيين، مؤكدًا على أهمية الاتفاق بين البلدين على تعميق التعاون فى الصناعات الدفاعية، والعمل على استكشاف مُبادرات جديدة لتكثيف التعاون العسكرى، والارتقاء بالعلاقات الثنائية لمستوى (الشراكة الاستراتيجية) التى تغطى المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والطاقة والاقتصادية.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن التركيز المصرى على المحور الآسيوى للسياسة الخارجية المصرية لا يعنى المساس بالعلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأميركية، فالسياسة الخارجية المصرية تقوم على أساس من التوازن وتنويع مصادر التحالفات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية وخلق دوائر جديدة فى الدبلوماسية المصرية، مؤكدا أن الظروف الدولية تقتضى مزيداً من التكاتف بين الدول الراغبة فى تحقيق السلام والتنمية، لا سيما أن العالم يكتوى بنار تنافس حاد بين روسيا وأميركا والصين.
وشدد صبور، على أهمية الدعوة التى أطلقها الرئيس بشأن تكاتف الدول النامية لمواجهة التحديات المشتركة والأزمات الدولية، بما فى ذلك أزمتا الطاقة والغذاء، موضحًا أن زيارة مصر للدولتين خطوة مهمة للغاية ستؤتى ثمارها خلال الفترة المقبلة.
بينما يقول النائب علاء عابد، نائب رئيس البرلمان العربى، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن العلاقات المصرية الهندية سوف تشهد عهداً جديداً فى التعاون والعمل المشترك فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والصناعية وغيرها وذلك بعد البيان المشترك الصادر بين مصر والهند خلال الزيارة الناجحة للرئيس السيسى للهند.
وأكد عابد، أن البيان المشترك المصرى الهندى اشتمل على قضايا استراتيجية وسياسية مهمة للتعاون بين القاهرة ونيودلهى فى مختلف المجالات مشيراً الى أن هذا البيان أبرز التقارب بين مصر والهند وعكس التوجه الحكيم لدى القيادة السياسية المصرية لتوطيد العلاقات مع دول الشرق فى ظل انشغال الغرب بالحرب الدائرة فى أوروبا وبأمنهم واستقرارهم.
واعتبر أن اختيار الهند للرئيس عبد الفتاح السيسى كضيف شرف فى احتفالات نيودلهى ب"يوم الجمهورية" بمثابة رغبة حقيقية من الهند لاستعادة الروابط التاريخية مع القاهرة وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية والاستفادة من قوة مصر وتأثيرها فى محيطها العربى والأفريقى، فضلًا عن الحاجة الملحة لإعادة تفعيل "حركة عدم الانحياز" لمجابهة الاستقطابات الدولية الراهنة ولحاجة العالم إلى السلام معرباً عن سعادته الغامرة بالاهتمام العالمى الكبير من مختلف وسائل الاعلام ووكالات الانباء العالمية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الهند وتأكيدها بأنها من أفضل وأنجح الزيارات التى تمت خلال الفترات الأخيرة حيث تنم عن وعى القيادة المصرية التى أخذت الاتجاه الصحيح وتوجهت نحو دولة من أكبر اقتصادات العالم .
وأشار، الى أهمية الاقتصاد الهندى الواعد بالنسبة لمصر موضحًا أن الهند هى ثانى دولة من حيث عدد السكان فى العالم وهو ما يمثل فرصة لمصر لفتح أسواق جديدة هناك بجانب جذب السياح الهنود لمصر معتبرًا أن تأمين هذا الاتجاه الشرقى من العالم والانفتاح على تلك القوى الاقتصادية وزيادة التصدير والتركيز على الميزان التجارى بيننا وبينهم سيعود على مصر بمكاسب اقتصادية كبيرة .
وقال النائب علاء عابد، إنه من المعروف أن التاريخية والقوية التى جمعت البلدين ترجع عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث كان هناك تعاون مشترك فى مجالات التصنيع مشيراً الى أهمية انضمام مصر لمجموعة دول "بريكس" والتى تضم الهند حيث سيساعد ذلك فى تحسن وتقدم الاقتصاد المصرى ومعالجة المشاكل الاقتصادية لاسيما تلك الناجمة عن تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
وأكد النائب علاء عابد، أهمية المباحثات واللقاءات التى أجراها الرئيس السيسى مع كبار المسئولين بالهند وفى مقدمتهم رئيس جمهورية الهند ورئيس وزراء الهند واللقاءات مع مجتمع الاعمال والاستثمار والشركات الهندية الكبرى مشيداً بحرص قيادات الهند على التعاون مع مصر فى مختلف المجالات.
فيما أشاد اللواء دكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، بزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى ونشاطه من الهند إلى أذربيجان وأرمينيا لبناء شراكة جديدة مع دول تتمتع بعلاقات تاريخية مع مصر مشيرا إلى أن الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسى تهدف إلى زيادة التعاون مع الدول الشريكة، لجذب الاستثمار، وتطوير الشراكة الاستراتيجية مع مختلف الدول.
وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر، أن نشاط الرئيس وزيارته المختلفة عكست أهمية ومكانة مصر الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تعزيز التشارك بين مصر وغيرها من دول العالم فى المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية وتحقيق متطلبات الأمن القومى المصرى، وتعزيز القدرات المصرية فى كل المجالات وتوفير التعاون الدولى مع جهود التنمية الشاملة التى تشهدها مصر حاليا.
وتابع، أن تحركات الرئيس السيسى الخارجية تسعى لبناء علاقات دولية متوازنة مع جميع دول العالم من خلال تعدد وتنوع العلاقات الدولية وبما يحقق مصلحة مصر من تنويع لمصادر التحالفات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية لافتا إلى أن الدبلوماسية المصرية تتحرك بحكمة وعبقرية نحو الاستفادة من تجارب الآخرين لتحقيق التقدم والتنمية المستدامة.