دخلت الحرب الروسية الأوكرانية منعطفا جديدا، بعد أن أعلنت ألمانيا - نتيجة ضغط واشنطن وبريطانيا - عزمها تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد، الأمر الذى أثار غضب الروس قبل أن تطأ عجلات الدبابات ألمانية الصنع الأراضى الأوكرانية، فكيف سيكون الوضع بعد اشتراكها فى القتال.
ورغم رفض البرلمان الألمانى المطالب بتزويد أوكرانيا بالدبابات خوفا من انخراط برلين فى حرب مباشرة، إلا أن المستشار الألمانى أولاف شولتس، قال أن بلاده ستتعامل مع الشركاء لتقديم الدعم العسكرى لأوكرانيا.
ورفض غالبية أعضاء البرلمان التصويت، على أى قرار وتعرض شولتس لانتقادات شديدة من حزبه المنقسم حول الأمر، وكذلك من المعارضين الديمقراطيين المسيحيين الذين دعوا "الحزب الديمقراطى الحر" و"حزب الخضر" إلى رفض التعاون مع أعضاء حزب شولتس، وتشكيل حكومة جديدة معهم؛ كما شهدت برلين مظاهرات للتنديد بتزويد أوكرانيا بالدبابات وأنواع أخرى من الأسلحة.
وقال شولتس فى كلمة أمام البرلمان أن العملية العسكرية الروسية هى سبب المتاعب اليوم، معتبراً أن على الجميع العمل بشكل سريع لتغطية نقص الغاز فى البلاد.
ورأى أن روسيا تحاول تغيير الواقع بأوكرانيا بالقوة، معلناً أن بلاده ستقدّم السلاح الثقيل لكييف.
وذكر أن برلين سترسل دبابات "ليوبارد" وأنظمة "باتريوت" والأنظمة الدفاعية اللازمة، مشدداً على أن الهدف من ذلك مساعدة أوكرانيا فى الدفاع عن نفسها.
وأعلن المستشار الألمانى أن بلاده ستعمل على تدريب القوات الأوكرانية على قيادة وصيانة الدبابات، موضحاً أن برلين ستقدم 6 دبابات "ليوبارد 2" لأوكرانيا.
كذلك لفت إلى أن على الجميع بذل كل الجهود لدعم أوكرانيا ومنع الحرب فى أوروبا، مشيرا إلى أن قرار إرسال الدبابات تم بالتوافق مع أمريكا وبعد حوار مع الحلفاء.
وفى وقت سابق، أعلنت شركة "رايمنتال"، وهى جزء من المجمع الصناعى العسكرى الألمانى، أنها مستعدة لنقل حوالى 100 دبابة إلى أوكرانيا فى عام 2023.
وستشمل دبابات "ليوبارد" الألمانية بتعديلات مختلفة، ودبابات "تشالنجر" البريطانية، ويذكر أنه بالإضافة إلى دبابات "ليوبارد 2"، ستشمل عمليات التسليم "ليوبارد 1"، و"تشالنجر 1" المطورة، والتى من المقرر نقلها من المخزونات أو شراؤها من دول ثالثة.
ولم تمر قرارات شولتس مرور الكرام حيث يشهد المجتمع الألمانى جدلا كبيرا، وعارض نائب المستشار الألمانى روبرت هابيك، توريد مقاتلات لأوكرانيا. وتحدث هابيك عن "التوازن" بين تقديم "أقصى دعم" لأوكرانيا وضمان عدم تحول ألمانيا لطرف فى الحرب، وقال: بالطبع ليس من الواضح تماما أين يسرى الحد الفاصل".
وذكر هابيك أنه وفقا لما يعرفه ستحتاج أوكرانيا إلى صيانة من الغرب حال حصولها على مقاتلات غربية، وهو ما قد يعنى "على الأرجح" تجاوز الحد الفاصل، موضحا أنه من الصواب تزويد أوكرانيا بالدبابات القتالية، وقال: "فى النهاية هناك فرق بين الدبابات الحربية والطائرات المقاتلة".
ويبدو أن التخوفات من تورط ألمانيا فى الحرب فى محلها، حيث جاء رد الفعل الروسى سريعا على لسان الناطق باسم الكرملين ديمترى بيسكوف إذ قال: "كل ما تم الإعلان عنه من قبل التحالف والعديد من العواصم فى أوروبا والولايات المتحدة، يعتبر فى موسكو مشاركة مباشرة فى الصراع"، حسبما جاء فى تقرير لوكالة انترفاكس الروسية.
كما هدد الدوما الروسى بحرق الدبابات الألمانية التى قررت برلين ارسالها لأوكرانيا، وقال رئيس مجلس الدوما الروسى، فياتشيسلاف فولودين :"لم يتعلم الجميع دروس هزيمة ألمانيا النازية فى ستالينجراد".
وأضاف فولودين: "ميركل، التى كانت تشغل منصب المستشارة، خدعت المجتمع الدولى وشعبها، وساعدت نظام كييف فى الاستعداد للحرب".
وأضاف رئيس مجلس الدوما: "ذهب المستشار الحالى شولتس إلى أبعد من ذلك، حيث قرر إرسال دبابات ألمانية للقتال ضد روسيا، مصيرها سيكون كما كان قبل 80 عاما، سيتم حرق "الفهود" ليوبارد مكررا مصير “النمور” تيجر".
وأوضح فولودين أن قيادة ألمانيا بحاجة إلى تذكر عام 1943 وأن تشرح لمواطنيها سبب جرهم مرة أخرى إلى الحرب.