ناقش مجلس الشيوخ، خلال جلسته العامة اليوم الأحد، برئاسة المستشار الدكتور عبد الوهاب عبد الرازق، طلب المناقشة العامة المقدم من النائب باهر غازى، وأكثر من 20 عضوا، بشأن سياسة وزارة الثقافة نحو استعادة الدور التاريخى لقصور الثقافة والمسارح فى نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافية كأحد الركائز الأساسية لبناء الإنسان المصرى.
وأشار النائب فى طلبه، إلى أن قصور الثقافة فى مصر واحدة من أهم المؤسسات المصرية ذات الدور التاريخى فى تقديم الخدمات الثقافية والفنية،وتهدف إلى رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير فى العديد من المجالات مثل الموسيقى والأدب والفنون، ولها أنشطة خاصة لجميع الثقافات مثل المرأة والأطفال والشباب.
وأوضح النائب، أنه يوجد عدد من قصور الثقافة على مستوى الجمهورية لا يقل عن 500 قصر ثقافة فى مختلف المحافظات، لافتا إلى أن المسارح تعد أحد أشكال الفنون الأولى التى عرفها الإنسان، وأنشأت المسارح فى مصر تلبية لحاجات اجتماعية وسياسية وأخلاقية وتعليمية للمجتمع، وتعد المسارح أيضا أهم وسائل القوى الناعمة لنشر الوعى بالهوية المصرية والثقافية فى مختلف المجالات.
ولفت النائب، إلى أنه لقصور الثقافة والمسارح المختلفة على مستوى الجمهورية أدوار تاريخية لنشر الثقافة المصرية وبث روح المواطنة والحفاظ على الأسرة المصرية بتقاليدها وعاداتها الراسخة على مر العصور فى المجتمع المصرى.
فيما أكد المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، أهمية الفنون الثقافية فى نشر الوسطية وخلق الوعى، فضلا عن أهمية دورها فى الترفيه عن الشعب المصرى خاصة فى هذه الأوقات التى يحتاج فيها إلى متع رخيصة، قائلًا: "دور الثقافة والوعى مهم فى كل هذه الأمور، لكن لماذا نغفل أيضا فكرة الترفيه عن الشعب المصرى لا سيما فى هذه الأوقات".
وأثار مسلسل "أزمة منتصف العمر" جدلًا خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، فى أعقاب انتقاد النائب ياسر الهضيبى، عضو مجلس الشيوخ، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، دور وزارة الثقافة فى التصدى لعرض أعمال فنية تحمل أفكار تدمر قيم الأسرة المصرية.
وقال النائب الوفدى الدكتور ياسر الهضيبى، إن قصور الثقافة فى مصر تعد واحدة من أهم المؤسسات ذات الدور التاريخى فى تقديم الخدمات الثقافية والفنية، وتهدف إلى رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير فى العديد من المجالات مثل الموسيقى والأدب والفنون، ولها أنشطة خاصة لجميع الثقافات مثل المرأة والطفل والشباب .
وأضاف الهضيبى: "مما لاشك فيه أن مصر تئن من ظاهرة الفراغ الثقافى وبنك المعرفة يحتاج لمعرفة وقد تعلمنا من فؤاد باشا سراج الدين على الحكومة أن تنفذ وعلى المعارضة أن تقترح وتوصى وتطلب، ونحن فى الوفد لنا مجموعة من الطلبات نطالب الحكومة بأخذها بعين الاعتبار وإن كنت أتمنى حضور الوزير المختص، أولا تعديل قانون الرقابة على المصنفات الفنية لأن القانون قديم ولا يواكب التكنولوجيا والمنصات الحديثة حيث تم إصداره عام 1950".
وأشار الهضيبى، إلى أنه لابد من الرقابة الصارمة على المصنفات حيث أن هناك مسلسلات تحرض على الفسق والفجور، قئلا: "مثلا مسلسل أزمة منتصف العمر يحرض على زنا المحارم والشعب المصرى من الممكن أن يتحمل الأزمة الاقتصادية ولكن لا يمكن أبدًا أن أن يتحمل تغيير هويته الدينية فنحن بلد الأزهر الشريف".
وأوضح الهضيبى: "تعد المسارح أحد أشكال الفنون الأولى التى عرفها الإنسان، وأنشأت المسارح فى مصر لتلبية حاجات اجتماعية وأخلاقية وتعليمية للمجتمع، وتعد المسارح أحد أهم وسائل القوى الناعمة لنشر الوعى بالهوية المصرية والثقافية فى مختلف المجالات".
وتابع رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، أنه كان لقصور الثقافة والمسارح المختلفة على مستوى الجمهورية أدوارًا تاريخية لنشر الثقافة المصرية وبث روح المواطنة والحفاظ على الأسرة المصرية بتقاليدها وعاداتها الراسخة على مر العصور فى المجتمع المصرى.
وتابع الهضيبى: "وإذ نستوضح سياسة وزارة الثقافة بشأن تطوير قصور الثقافة فالحقيقة أن قصور الثقافة تواجة عدد من المعوقات أهمها ضعف الإمكانيات والتمويل اللازم لها، حيث يخصص 10% فقط من موازنة وزارة الثقافة لصالح الأنشطة الثقاية، ما يتطلب تعزيز القدرات المادية للمؤسسات الثقافية ومحاربة الفساد الإدارى والمادى داخل قطاع الثقافة".
وطالب الهضيبى، بإطلاق خطة لإعادة إحياء قصور الثقافة المنتشرة فى مصر والعمل على تطوير المنشآت الثقافية التى باتت تشكل خطرا على العاملين بها أو روادها، وزيادة حجم المخصصات الموجهه للأنشطة الثقافية وإطلاق مسابقات لاكتشاف الموهوبين فى جميع المجالات فى جميع أنحاء الجمهورية.
فيما قال الفنان يحيى الفخرانى، عضو مجلس الشيوخ، إنه منذ أن بدأ التلفزيون فى الانتشار أثر هذا الأمر على المسرح عموما، موضحا: "الفن هنا منظومة متكاملة والمسرح تأثر منذ فترة لأسباب عديدة مثلا المواصلات لم تكن سهلة"، مقترحًا أن تستغل الدولة التلفزيون والمسرح معا بشكل إيجابى.
وأضاف الفخرانى، أنه إذا كانت مصر تتجه للتلفزيون بهذا الشكل فيجب استغلال علاقة المسرح بالتلفزيون عن طريق تنظيم رحلات لأبطال المسلسلات خاصة المسلسل الناجح لقصور الثقافة فى المحافظات ويجوبوا هذه القصور فى محافظات الجمهورية.
وتابع الفخرانى: "ينبغى أن نؤكد أن الفن للخير والذى نقدمه فى المسلسل هو ما يستحق أن نناقشه فى الشارع وفى قصور الثقافة".
من جانبه رد المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، على الفنان يحيى الفخرانى قائلا: "بضم صوتى لصوتك، وأتساءل ماذا لو تم التوافق على أقطاب المسرح أن ينزلوا للناس فى المحافظات؟ وهذا لن يتوفر إلا من وجود قصور الثقافة".
وأضاف عبد الرازق: "لو قمنا بدعوة الفنانين الكبار مثل سعادتك أنه يحضر لأى بلد فى الصعيد وغيره بتمثيل أو مناقشة هذا الأمر وأنا أعلم يقينا أن زيارة الفنانين الكبار للصعيد مثلا غير موجودة حتى الآن ولما نرى ذلك نستطيع أن نحى قصور الثقافة والمسارح معا".
وبدوره أكد النائب الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والاعلام بمجلس الشيوخ، أن القوة الناعمة فى مصر بخير من فنانين ورجال الفن وغيرهم، قائلا: "وهناك فخر لكل مصرى بهذه القوة وما تفعل عندنا رموز مثل الفنان يحيى الفخرانى والفنان عادل إمام".
وقال: "العملية تحتاج إلى أن تكون قضية الثقافة أكبر من ذلك"، مقترحًا إنشاء مجلس أعلى للثقافة يضم وزارات أو مجموعة وزارية فى الحكومة لأنها قضية خطيرة فى هذا الوقت.
وأضاف مسلم: "الكلام عن الثقافة كلام مهم فى وقت صعب ومصر تتعرض لحملات ممنهجة فى كل ثانية لتغيب الوعى والتاثير على الشباب والكل يعلم انها حملات مصدرها وهى ممولة وممنهجة لإطلاق الشائعات وكسر القدوة لهز الثقة".
وأضاف مسلم: "الثقافة فى مصر أكبر من وزارة الثقافة، ولا يمكن أن نختزل ونحصر الثقافة فى قصور ثقافة ومسرح الناس تذهب إليه، لأن الادوات التكنولوجية جعلت كل الأمور يمكن أن تصل إلى كل شاب بشكل أفضل تكنولوجيا".
ولفت مسلم، إلى مبادرات الشراكة بين وزراة الثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مثل سينما الشعب، مشيرا إلى أهمية وجود أدوار جديدة وفقًا للتطور التكنولوجى، وقال: "الثقافة والوعى تحافظ على الإنجازات التى نراها فى كل شبر فى مصر"، مضيفًا "قضية الوعى تحتاج لمجلس أعلى".
فيما قالت الفنانة سميرة عبد العزيز، عضو مجلس الشيوخ، إنها مثال حى لقصور الثقافة فى مصر حيث بدأت حياتها الفنية فى قصور الثقافة وكانت تقوم بالتمثيل فى المسرحيات وهى طالبة فى المدرسة، متابعة: "كانت نتيجة ذلك أننى أصبحت فنانة محترفة وعضو مجلس شيوخ"، موضحة أن هناك أهمية كبيرة لقصور الثقافة فى مصر.
وأضافت عبد العزيز، أن هناك أهمية كبيرة لتنشيط قصور الثقافة وتعليم الأولاد والبنات بداخلها وهو ما يثرى الفن الجيد والفن الصحيح فى مصر خاصة الذين لا يستطيعون الوصول للمسارح .
وطالبت عبد العزيز، وزيرة الثقافة بضرورة عدم الإهمال فى إرسال مخرجين متعلمين ومثقفين لقصور الثقافة حتى يعلموا ويساعدوا هواة الفن ليقوموا بدورهم على الوجه الصحيح.
وبدورها قالت سها سعيد، وكيل لجنة الثقافة والآثار بمجلس الشيوخ، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الثقافة كقوى ناعمة هى جزء من قوة مصر الشاملة، موضحة أنه وفقا للقانون الحالى ليس من حق قصور الثقافة أن تمارس نشاط اقتصادى وفى ظل البيروقراطية الموجودة فى الحكومة حاليا، فإن هناك صعوبة لقصور الثقافة أن تمارس دورها بهذا الشكل.
وأضافت سعيد، أن مسرح القطاع الخاص كان رائد الحركة الفنية فى مصر وفى الثمانينات كان لدينا 82 حركة فنية فى مصر أما الآن فلا يوجد سوى حركة فنية واحدة فقط وبسبب الضرائب أغلقت كثير من المسارح دورها.
وطالبت، بوجود بنية تشريعية صديقة وحريصة لملف الثقافة وفى ظل كم الضرائب المفروضة على مسارح القطاع الخاص ويجب حل هذه الأزمة.
بدوره قال محمود فيصل القط، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب، إن قصور الثقافة فى مصر تم إنشاؤها من قبل وزارة الثقافة نفسها وهو يدلل على أن قصور الثقافة هى عصب الوعى المجتمعى فى مصر وكلما زاد نشاط قصور الثقافة كلما زاد الوعى لدى المواطنين وزاد الاهتمام بالنشء.
وأضاف، أن الدولة المصرية مؤخرا اهتمت بقصور ودور الثقافة وفوجئنا أن هناك كثير من الاقتراحات برغبة لتطوير قصور الثقافة وبالفعل الدولة تبذل مجهود كبيرا فى هذا الصدد.
كما طالب، وزارة الثقافة بأن يكون لها مقياس أداء ومؤشرات حتى تستطيع أن تقيم دورها وتنهض بها كما يجب أن يكون هناك اهتمام بالمسابقات كما شدد على ضرورة الاهتمام بمعيار الكفاءة ومعيار الجودة.
أكدت النائبة فيبى فوزى، وكيل مجلس الشيوخ، أهمية طرح طلب مناقشة بشان الوعى الفكرى والفنى والثقافى للمناقشة فى هذا التوقيت، قائلة: "أعتبره بلا مبالغة الأخطر فى محور بناء الإنسان المصرى، والذى طالما نادى الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة التنبيه إليه، ومنحه الوقت والجهد، فبدونه قد تذهب جهود التنمية الجبارة التى تُبذل فى كل مناحى الحياة المصرية هباءً".
وأضافت وكيل مجلس الشيوخ: "كان للهيئة العامة لقصور الثقافة بمنشآتها المنتشرة فى طول البلاد وعرضها، فى المدن والمراكز والقرى أكبر الأثر فى نشر الثقافة والفنون بانواعها بين مختلف طبقات الشعب المصرى واكتشاف وتنمية المواهب ومساندة المبدعين"، مضيفة: "نحن نتذكر كيف دعمت هذه المنارات التنويرية جهود التنمية والتحديث فى الستينيات والتى اعتمدت بشكل اساسى على تنمية وعى الجماهير وترقيته والوصول به الى مستوى لم يكن بالغه دون وجود هذه المنشآت والكوادر العاملة بها".
وتابعت: "منذ إعلان الرئيس أجندة الجمهورية الجديدة نتابع جميعاً كيف يمثل بناء الإنسان المصرى الرقم الأول فى أجندة أولويات هذه الجمهورية التى وإن كانت تهتم بالبنية الأساسية ورفع مستوى الخدمات والمعيشة اقتصادياً واجتماعياً، إلا انها تهتم قبل كل هذا ببناء الانسان المصرى، غير اننا لا نجد صدى واضحاً من قصور الثقافة للإستفادة من الأصول المتوافرة لديها -وهى بالغة الضخامة- لمواكبة هذه الحركة غير المسبوقة فى تاريخ مصر، وهذا النشاط متعدد الأبعاد فى مشروع وطنى للتنمية الشاملة والمستدامة".
وأشارت: "رغم تقديرنا الكبير لما تقوم به الهيئة من دور إلا إنه بالفعل لا يتناسب مع ما هو تحت يدها من إمكانات، ونحن لا نغفل طبيعة القضية، فالجميع يعلم أنه ثمة مشكلات فى الميزانية وفى الكوادر وفى الإدارة وغيرها، إلا إنه ثمة جهد يمكن بذله للتغلب على هذه المعوقات حتى نصل إلى الصيغة المناسبة لإعادة تفعيل دور قصور الثقافة الذى نفتقده بشدة فى مواجهة التطرف والإرهاب، وتغييب العقل المصرى، وقتل إبداعه الأدبى والفنى والشعبى".
وطالبت النائبة فيبى فوزى، بضرورة استغلال الإمكانات المتاحة لدى هيئة قصور الثقافة لاستعادة الزخم الفكرى والثقافى الذى اعتدنا أن نراه فى مراحل سابقة، حتى يمكننا من خلاله ضم كل فئات المصريين الى المشروع الوطنى الكبير الذى يتبناه وينفذه الرئيس عبد الفتاح السيسى، من الشباب والشيوخ والنساء، ومن العمال والفلاحين، ومن المهنيين والحرفيين فى الصعيد والوادى والدلتا وفى سيناء والواحات وغيرها لافتة الى إن قصور الثقافة مرشحة بالفعل لأن تلعب هذا الدور الذى لعبته قبل ذلك، وجميعنا على استعداد إن نساندها وأن نستجيب لما قد تطلبه من دعم.