اتهم عدد من النواب خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم، الحكومة بالتقصير فى حق ذوى الهمم، وذلك فى حضور الوزير أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، مؤكدين أن الدستور والقانون يحمون ذوى القدرات الخاصة، إلا أنه وعلى أرض الواقع لا يوجد آليات واضحة لتنفيذ هذا الاهتمام والحماية الموجهة لما يقرب من 50 مليون مصرى هم من ذوى القدرات الخاصة، مطالبين بتخصيص موظف فى كل هيئة حكومية للتعامل مع ذوى الهمم، والتوقف عن التعامل مع الرياضيين من ذوى القدرات الخاصة على أنه رياضيين درجة رابعة.
ودعا مجلس الشيوخ لحضور وزيرى التضامن والصحة، الجلسة العامة لمجلس غدا الاثنين، لاستكمال مناقشة "استيضاح سياسة الحكومة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة بشأن تطبيق المادة رقم 82 من اللائحة التنفيذية للقانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة وتفعيل دور مراكز الشباب وتوفير أماكن ملاءمة لممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية للأشخاص ذوى الإعاقة ودمجهم مع المجتمع.
وقال المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، خلال الجلسة العامة اليوم: "حرصًا على الصالح العام للمواطنين لا يمكن أن نترك الأمر وسوف نستمع إلى وزير الشباب فى هذا الأمر وحتى لا نحمله المسئولية كاملة ونظرا لأهمية الموضوع نستكمل باكر المناقشة مع دعوة وزيرى التضامن والصحة لحضور الجلسة لاستيضاح سياسة الحكومة فى دعم قادرون باختلاف".
وطالب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، وزارة الشباب والرياضة بتخصيص شخص فى كل نادى أو مجال رياضى يكون دوره التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة بالتيسير أو حل مشاكلهم، مضيفا فى حديثه لوزير الشباب أشرف صبحى: "أعتقد هذا الأمر يسهل عليهم ومن ثم يكون شيء عظيم إن أمكن تطبيق"، مؤكدا إن البنية التشريعية عالجت ونظمت كافة حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة "أصحاب الهمم" على وضع مٌرضي.
وشدد رئيس مجلس الشيوخ، على أهمية الدور النيابى أيضا فى ملاحقة الوزارات والجهات المعنية فى إنفاذ وتطبيق القانون حتى لا يبقى الأمر حبر على ورق، وتابع قائلا: إن وزارة الشباب قامت بخطوات إيجابية وهى جلية وواضحة فى شأن إنفاذ القانون، لكن الأمر يتعلق أيضا بوزارات أخرى ودورنا أن نلاحق ونتابع الجميع، مضيفاً : "نعود ونؤكد على أنه مش أمر فردى أنما يمس 50 مليون شخص.
بدورها قالت هبة شاروبيم، عضو مجلس الشيوخ، إنه فيما يتعلق بذوى الاحتياجات الخاصة فإن هناك أهمية دور الوعى فى تجديد الصورة النمطية لهم وهنا من الممكن أن ندمجهم فى الحديث مع المرأة فهناك تمكين كبير على المستوى الحكومى الأعلى للمرأة وهذه صورة إيجابية ولكن على المستوى الجهاز التنفيذى نحتاج إلى مزيد من التمكين لذوى الاحتياجات الخصة والمرأة فى هذا الصدد.
فى السياق ذاته قال أبو النجار المحرزى، عضو مجلس الشيوخ، إن وزارة الشباب لا تهتم سوى بكرة القدم فقط موضحا أن الدستور يحمى ذوى الاحتياجات الخاصة والقانون أيضا لكننا نحتاج إلى آلية لتنفيذ هذه القوانين، كما أشار إلى اهمية نشر ثقافة احترام الآخرين فى مصر، داعيًا وزير الشباب والوزراء المعنيين العمل على نشر ثقافة كيفية التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، وعلق المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، قائلا: "أضم صوتى لصوتك لأن الأمر يحتاج إلى المزيد من التطبيق الصحيح خاصة فى هذا الإطار".
وتساءل النائب محمد نبيل دعبس، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشيوخ، حول دور وزارة الشباب فى تفعيل اكواد الإتاحة بمختلف النوادى، داعيا مع ارتفاع تكلفة دخول النوادى الكبرى، أن يتم السماح لكل من أشخاص ذوى الاعاقة بالاستفادة من الانتساب إلى عضوية نادى واحد، دون دفع مقدم.
من جانبه قال النائب حاتم حشمت، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، إن الأشخاص ذوى الاعاقة محور اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، فهم مصدر فخر لنا بل ورفعوا اسم مصر عاليا فى مجالات مختلفة، ووجب على قادة الأحزاب والمجتمع اتباع نهج الرئيس فى دعم هذه الفئة، وفى مقدمة ذلك التأكيد على أهمية تفعيل نسبة الـ5% وتأهيل المتعاملين معهم، سرعة تفعيل بطاقة الخدمات المتكاملة.
وشدد النائب سيد عبد العال، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع الوطنى التقدمى، على أهمية أن يكون هناك إجراءات وخطوات واضحة فى التيسير للأشخاص ذوى الإعاقة فى الانتقال من مكان لأخر، قائلاً : "أن ما يحدث يكشف الفرق بين التشريعات الجديدة، والتنفيذ من جانب آخر".
وفى السياق ذاته قال النائب عمرو عزت حجاج، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن هناك نوع من أنواع التراجع والتراخى فى ملف ذوى الإعاقة من قبل وزارة الشباب والرياضة تجاه هؤلاء الأبطال وأمثالهم من الرياضيين من ذوى الإعاقة، فالوزارة تتعامل معهم على أنهم رياضيين من الدرجة الثالثة والرابعة، علمًا بأن الوزارة مسئولة عن رعايتهم وملزمة بهم بموجب نص المادة 82 من اللائحة التنفيذية، مضيفا : "أيضًا عدم قيام وزارة الشباب والرياضة منذ إعلان القانون رقم 10 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية بالدور المنوط بها فى رفع كفاءة مراكز الشباب والهيئات الرياضية بما يتناسب مع الرياضيين من ذوى الإعاقة، وأخيرًا غياب الرقابة على الأندية والهيئات الرياضية لتنفيذ أنشطة رياضية للأشخاص ذوى الإعاقة".
فى المقابل قال الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، إن الوزارة جزء من من منظومة الحكومة التى تولى اهتمامًا بالغًا للاهتمام بكل فئات المجتمع ومنها ذوى القدرات الخاصة، لافتًا إلى أنه منذ 2014 بدأ الاهتمام الكبير بذوى القدرات الخاصة وفى احتفالية كبيرة بذوى القدرات الخاصة كان لها شأن كبير فى تبديل الحال حيث يوجد اهتمام كبير بذوى القدرات الخاصة فى كل قطاعات المجتمع.
وأضاف وزير الشباب، أنه تبدل الحال من الخجل إلى التباهى داخل الأسرة، قائلًا: "فى السابق كنا نرى أن الأسرة التى لديها ابن معاق تخفيه ولا تحاول أن تخرجه وتشعر بالخجل وكان يخجل الطفل أن يهذب إلى المدرسة الفكرية، أما الآن فالأسرة أصبحت تتباهى بطفلها ذوى القدرات الخاصة وتتفاعل مع كل فئات المجتمع وهناك تفاعل فى الأسر وخاصة الأم وهى الأكثر تفرغا وتركيزا مع هذه الفئات".
وأشار صبحى، إلى أن الوزارة تحاول أن تجتهد وتستمر وتتحول لمراكز خدمة مجتمعية وليس فقط مركز شباب وأصبح هناك تكوينات نوعية نتعمد أن نقوم بها، وبالنسبة لذوى القدرات الخاصة فهناك اهتمام كبير بهذه الفئة من قبل الوزارة حيث تم إنشاء مركز لذوى الاحتياجات بالوزارة تتعامل مع الجهات المعنية المختلفة كما أن هناك مركز خاص بالأبطال البارليمبية، كما قامت الوزارة بإنشاء اتحادات جديدة نوعية لألعاب بعينها.
ولفت وزير الشباب والرياضة، إلى أنه يكفى أن أولادنا يتعاملون كأشخاص أسوياء ويشاركون فى المنافسة حينما يقومون بالسفر إلى البطولات الكبيرة والمشاركة فيها ومن ثم يصبح الشخص ذو القدرات الخاصة مثله مثل الشخص الطبيعى ولديه نفس الحافز وطريقة التعامل، مشيرًا إلى أن الوزارة أصدرت قرارًا بإعفاء ذوى القدرات والهمم من سداد اشتراكات العضوية فى مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن أصحاب القدرات الخاصة حصلوا على بطولات دولية وتم تكريمهم.
وقال صبحى: "قامت وزارة الشباب والرياضة باتخاذ التدابير اللازمة لتيسير مشاركة ذوى القدرات والهمم فى البرامج والأنشطة الرياضية والترويحية، منها إنشاء وتجهيز عدد 58 مركز تخاطب وتنمية مهارات وتعديل سلوك"، مشيرا إلى إنه تم إطلاق مسابقة إبداع قادرون "للكشف عن المواهب الفنية أصحاب الهمم فى مجالات الإنشاد الدينى والعزف الفردى والغناء الفردى"، مؤكدا أنه تم إطلاق مبادرة شموس لا تغيب والمشروع القومى لترسيخ المفاهيم الصحيحة، كما استعرض صور لبعض الجهود والأنشطة التى قامت بها الوزارة للأفراد ذوى القدرات والهمم.