أثار ارتفاع الإحصاءات المعلنة حول هجرة الأطباء ردود فعل واسعة، وخاصة بعدد إعلان نقابة الأطباء، أن العام 2022 شهد أعلى معدل للاستقالات بين الأطباء إلى حد تم تقديره بنحو 4261 طبيبًا بمعدل يومى 12 طبيبًا وطبيبة، حيث تعد هذه الأرقام الأعلى خلال الـ7 سنوات الأخيرة، بمعدل تضاعف 4 مرات.
تحديات القطاع الطبى
وفى هذا الصدد، طالب برلمانيون، بدراسة تحسين أحوال الأطباء، حيث أكد النائب محمد الطوخى، عضو مجلس النواب، ضرورة مناقشة سبل ووسائل تحسين أوضاع الأطباء، مشيدًا بتشكيل وزارة الصحة لجان مختصة بدراسة تحسين أوضاع الفريق الصحى، بأكمله، سواء أطباء الأسنان، أو الصيادلة، أو أعضاء هيئات التمريض، أو ممارسو العلاج الطبيعى، باعتبارهم مكونًا أساسيًا من المنظومة الصحية، بالإضافة إلى الطاقم الإدارى من العاملين بالقطاع الصحى.
وأشار الطوخى، إلى أن أهم التحديات التى تواجه الأطباء، تكمن فى تحسين الوضع المادى، والمعنوى أيضًا، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك سياسة واضحة للحد من هجرة شباب الأطباء إلى الخارج.
هجرة غير مسبوقة للأطباء
فيما قالت النائبة البرلمانية صفاء جابر، إن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة موجة غير مسبوقة من هجرة الكوادر الطبية، والأطباء إلى الخارج، وهو ما يدق ناقوس الخطر ومخاوف من تأثيرات هذه الموجات من الهجرة على المنظومة الصحية فى مصر ومستوى الخدمات المقدمة للمرضى والتى تعانى فى الأساس نقصًا شديدًا فى الجودة، وهو ما يمثل نزيفًا متواصلًا، وإهدارا للطاقات بعدما أصبحت بعض الدول مثل ألمانيا، وإنجلترا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وسنغافورة، دولًا جاذبة للطبيب المصرى، بعد أن كانت دول الخليج العربى الأكثر جذبًا.
وأشارت النائبة البرلمانية، إلى ان ظاهرة هجرة الأطباء إلى الخارج من أخطر التحديات التى تواجه تطوير المنظومة الصحية، وتحسين الخدمات الطبية فى مصر، والتى تعود لعدة أسباب منها عوامل داخلية يأتى على رأسها قلة التقدير المعنوى، وضعف الرواتب والأجور، والمناخ الملائم للعمل، ومستوى الخدمات والرفاهية المقدمة لهم فى الدول الجاذبة.
نزيف هجرة الأطباء
بدورها قالت النائبة إحسان شوقى، عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن نزيف هجرة الأطباء مازال مستمرًا، وهجرة العقول الطبية مشكلة لم يتم حلها حتى الآن، فى حين أن الدولة المصرية فى أشد الاحتياج لخبرة أبنائها الأطباء، نظرًا لنقص عدد الأطباء مقارنة بعدد السكان فى مصر.
وطالبت النائبة إحسان شوقى، بوضع سياسات جديدة بتوفير بيئة علمية وعملية ملائمة، وزيادة رواتب الأطباء، وذلك من أجل الاحتفاظ بخبرة أبنائنا من الأطباء.