مشهد غير مسبوق فى الولايات المتحدة الأمريكية، أن تتم محاكمة رئيس للبلاد سواء كان سابق أو لازال فى الخدمة، وهو ما سيحدث اليوم عندما يمثل دونالد ترامب أمام محكمة في نيويورك لإبلاغه رسمياً بتوجيه تهم جنائية إليه في قضية دفع أموال لنجمة أفلام إباحية لشراء صمتها.
هذا المشهد الجديد على المجتمع الأمريكى سيكون له انعكاسات كبيرة، خاصة فى ظل استعداد واشنطن لانتخابات رئاسية العام المقبل، ويعتبر ترامب من أقوى المنافسين فيها، حيث أعلن ترشحه للمنصب.
ووصل دونالد ترامب - أول رئيس أمريكي سابق في التاريخ يواجه اتهامات جنائية - إلى نيويورك قبيل محاكمته المتوقعة، اليوم الثلاثاء، بعد أن وجهت له هيئة محلفين كبرى في مانهاتن لائحة اتهام الأسبوع الماضي.
وبقى الرئيس السابق في مبنى "برج ترامب" الليلة الماضية، ومن المقرر أن ترافق الخدمة السرية ترامب في وقت مبكر من بعد الظهر إلى مكتب المدعي العام، الذي يقع في نفس مبنى المحكمة.
وتشير السيناريوهات المقترحة وفقا ل سى إن إن ، أنه سيتم حجز ترامب من قبل المحققين، التي تشمل أخذ بصمات أصابعه. وعادة، يتم أخذ صور خاصة بسجلات الشرطة. لكن المصادر المطلعة على الاستعدادات لم تكن متأكدة مما إذا كان سيكون هناك لقطة حقيقية - لأن مظهر ترامب معروف على نطاق واسع وكانت السلطات قلقة بشأن التسريب غير المناسب للصورة، الذي سيكون انتهاكًا لقانون الدولة.
وليس من المتوقع احتجاز ترامب في زنازين بالقرب من قاعة المحكمة قبل تقديمهم للمحاكمة كما هو معتاد، كما ليس من المتوقع أن يتم تقييد يدي ترامب، حيث سيكون محاطًا بعملاء فيدراليين مسلحين لحمايته.
وبحلول فترة ما بعد الظهر، من المتوقع أن يتم إحضار ترامب إلى قاعة المحكمة، حيث سيتم فتح لائحة الاتهام وسيواجه التهم رسميًا. بعد تقديمه للمحاكمة، من شبه المؤكد أن يتم الإفراج عن ترامب بناءً على عهدته الشخصية. ومن الممكن، وإن كان من غير المحتمل، أن يتم وضع شروط على سفره.
وتم نشر قوات الأمن بشكل كبير حول المحكمة التي سيمثل ترامب امامها لإبلاغه رسمياً بتوجيه تهم جنائية إليه، ولم يكشف بعد عن التهم التي ستوجه إلى الرئيس السابق، ووُضعت شرطة مدينة نيويورك في "حالة تأهب" قبل مثول ترامب أمام المحكمة.
ورفض قاضي المحكمة العليا في نيويورك، خوان ميرشان، طلبا تقدمت به العديد من المؤسسات الإعلامية للحصول على إذن ببث جلسة الاستماع إلى الرئيس السابق دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن توجيه الاتهام إلى ترامب يعتبر إجراء عاما، لكن لا يسمح عادة لكاميرات الأخبار بالبث من داخل قاعة المحكمة.
وحسب موقع روسيا اليوم، قال القاضي ميرشان إنه سيسمح فقط لخمسة مصورين بالتقاط صور لترامب وقاعة المحكمة قبل بدء الجلسة.
وكتب ميرشان ردا على طلب وسائل الإعلام: "لا يمكن الطعن في أن هذا الاتهام ينطوي على مسألة ذات أهمية كبيرة. لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة أن وجهت اتهامات جنائية إلى رئيس حالي أو سابق. لقد ولّد اتهام ترامب اهتماما عاما لا مثيل له واهتماما إعلاميا. إن الجمهور يتوق عن حق إلى أدق وأحدث المعلومات المتاحة، والإيحاء بخلاف ذلك سيكون مخادعا".
وأضاف: "على الرغم من أن طلب وسائل الإعلام كان مفهوما، إلا أنه يجب الموازنة بين مصالح المؤسسات الإخبارية في توفير أوسع وصول ممكن إلى الإجراءات مقابل المصالح المتنافسة".
وقال جو تاكوبينا محامي الدفاع عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن الأخير يعتقد أن المدعي العام في مانهاتن، الديمقراطي ألفين براج، يستخدم كسلاح في القضية المرفوعة ضده، مضيفا إن الدوائر السياسية تؤثر على عمل نظام العدالة.
وأوضح تاكوبينا، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك، أنه من المعروف أن المدعي العام في مانهاتن، ألفين براج «ديمقراطي» مدعوم من قبل الممولين الديمقراطيين، وحملته تتضمن ملاحقة مرشح اليمين، المرشح الجمهوري، معربا عن اعتقاده أن القضية سخيفة، من نواح كثيرة، مضيفا: "لا توجد جريمة.. لكن هذا اضطهاد سياسي".
وكانت هيئة محلفين كبرى في «مانهاتن»، وجهت الخميس الماضي، اتهامات إلى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فيما يتعلق بدفعه 130 ألف دولار للممثلة، ستورمي دانيالز، خلال حملته الانتخابية لعام 2016.
وأشار جو تاكوبينا، محامي الرئيس الأمريكي السابق، إلى أنه يعتزم إعلان براءته أمام محكمة نيويورك، مشيرا إلى أن دراسة التهم الموجهة ضد موكله من قبل المحامين ستستغرق وقتًا.
ويستعد الفريق القانوني للرئيس الأمريكي السابق لاحتمالية إصدار القاضي أمر حظر نشر لترامب، وقال مصدر، إن الفريق القانوني يعتقد الآن أن قاضي مانهاتن سيتخذ خطوة غير مسبوقة لإسكات المرشح الرئاسي الأوفر حظا بأمر إسكات غير دستوري، اليوم الثلاثاء، وفقا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
