الدفع بقطاع الصناعة أو مستقبل الصناعة بشكل عام، يعد من أهم وأبرز القضايا التى تشغل بال الحكومات، ليس فقط على المستوى المحلى، ولكن على المستوى العالمى بأكمله، خاصة بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا والتى آثرت بشكل كبير على الكثير من الصناعات محليًا وعالميًا منذ حدوثها، وبعد انتهاء الجائحة بشكل كبير الآن، باتت الدول تفكر فى كيفية الاستعداد للتصنيع والتهيؤ لمستقبل أفضل للصناعة.
التقرير الدولى: الدول التى تتمتع بقدرات تصنيع أكثر تنوعًا نجحت فى تجاوز آثار "كوفيد 19"
وفى هذا الصدد قدم معهد التخطيط القومى توضيحًا وشرحًا مهما بناءً على التقرير الدولى الصادر من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية حول "مستقبل التصنيع ما بعد جائحة كورونا"، حيث أكد المعهد فى تحليله للتقرير الدولى، أن الدول التى تتمتع بقدرات تصنيع أقوى وقطاعات صناعية أكثر تنوعاً وصناعات خضراء، هى التى نجحت فى تجاوز آثار جائحة كوفيد 19 الاقتصادية والصحية بشكل أفضل من نظيرتها.
وأضاف، أن التقرير الدولى ناقش التحديات البارزة التى فرضتها جائحة كوفيد-19 على التصنيع والاستعداد للمستقبل، كما أشار إلى دور الرقمنة فى الاستجابة العالمية للجائحة من خلال اعتماد تكنولوجيا الإنتاج الرقمى المتقدم، والتحول للعمل عن بعد، والتطبيق الصناعى لإنترنت الأشياء أو الواقع الافتراضى الذى يساعد على إعادة تنظيم عمليات الإنتاج لتدابير السلامة والتباعد.
وفى قراءته وشرحه للتقرير الدولى، أوضح معهد التخطيط القومى أن محتوى التقرير ارتكز على استعراض العوامل الهيكلية القائمة لتشكيل قدرة البلدان على الصمود، واستجابات الشركات والحكومات لدعم الصناعة، إضافة إلى الاتجاهات الكبرى التى من المحتمل أن تسهم فى تشكيل مستقبل التنمية الصناعية، وكذلك سياسات دعم التعافى الصناعى الشامل والمستدام.
الدول الصناعية المتقدمة أقل تأثراً بجائحة كورونا من الدول النامية
كما أكد التقرير الدولى – وفقًا لمعهد التخطيط - على أهمية التصنيع فى أوقات الأزمات، واختلاف أثر الجائحة على النشاط الاقتصادى مع اختلاف طبيعة الاقتصادات الصناعية فى الدول النامية والمتقدمة، حيث تبين أن الدول الصناعية المتقدمة كانت أقل تأثراً بالجائحة من الدول النامية، كما سلط التقرير الضوء على نماذج لاستجابة الشركات الصناعية لجائحة كوفيد 19، مع توضيح مزايا تكنولوجيات الإنتاج الرقمى المتقدمة.
هذا وقد استعرض التقرير الدولى – بحسب قراءة وتحليل معهد التخطيط القومى - 3 اتجاهات تؤثر على مستقبل التصنيع، وهى: "رقمنة الإنتاج الصناعى، وتحولات القوى الاقتصادية العالمية، والتحول نحو الإنتاج الصناعى الأخضر"، مع التأكيد على ضرورة أن تكون أهداف التنمية المستدامة جزءاً لا يتجزأ من أى سياسة صناعية مستقبلية، كما يجب أن يكون التحول للصناعة الخضراء فى صميم برامج التعافى من كوفيد-19، وذلك من خلال اعتماد معايير الاستدامة لإنتاج السلع الصناعية وإدخال التكنولوجيا للتخفيض من انبعاثات الكربون.
توصيات مهمة لمستقبل أفضل للصناعة
وفى الختام، عرض التقرير الدولى "مستقبل التصنيع ما بعد جائحة كورونا" مكونات مؤشر تنافسية الأداء الصناعى "مؤشر التنافسية الصناعية" مشيراً إلى تصنيف مصر به والتى احتلت المرتبة 64 فى عام 2019 عالمياً من إجمالى 152 دولة، كما أوصى التقرير بضرورة الاهتمام بالتصنيع المستدام سواء فى تصميم المناطق الصناعية المستدامة أو العمليات الإنتاجية، وتنمية صناعات الاقتصاد الأخضر وتعزيز الصناعات قليلة الانبعاثات القائمة على أبعاد بيئة مستدامة.
هذا بالإضافة إلى، تشجيع الشركات على الاستثمار فى الصناعات الخضراء، وابتكار منتجات بديلة لما يتم استيراده من الخارج، وكذلك التعاون والربط بين الجامعات ومراكز البحوث المحلية والدولية والمصانع ومؤسسات وشركات الإنتاج.