نُصب اليوم السبت الملك تشارلز الثالث رسمياً ملكا للمملكة المتحدة خلفا لوالدته الملكة اليزابيث الثانية، التي توفيت في شهر سبتمبر من العام الماضي.
مراسم الاحتفال
وستشهد المملكة المتحدة ثلاثة أيام من الاحتفالات ويتجذّر الاحتفال الديني في التقاليد الملكية، غير أنّ الملك أراد تحديثه، وبدأ الاحتفال التاريخي بـ"موكب الملك" الذي توجّه إلى ويستمنستر من قصر باكنجهام، في عربة ستسير حوالى كيلومترين.
ورغم أنّ تشارلز الثالث 74 عاماً أراد احتفالاً أبسط وأقصر من الاحتفال بتتويج الملكة إليزابيث الثانية، أمام جمهور من الضيوف يقتصر على ألفي شخص (قادة أجانب، ملوك، مسؤولون منتخبون، مجتمع مدني)، إلّا أنّ بعض الخطوات تبقى غير قابلة للتغيير.
قسم التتويج
وقد شهد قسم التتويج، المكتوب منذ العام 1688، تغييرات على مرّ القرون، على سبيل المثال، أقسمت إليزابيث الثانية على أن تحكم "وفقاً لقوانينها" شعب المملكة المتحدة والدول الـ 14 الأخرى التابعة للتاج، والدفاع عن الديانة الأنغليكانية التي يرأسها الملك، وقد يتميّز تشارلز بخطاب أكثر "مسكونية" تجاه كلّ الأديان.
بعد ذلك، سيحصل الملك الجالس على كرسي الملك إدوارد، على المسحة بالزيت من رئيس الأساقفة، ثمّ على الرداء الملكي، والكرة الذهبية التي يعلوها صليب، وصولجان وتاج القديس إدوارد الذي سيوضع على رأسه، وسيقدّم أعضاء العائلة الحاكمة تحيّة إجلال للملك ، وبعد ذلك، سيغادر الملك والملكة كاميلا، التي ستُتوّج أيضاً خلال الاحتفال، في عربة ضمن "موكب التتويج" باتجاه باكنغهام، يرافقهما هذه المرة موكب قوامه حوالي اربعة آلاف جندي يرتدون ملابس احتفالية.
ستظهر العائلة المالكة أخيراً على شرفة القصر لتحية الحشد ومشاهدة طائرات سلاح الجو الملكي تحلّق في السماء.
دور المقربين
وسيلعب بعض أعضاء العائلة الملكية دوراً خلال حفل التتويج، في حين أنّ البعض الآخر، مثل الأمير هاري الحاضر بدون زوجته ميغان، أو عمّه الأمير أندرو الذي طالته فضيحة جنسية، سيكونون موجودين كمتفرّجين فقط.
وهكذا، اختار تشارلز أربعة مرافقين له من أقاربه، بما في ذلك حفيده الأمير جورج (9 أعوام) الثاني في ترتيب خلافة العرش، والابن الشاب لإدوارد توليماش ابن الملك بالمعمودية.
ومن جهتها، اختارت الملكة القرينة كاميلا أفراداً من عائلتها من زواجها الأول من أندرو باركر بولز، وسيرافقها ثلاثة من أحفادها، غاس ولويس وفريدي، إضافة إلى آرثر وهو ابن أحد أولاد اخوتها.
عطلة نهاية أسبوع طويلة
وبالإضافة إلى حفل اليوم ، تستعدّ المملكة المتحدة لثلاثة أيام من الاحتفالات بالتتويج، فقد دُعي الشعب للمشاركة الأحد في "غداء كبير" في إطار الحفلات التي تشهدها الأحياء، حيث ستكون "تورتة التتويج" على القائمة، والتي كشف القصر النقاب عن وصفتها في منتصف أبريل.
وفي الليل، ستقام حفلة موسيقية في قلعة وندسور في غرب لندن، سيحضرها 10 آلاف بريطاني تمّ اختيارهم عشوائياً. ويتصدّر كل من كاتي بيري وليونيل ريتشي والتينور أندريا بوتشيلي، ملصقاً خاصّاً بهذا الحفل تميّز بغياب النجوم البريطانيين.
وأخيراً، ستدعو العائلة المالكة البريطانيين للقيام بأعمال تطوعية الاثنين في الثامن من مايو ، الذي سيكون يوم عطلة.
وظهر الملك تشارلز الثالث خلال حفل تتويجه اليوم السبت بإطلالة سبق أن اعتمدها أسلافه كجده الملك جورج السادس لدى تتويجه في العام 1937، وجده الأكبر الملك جورج الخامس في العام 1911.
لباس الدولة
يأخذ هذا الثوب شكل "كاب" طويل مطرّز بالمخمل، وقد ارتداه الملك لدى وصوله إلى كنيسة وستمنستر وهو نفسه الذي سبق أن اعتمده الملك جورج السادس ويتميّز بكونه مصنوعا من المخمل الأحمر.
أما بطانة هذا الرداء والدانتيل الذي يزيّنه فكانا محفوظين لدى Ede and Ravenscroft أقدم خيّاطي لندن اللذين صنعا أزياء كل حفلات التتويج منذ الملك غييوم الثالث والملكة ماري الثانية عام 1689.
- رداء "كولومبيوم سيندونيس":
يرتديه الملك بعد تلقيه المسح بالزيت ويأخذ شكل "تونيك" أبيض اللون من دون كمين، مرفق بياقة بسيطة مزوّدة بزرّ وحيد. وقد سبق أن ارتداه الملك جورج السادس.
معطف "السوبرتونيكا":
هو رداء ذهبي برّاق ذو كمّين طويلين يشبه ثياب الكهنة، ويتمّ ارتداؤه بعد المسح بالزيت. سبق أن ارتداه الملك جورج السادس كما اعتمدته الملكة إليزابيت الثانية في العام 1953. يبلغ وزنه حوالي كيلوغرامين ولم تطرأ عليه تعديلات منذ حقبة القرون الوسطى، وقد تمّ تزيين قماشه الحريري بميداليات ذهبيّة رقيقة.
- حزام التتويج:
يعود إلى العام 1937، وهو مصنوع من قماش مطرّز بالذهب. يوضع هذا الحزام على خصر الملك فوق "السوبرتونيكا" وتتزيّن بكلته الذهبيّة برموز وطنية، كما أنه مزوّد بمكان لتعليق "سيف القربان" الذي من المفروض أن يحمي الخير ويُعاقب الشر.
- المشلح الملكي:
هو مشلح رفيع وطويل من الحرير المطرّز يضعه الملك على كتفيه وهو مشابه للمشلح الذي يرتديه عادة الكهنة والأساقفة.
- المعطف الإمبراطوري:
هو أبرز أزياء التتويج بعد "السوبرتونيكا"، يأخذ شكل معطف طويل يتم ارتداؤه فوقها. تم تصميمه لحفل تتويج الملك جورج الرابع عام 1821، وسيكون أقدم قطعة تُستخدم في هذا الحفل. تمّ صنعه من قماش ذهبي منسوج بخيوط ملوّنة ويمكن إغلاقه عند الصدر بمشبك ذهبي يُمثّل نسراً. يبلغ وزنه بين 3 و4 كيلوغرامات، وهو يتزيّن بزخارف على شكل ورود حمراء، أشواك زرقاء، برسيم أخضر، زنابق ونسور، ومن المنتظر أن يقوم ولي العهد الأمير ويليام بمساعدة والده على ارتداء هذا المعطف.
- قفّاز التتويج:
سوف يرتدي الملك تشارلز الثالث قفازاً واحداً من الجلد الأبيض في اليد اليمني التي سيحمل فيها صولجان الحاكم والصليب خلال الحفل. تمّ تنفيذ هذا القفاز للملك جورج السادس وهو يتزيّن برموز وطنيّة مثل الورود، والبرسيم، والأشواك، والبلوط تمّ تنفيذها بخيوط ذهبيّة.
- الزي الاحتفالي:
يتمّ ارتداؤه لدى الخروج من كنيسة وستمنستر، وهو يحمل لمسات خاصة أكثر من لباس الدولة الذي يقتصر اعتماده على داخل الكنيسة.
وسوف يرتدي الملك الجديد الزي الاحتفالي الذي سبق أن ارتداه الملك جورج السادس وهو مصنوع من المخمل الحريري باللون البنفسجي ومطرّز بالذهب.