فى مشهد جديد على الحياة السياسية المصرية، انطلقت منذ أيام جلسات الحوار الوطنى والتى شهدت حالة من النقاش بشأن عدد من القضايا السياسية والمجتمعية دون خطوط حمراء، رأينا فرقاء السياسة على مائدة الحوار من أجل التوصل إلى حلول جذرية لعدد من الملفات والقضايا التى تؤرق المجتمع والدولة.
وفى هذا السياق كان لموقع "برلمانى" لقاءً بالنائب أحمد عبد الجواد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، أمين التنظيم، عضو مجلس الشيوخ، تحدث فيه عن أهمية الحوار الوطنى الذى انطلق منذ أيام، وعن مدى إمكانية نجاح هذا المحفل السياسى الضخم، حيث أكد أن نجاح الحوار هو مسئولية وطنية وتاريخية يتحملها جميع المشاركين بهِ.
وإلى نص الحوار...
بداية.. ما أهمية الحوار الوطنى؟
دعنى فى البداية أوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لإطلاقه هذه الدعوة المهمة والفارقة فى الحياة السياسية المصرية، والتى تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك رغبة القيادة السياسية فى إحداث إصلاح اقتصادى حقيقى يليق بالجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أما عن الحوار بشكل عام فهو الآلية الوحيدة التى تضمن بناء ديمقراطية حقيقية فى أى بلد فى العالم، ويُعد الحوار الوطنى أداة مهمة فى بناء الديمقراطية والتفاعل الفعال بين جميع فئات المجتمع فى البلدان التى تسعى إلى تحقيق الاستقرار والتقدم، ويمثل الحوار الوطنى مساحة مفتوحة للنقاش والتفاوض والتوافق على الموضوعات الحيوية التى تهم المجتمع بشكل عام، ويمكن من خلاله تحقيق توافقات واسعة النطاق والتوصل إلى حلول مشتركة للمشكلات التى تواجه المجتمع.
ويشكل الحوار الوطنى أيضاً وسيلة لتعزيز الشمولية والمشاركة الفعالة لجميع شرائح المجتمع فى صناعة القرار، ما يعزز الشفافية والمساءلة والتفاعل البناء بين الحكومة والمواطنين.
وفى النهاية، يمكن للحوار الوطنى أن يساهم فى تعزيز الوحدة والتضامن الوطنى بين أفراد المجتمع، وتعزيز الاستقرار السياسى والاجتماعي.
وكيف يُمكنك تقييم انطلاقة التجربة المصرية فى الحوار الوطنى بعد بدء جلساته؟
يجب أن نؤكد أن مجرد بدء الجلسات بهذا المشهد الرائع بناء على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتنوع الحزبى المختلف فى أيدلوجياته وتوجهاته وأفكاره السياسية، فضلا عن طرح ومناقشة القضايا السياسية والمجتمعية والحقوقية بهذا الشكل والتعبير عن الآراء المختلفة داخل اجتماعات اللجان دون خطوط حمراء، هو نجاح للحياة السياسية المصرية، ودليل قاطع على الإرادة الحقيقية للقيادة السياسية للتمهيد لإصلاح سياسى شامل بما يتوافق مع الجمهورية الجديدة، وهذا كله يصب فى صالح الحياة السياسية المصرية والمواطن المصرى.
ماذا عن مشاركة الشباب فى الحوار الوطنى.. هل ترى أنها مناسبة؟
مشاركة الشباب فى الحياة السياسية أمر مهم وضرورى لتقدم الدول، وهذا ما التفت إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الحكم، فمن قبل انطلاق الحوار الوطنى وتعتبر جهود الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى تمكين الشباب من أهم أولويات حكومته، فقد تم إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التى تهدف إلى تعزيز دور الشباب فى المجتمع وتمكينهم فى مختلف المجالات، ونستطيع أن نقول أن ما شهدناه خلال السنوات الماضية من إتاحة الفرصة للشباب بالجمهورية الجديدة وتمكينهم أمر لم يحدث فى تاريخ الحياة العامة المصرية.
أما عن تمثيل الشباب داخل الحوار الوطنى، فأرى أن هذا التمثيل مناسب جدًا، وإن كنَّا نتطلع إلى المزيد، وباعتبارى أحد الشباب المشاركين بالحوار الوطنى وقيادة بأحد الأحزاب السياسية الكُبرى، أرى أن هذا التمثيل مناسب جدًا.
ما توقعاتك لمُخرجات الحوار الوطنى؟
يعتمد هذا الأمر على طبيعة الحوار وأهدافه ومُشَارِكِيه والقضايا التى تم مناقشتها، ومع ذلك، فإن بعض المخرجات المتوقعة للحوار الوطنى تشمل، تحقيق التوافق والتوصل إلى حلول مشتركة للقضايا الحيوية (اقتصادية – سياسية – اجتماعية) التى تهم المجتمع، فضلا عن تعزيز الشفافية والمساءلة والتفاعل البناء بين الحكومة والمواطنين، وتعزيز الوحدة والتضامن الوطنى بين أفراد المجتمع، وتوفير المزيد من الفرص الاقتصادية والتنموية لتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
كما أنه من المستهدف أن تكون أحد أهم مخرجات الحوار تطوير القوانين والسياسات العامة وضمان تطبيقها بطريقة عادلة وشفافة.
ويجب التأكيد أيضًا على أن نجاح الحوار الوطنى مسئولية وطنية وسياسية يتحملها جميع المشاركين بهِ من أحزاب وقوى سياسية ومدنية وشخصيات عامة، ونحن فى حزب مستقبل وطن نؤكد دائما أنها مسئولية وطنية مُلقاة على الجميع، والحزب يعتمد بشكل أساسى على الشباب، ونعمل على إنجاح الحوار الوطنى من جانبنا بأن نكون أحد أبرز العوامل الرئيسية فى إنجاح الحوار للخروج به بالشكل اللائق الذى يليق بالدولة المصرية وتوجهاتنا السياسية.