سياحة الطعام نمط جديد يشكل أهمية كبرى على خريطة السياحة العالمية، فإن هذا النوع بات يشكل عنصر جذب رئيسياً، بل يتفوق على غيره من الأنماط الأخرى، لاسيما أنه نمط غير موسمى على عكس السياحة الشاطئية وسياحة المغامرات، ويستهدف أسواق سياحية على مدار العام من مختلف دول العالم، لذا فلابد من الاستفادة من هذا النمط الجديد القادر على جذب جنسيات مختلفة من كل بلدان العالم.
وفى هذا السياق، تناول مجلس النواب ملف سياحة الطعام على طاولة البرلمان، حيث قال النائب محمد سليم، عضو مجلس النواب، إن مصر لديها أفضل مطبخ فى العالم وأن الطعام المصرى شهى ولذيذ، لذا لابد من التفكير خارج الصندوق والعمل على تفعيل نوع جديد من السياحة وهو سياحة الطعام، التى باتت تملك قاعدة كبيرة من السياح الذين يقطعون آلاف الأميال من أجل التعرف على مطبخ دولة محددة.
وأشار النائب محمد سليم، خلال تصريحات خاصة لموقع “برلمانى”، إلى أهمية تفعيل هذا النوع من السياحة، الذى يعد نمط جديد لتذوق تاريخ وثقافة الشعوب، مشيرا إلى أن قطاع السياحة شهد فى السنوات الأخيرة تنوعًا على مستوى خططه فى جلب السياح، فلم تعد السياحة تقتصر على العطل الفاخرة، والاستراحة على الشواطئ النظيفة، بل أصبح السياح اليوم يبحثون عن مشاركة سكان المناطق التى يزورونها نمط حياتهم اليومى وتذوق أطباقهم بنكهاتها المختلفة، لذا فإن تفعيل هذا النمط سيكون قادر على فتح أسواق جديدة للسياحة المصرية.
ومن جانبه أكد النائب عمرو القطامى، عضو مجلس النواب، أن مصر بدأت الاهتمام بهذا النوع من السياحة التى تأخد منحنى جديد فى مفهوم السياحة على الصعيد العالمى، مؤكدا على أهمية انطلاق مهرجان السياحة والتذوق، الذى نظمته وزارة السياحة والآثار فى برج القاهرة فى دورته الأولى لسنة 2023، فبراير الماضى، حيث أنه يعد أول مهرجان فى مصر لتنشيط سياحة الطعام، مشير إلى أنه سيكون الخطوة الأولى لتفعيل هذا النمط السياحى الهام.
وأشار النائب عمرو القطامى، خلال تصريحات خاصة لموقع “برلمانى”، إلى أن العديد من العواصم العربية السياحية نجحت فى تحقيق ارقام قوية فى ملف السياحة من خلال تفعيل هذا النمط، الذى يجذب فئة ليست قليلة من السائحين من مختلف الجنسيات، لافتا إلى أن أبرز هذه المدن " دبي"، التى تنظم معرض نجح فى تحقيق نقلة نوعية لمكانتها السياحية لتصبح واحدة من أهم العواصم السياحية فى فنون الطهى والطعام وهو معرض " غلفود"، الذى يجمع أكثر من 5000 شركة من 120 دولة، مؤكدا على أهمية الاستفادة من تجربة دبى فى هذا الملف لزيادة أعداد السائحين خلال السنوات القادمة.
وأكد النائب أن منظمة السياحة العالمية، قد أشارت فى الكتيب الأخير الذى أصدرته عن سياحة الأطعمة أن وجهات المسافرين بدأت تحدد بناءً على نوع الطعام ودرجة ارتباطه بتراث المدن، ما يجعل المدن السياحية القديمة والمناطق الريفية متصدرة فى هذا النوع من السياحة، لذا يجب الاستفادة من هذا النمط و وضع خطة دقيقة لكيفية تطبيقه باحترافية لزيادة معدلات السياحة وبالتالى زيادة الحصيلة الدولارية لخزينة الدولة.
فى حين قالت النائبة أمانى الشعولى، أمين سر لجنة السياحة بمجلس النواب، إن الدولة المصرية تستهدف استقبال 30 مليون سائح للحصول على 30 مليار جنيه، لذا من أجل ذلك لابد من تطوير كافة أشكال السياحة المعروفة عالميًا، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى التى نجحت فى استقطاب ملايين السائحين اليها، موضحة أن سياحة الطعام تلعب دورًا هامًا فى الارتقاء بالقطاع السياحي.
وأشارت أمين سر لجنة السياحة، فى تصريحات خاصة لموقع “برلمانى”، إلى أن المطبخ المصرى ينفرد بمأكولات مميزة ذو مذاق خاص، لايمكن لأحد أن يراها فى بلد غير مصر، لذا فيجب استغلال شهرة تلك الأكلات التى تميز المطبخ المصرى مثل الكشرى والملوخية والفول والممبار والشاورما والكبدة الاسكندرانى والمحشى، مؤكدة أن المطبخ المصرى منفرد أيضا بأطباق الحلوى المميزة مثل الكنافة والبسبوسة وأم على، وغيرها من المأكولات التى تجذب نوعية هامة من السائحين الذين يرغبون فى تناول هذه الأطعمة التى لم يروها فى مطبخ آخر حول العالم.