تألّقت قرى مركز الشيخ زويد في شمال سيناء هذا العام بإنتاج زراعي وافر ومتميز من الفواكه والغلال، حيث ينوع المحصول بين الزراعة على مياه الأمطار والآبار الجوفية.
وتسابق المزارعون في هذه المناطق القروية لإنتاج محاصيلهم المختلفة، من الكانتلوب والبطيخ والخوخ إلى الشعير والقمح والخضروات.
وفي حديثه أكد محمد أبو هاني، أحد المزارعين في منطقة الخروبة، أنهم تمكّنوا من إعادة إنتاج الكانتلوب بعد توقف دام سنوات، وذلك بجهودهم الذاتية في حفر الآبار وزراعة الشتلات ومد شبكات الري.
من جانبه، أشار عبد الرحمن يوسف من منطقة الغراء بمركز الشيخ زويد إلى أن المزارعين يقومون بدور بطولي في مساندة جهود الدولة، حيث يزرع الكثير منهم أراضيهم على مياه الأمطار ويحصدون إنتاجًا وافرًا من الشعير والقمح.
وأشار إلى أنه يستعد المزارعون الآن لإنتاج البطيخ الصيفي المزروع على مياه الأمطار، كما توسّع البعض منهم في زراعة الزيتون والخضروات الموسمية بعد تمكّنهم من حفر آبار جوفية.
وبحسب "يحيي أبوسمور" من قرية التومة في الشيخ زويد، فقد حقّق المزارعون إنتاجًا جيدًا ومميزًا من محصول الشعير المزروع على مياه الأمطار.
وقال "يعد هذا الإنتاج الزراعي المتميز فرصة عمل لكثير من الشباب في تلك المناطق النائية، ويمثّل دعمًا كبيرًا للاقتصاد المحلي".
ويؤكد هذا الإنتاج على القدرة العالية للمزارعين في مواجهة التحديات الزراعية في مناطق الصحراء، وتحويل تلك المناطق إلى أراضٍ خصبة قادرةعلى إنتاج محاصيل زراعية ذات جودة عالية.
وظهرت سنابل القمح الأسود، المعروفة باسم "الدبيه"، مجددا فى مناطق شمال سيناء، وتتميز بلون حبوبها السمراء التى بعد اكتمال نضوجها تبدوا وكأنها محروقة فى مشهد نادر من نوعه.
أكد أهالى من مناطق وسط سيناء أنهم يتوارثون زراعة الدبيه منذ القدم، ولكن بكميات محدودة، على مياه الأمطار ومياه السيول بالوديان، وفى منطقة "راس الحصانى" التابعة لقرية المنبطح بمركز الحسنة بوسط سيناء، ظهرت سنابل الدبيه تزين واجهة مساحات إنتاج القمح والشعير التى تتميز بها قرية المنبطح.
وفقًا لجمعة أبو إبراهيم التربانى، أحد الأهالى، فإن الدبيه هى نوع نادر من القمح، يتميز بتماسك حبوبه وعدم تفرطها وتساقطها، وله طعم لذيذ عند طحنه وطهيه، بالإضافة إلى فوائده الصحية ومع ذلك، فإن إنتاجه أقل نسبة من أنواع القمح الأخرى، مما يعيق المزارعين عن التوسع فى زراعته.
يحكم نسبة الإنتاج، وفقًا لأبو إبراهيم، نوع الأرض وخدمتها وما تتعرض له من مصادر رى من السيول أو الأمطار، حيث أنها المصادر الطبيعية الأساسية للرى.
ومن جانبه، أشار عبدالله أبو عوجان، أحد الشباب المهتمين بتوثيق صور الطبيعة فى سيناء، إلى أنهم يتوارثون زراعة الدبيه فى منطقة "وادى العمر" بكمية محدودة، وفى مناطقهم يخرج كميات إنتاج عالية، وأنه من أجمل المشاهد الطبيعية عندما يزرع القمح الأسود على شكل شريط بين مساحات القمح العادى، ويظهر لونه بعد اكتمال النمو ومع موعد الحصاد، وكأنه خطوط محروقة.
واستعادت فاكهة الخوخ السيناوى مجدها مجددًا، وظهرت منتجة فى مناطق عدة بمحيط مدينة الشيخ زويد بينما يحاول أبناء القرى المجاورة للمناطق المنتجة استعادة زراعتها وتعويض الفاقد فى السنوات الماضية.
أكد عدد من المزارعين بسيناء، أن لزراعة الخوخ السيناوى مزايا بقرى الشيخ زويد، حيث تمتاز هذه المنطقة بجودة أراضيها الزراعية.
وقال عبد الكريم زايد من شباب قرية "الظهير" جنوب مدينة الشيخ زويد إحدى القرى التى بها تجود زراعة الخوخ، أن شجر الخوخ يتم ريه على مياه الأمطار، إلا أنه يحتاج إلى عناية شديدة وصبر طويل، حيث يتم زراعة شجر اللوز أولاً، ثم يتم تطعيمه بالخوخ بعد ثلاث سنوات، وبعد مرور عام يبدأ طلعها وتصبح الشجرة منتجة بشكل طبيعى بعد مرور نحو 4 إلى 5 سنوات من زراعتها.
وتابع محمد حسن من قرية أبو طويلة بالشيخ زويد والتى لم يتوقف بأرضها زراعة الخوخ، إنه مزارع قديم للخوخ، لافتا انه بعد تحرير سيناء عام 1982، بدأ الأهالى فى منطقة رفح والشيخ زويد بزراعة الخوخ السيناوى، وأصبح إنتاجها موسمًا مهمًا وغزير الإنتاج، ويتم تعبئة الثمار بعد جمعها فى أقفاص خشبية ونقلها للأسواق فى كافة المحافظات.