تمتلك مصر موقع هام واستراتيجى على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وهو ما يجعلها ملتقى للسياح البحرية مع الكثير من الدول وهو ما يتطلب تنشيط ودعم سياحة من نوع خاص وهى سياحة الكروز والرحلات البحرية وهى من الرحلات التى تحظى بإهتمام الكثيرين والتى يفضلونها وينفقون الكثير من الأموال عليها، ولكن غاب دور الأجهزة المعنية فى الترويج لهذا النوع من السياحة ووضع مصر ضمن خريطة سياحة الكروز، وهو ما دفع عدد من أعضاء البرلمان لفتح هذ الملف.
تقدم النائب محمد عبد القوى، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير السياحة والآثار، بشأن عدم الاهتمام الكافى بتنشيط سياحة الكروز مع دول البحر المتوسط.
وقال عبد القوى: "رحلات الكروز فى مياه البحر الأحمر من الأنماط السياحية البحرية، لاستكشاف الكنوز السياحية حيث الشواطئ والطبيعة الساحرة، وهو ما يعزز فكرة السياحة المتكاملة وتحقيق أهداف برنامج جودة الحياة، أحد البرامج المحققة لرؤية 2030، وفى إطار دعم الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة للقطاع السياحى، وخطة ورؤية الدولة لزيادة أعداد السائحين، وما تعول عليه الدولة من عائد من هذا القطاع الحيوى، هذا النوع من السياحة يقدم خدمات راقية ومرافق فاخرة، إضافة إلى الفعاليات والنشاطات المتنوعة على متن السفن، وهذه السياحة انتشرت بكثرة خلال الفترة الأخيرة".
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن سواحل البحر الأحمر استضافت مؤخرا رحلات سفن الكروز العالمية الفاخرة، انطلاقاً من جدة فى رحلات داخلية، وأخرى خارجية إلى شواطئ مصر فى مدينة سفاجا، وذلك فى إطار الأهداف الاستراتيجية ورؤية مصر 2030، ولكن لم يتم الاستغلال الأمثل هذه السياحة الجديدة من نوعها التى بدأت العديد من الدول على مستوى العالم والمجاورة القاء مزيد من الضوء عليها.
فيما تقدمت النائبة منى عمر، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة لوزارة السياحة، حول تراجع أعداد رحلات الكروز القادمة لمحافظة الإسكندرية،لافتة إلى أن هذه الرحلات البحرية تسهم فى تنشيط سياحة الجزر التى تعد أحد الأنماط السياحية الهامة التى تسهم فى زيادة الدخل العائد من القطاع لصالح خزينة الدولة.
وأوضحت عضو مجلس النواب، أن رحلات الكروز التى كانت تستهدف جذب السائحين من بلدان البحر المتوسط مثل قبرص واليونان وإيطاليا، وغيرها من الحضارات التى نمت ونشأت داخل عروس البحر المتوسط، توقفت وتراجع أعداد بشكل ملوحظ خلال العقود الأخيرة، حيث اقتصرت على عدة رحلات محدودة قادمة من قبرص، بلغت فى أخر إحصائية صادرة عن العام الماضى 2022، نحو 18 ألف سائح فقط هم الذين جاءوا عبر رحلات الكروز فى اتجاه محافظة الإسكندرية.
وأشارت النائبة، إلى أن وزير السياحة قد وجه بتفعيل وإحياء تلك الرحلات من جديد، من خلال تخفيف تكلفة العبور التى تفرض على كل رحلة قادمة إلى ميناء الإسكندرية، من أجل تحفيز هذا النمط السياحي.
وأكدت النائبة سحر طلعت مصطفى عضو لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، أن سياحة اليخوت تعد أحد أهم مصادر العملة الصعبة للبلاد فى الوقت الذى تحظى فيه مصر بفرص كبيرة لتنمية هذا النشاط السياحى الفريد من نوعه على مستوى العالم، بفضل طول سواحلها البالغة 2.4 ألف كيلومتر، وثراء بيئتها البحرية وتنوعها، وامتلاكها لأكثر من مارينا على ساحلى البحرين الأبيض والأحمر، ووجود مخطط لبناء المزيد منها بمدينة العلمين الجديدة.
وأكدت على أهمية دعم وتعزيز السياحة الوافدة إلى مصر، واستقطاب فئات جديدة من السائحين، وذلك من خلال التوظيف الأمثل للمقومات المتميزة التى تحظى بها مصر فى هذا المجال، وهو ما يسهم فى زيادة موارد الدولة من النقد الأجنبى، خاصة وأن سائحى اليخوت ينفقون ما تزيد نسبته عن 94% مما ينفقه السائح العادى نظير رسوم العبور والرسو والصيانة والضرائب والتموين بالوقود، مضيفة ان لدينا أكثر من ثلاثين ألف يخت فاخر تجوب مياه البحر المتوسط، فيما تقدر حجم سياحة اليخوت على مستوى العالم بحوالى 12 مليار دولار سنويًا.