أصبحت التغيرات المناخية من أكبر التحديات التى تواجه دول العالم، ومن بينها مصر ، وهو ما يتطلب أتخاذ إجراءات فاعلة نحو زيادة المساحات الخضراء للحد من التأثير السلبي للتغيرات المناخية التى تسببت في إرتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، وفي هذا السياق تقدمت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب وعضو لجنة القيم بالبرلمان بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ووزير الإستثمار والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بشأن زراعة الأشجار فى الطرق والشوارع وحزام أخضر حول المدن كمصدات للرياح والأتربة.
وقالت " الجزار " : إن ظاهرة تلوث الهواء من أهم المشاكل البيئية فى مصر موضحة أن العاصفة الترابية الأخيرة التى تعرضت لها مصر أقوى عشر أضعاف مما حدث فى الماضى لأسباب عديدة منها التغير فى المناخ وإستباحة التعدى على المساحات الخضراء وقطع الأشجار الجائر وعدم إستكمال مشروع الحزام الأخضر حول القاهرة والتعدى على حرم النيل ومنع مرور الهواء على سطح النيل وأيضا بإقامة أسوار على شواطئ البحار ومنع مرور الهواء للمدن، مؤكدة أن مشكلة تلوث الهواء من أصعب المخاطر التي تهدد حياة الإنسان وجميع الكائنات الحية. حيث خلق الله الهواء النقي وجعله شرط من شروط الحياة وبدونه لا تستطيع الكائنات الحية التنفس وبالتالي تنتهي الحياة. لذلك أصبح من الضروري الاهتمام بالأمر ومحاولة حل مشكلة تلوث الهواء للحفاظ على الحياة.
وقالت النائبة: إنه من الممكن تجنب العاصفة الترابية وأثارها وتجنب حدوثها مستقبلا ، من خلال زراعة الأشجار بطريقة منتظمة ومستمرة وإنشاء حزام أخضر من الأشجار فى مداخل المدن وفى جميع الشوارع العمومية والفرعية فالأشجار تقوم بإمتصاص الهواء الملوث بشكل فعال ومذهل وتمنع إنتشار الغبار والأتربة وتقليل العوائق فى الجو، وزيادة المساحات الخضراء والنوافير الموفرة للماء لوجود فلتر رملى بها لتنقية الماء بإستمرار
وطالبت النائبة بإزالة كل المنشئات المقامة على حرم النيل والشواطيء، وعمل مسابقات تشجيعية لأفضل محافظة من حيث عدد الأشجار المنزرعة والمساحات الخضراء المنزرعة بها وعدد النوافير الجديدة، وإجراء مسابقة بين الأحياء لأنظف وأجمل حى لتشجيعها على زراعة الأشجار وتنسيقها وزيادة المساحة الخضراء وإختيار الجناينى الأفضل فى التنسيق والتجميل.
وشددت "الجزار" على ضرورة حل مشكلة ندرة الماء فى الرى يكون من مياه الصرف المعالج أوعمل خزان مياه لكل عمارة تتجمع فيها مياه المكيفات فى الصيف أو بالمياه المباشر من النيل بسيارات كسح مياه الأمطار فى حالة إرتفاع منسوب مياه النيل، وتجريم قطع أى شجرة من المواطنين أو من المحافظات أو الأحياء أو هيئة النظافة والتجميل إلا بعد تحرير محضر فى قسم الشرطة ومعاينة وتصوير الشجرة المهددة بالسقوط نظرا لإفراط الأحياء والمراكز فى قطع الشجر ،وفى القاهرة يكون النصيب الأكبر من قطع الأشجار من هيئة النظافة والتجميل وهى هيئة لا تعبر عن التجميل نهائيا.
وقالت النائبة سميرة الجزار إنه بإرادة وسواعد وزارة البيئة ووزارة الزراعة مع وزارة التنمية المحلية تحقيق المستحيل وإزالة كافة العوائق والتفاهم مع الهيئة الهندسية التى تقوم بتطوير الحدائق والشواطيء وحرم النيل والتوضيح أن أولوية مصر فى التطوير هى المساحات الخضراء وزراعة الأشجار والحدائق مع النوافير ومنع البناء على الشواطئ والنيل للسماح بمرور الهواء على مسطحات الماء لتحسين نوعية الهواء يمكن حل مثل هذه المشكلات خاصة أن مشكلة تلوث الهواء فى مصر يهدد حياة المصريين وصحتهم وخط أحمر للدولة المصرية وعلينا جميعا العمل على الوصول الى مصر خضراء نقية ونظيفة وجميلة وهواءها نقى.
كما تقدمت النائبة سناء السعيد، عضو مجلس النواب، بسؤال موجه لكل من وزيرة البيئة ووزير الإسكان والمجتمعات العمرانية حول عدم قيامهما بواجبهما في الحفاظ على البيئة بالتصدي لشركة نيو سيتي التي قامت بمجزرة للأشجار بدون ترخيص.
وأوضحت النائبة أن الشركة، وهي المطور العقاري لمدينة هرم سيتي، قامت بعمل مجزرة موثقة بالصور والفيديوهات باستخدام ١٠ جرافات لاستباق قرار اللجنة التي شكلتها المحكمة للمعاينة وإثبات حالة المشروع وقامت الشركة بإزالة المساحات الخضراء وبيعها كأراض ، مطالبة بأن تقوم الوزارات المعنية بالمعاينة والرد على السؤال كتابة.
ومن جانبه طالب الدكتور ياسر الهضيبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، بإطلاق حملات تشجير في جميع محافظات الجمهورية لمكافحة تغير المناخ، والتوقف تماما عن ممارسات قطع الأشجار وتقليص المساحات الخضراء، موضحا أن العالم وفي القلب منه مصر يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتغيرات المناخية التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما دفع دول العالم لاتخاذ إجراءات من شأنها التخفيف من التأثير السلبي للتغيرات المناخية.
وقال "الهضيبي"، إن الدولة المصرية لعبت دورًا هامًا فى مجابهة التغير المناخى وتنفيذ استراتيجيات مستدامة لحماية البيئة وتحقيق التنمية، حيث تستهدف مصر زيادة حصة الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، لكن على الرغم من توجه الدولة المصرية نحو تعزيز المشروعات الخضراء الصديقة للبيئة، إلا أنها تواجه مخاطر كثيرة نتيجة سياسية قطع الأشجار التي يقوم بها بعض المسئولين مما تسبب في تقليص المساحات الخضراء، رغم أهميتها وحاجتنا إليها في مواجهة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
وطالب عضو مجلس الشيوخ، بالتوقف تماما عن هذه الممارسات التي إلى جانب أضرارها البيئية فإنها أصبحت مصدر إزعاج للكثير من المواطنين الذين يجدون في المساحات الخضراء متنفس لهم، مؤكدا على أهمية إطلاق حملات التشجير في جميع محافظات مصر لتوسيع رقعة المساحات الخضراء، لمجابهة التغير المناخى والتقليل من حدة ارتفاع درجات الحرارة، حيث تمتص الأشجار ثانى أكسيد الكربون، وهو الغاز الرئيسى المسؤول عن التغير المناخي، ومن ثم يحدث تحسن بيئي.
وأوضح "الهضيبي"، أن التشجير يساهم أيضا في تقليل تركيز ثانى أكسيد الكربون فى الجو ويقيد زيادة حرارة الكوكب، وحماية التربة من التصحر والتآكل، إضافة إلى أنها تصبح موطنًا للعديد من الكائنات الحية، والتى بدورها تساهم فى توازن النظام البيئى واستدامته، كذلك الحد من تأثير العواصف وتقلل من تداعيات الفيضانات والجفاف فى المناطق المحيطة.
وأشار النائب ياسر الهضيبي، إلى أن مصر تقع فى حزام القحولة أى (شديدة الجفاف)، ما يتطلب خطط وطنية لحماية مصر من ارتفاع معدلات الجفاف في حال تفاقم الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ويمكن التغلب على أزمة تراجع الموارد المائية، لتوفير احتياجات الأشجار من المياه من خلال الاستفادة من حوالى 2500 كيلو متر شواطئ تمتلكها مصر، بالإضافة إلى البحيرات الداخلية، لافتا إلى ضرورة إطلاق حملات توعية لتحقيق أقصي استفادة من مواردنا المائية، والعمل على توجيه كميات كبيرة من المياه المهدرة إلى زراعة الأشجار في شوارع مصر، كذلك تشجيع المواطنين علي التوسع في زراعة الشوارع وأسطح المنازل.
وشدد "الهضيبي"، علي أهمية التوسع في إنشاء الحدائق والمتنزهات وصيانة الموجود منها، لتتحول إلى ساحات مفتوحة للمواطنين، كذلك على "الكورنيش" بالمحافظات فإلى جانب أنها مهمة لحفظ التوازن البيئي، فإنها تضيف شكل حضاري ومتنفس مهم للمواطنين.