امتلاك مصر تكنولوجيا الفضاء لم يعد رفاهية بل أصبح ضرورة لتحقيق أهداف الدولة المصرية التنمية المستدامة والنهضة الاقتصادية التى تصبو إليها الدولة المصرية، وهذا ما تعكف عليه الدولة المصرية فى هذه المرحلة من خلال وكالة الفضاء المصرية.
وكالة الفضاء المصرية، شهدت مؤخرا تسلم النموذج الكهربى والنموذج الميكانيكى للقمر الصناعى مصر سات 2 من الصين، وذلك بمقر مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية بوكالة الفضاء المصرية فى أول تشغيل فعلى للمركز.
أكدت وكالة الفضاء المصرية، أن مشروع (Misrsat2) مشروعًا رائدًا للتعاون العملى فى التكنولوجيا الفضائية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية، وسوف يساهم القمر الصناعى مصر سات ٢ فى توفير صور تصل دقتها إلى ٢ متر.
وعن تفاصيل هذا المشروع الطموح بعد اختبار القمر بمركز تجميع واختبارات الأقمار الصناعية بوكالة الفضاء، كشف الدكتور أحمد الرافعى، رئيس برنامج القمر الصناعى المصرى " مصر سات 2" بوكالة الفضاء المصرية، أن النموذج الطائر للقمر يتم استكمال الاختبارات عليه فى الصين ويتم عمل النقل لقاعدة الإطلاق وهناك يتم إجراء اختبارات ما قبل الإطلاق عليه ثم إطلاقه فى المدار الخاص به.
وأشار رئيس برنامج القمر الصناعى المصرى " مصر سات 2" بوكالة الفضاء المصرية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إلى أنه من المقرر إطلاق القمر الصناعى مصر سات 2 فى النصف الثانى من أكتوبر من العام الجارى ويكون الإطلاق من الصين.
وحول أهمية هذا المشروع، أكد أن هذا القمر هو قمر استشعار عن بعد يمكن من التصوير للأرض بدقة عالية للغاية تصل 2 متر فى الصور الأبيض والأسود، و8 متر للصور الألوان، ويكمن أن يستخدم فى اكتشاف المعادن، والمياه الجوفية، ومراقبة المحاصيل الزراعية، والتوسعات المدنية المدن الجديدة وغيرها، ومراقبة الحدود المصرية، وتصوير الأرض من السماء بما يمكن العلماء من معرفة العديد من التفاصيل والاستفادات العلمية.
وتابع : كما يمكن استخدامه فى تعظيم الاستفادة من موارد الدولة ومنها على سبيل المثال لا الحصر تحديد أنواع المحاصيل الزراعية وتوزعيها فى القطر المصرى طبقا لطبيعة التربة والأجواء، والتخطيط العمرانى، ومتابعة تغييرات الشواطئ وخاصة فى السواحل الشمالية للبلاد ومنطقة الدلتا، وتتبع مصادر المياه ومسارات الأنهار، والتعدى على الأراضى المملوكة للدولة وغيرها من التطبيقات الحيوية.
وعن الاختبارات التى تعرض لها القمر بمركز التجميع الذى تم تشغيله لأول مرة رسمياً، أشار إلى أن القمر تعرض لاختبارات أداء الوظائف الخاصة بالقمر واختبارات أداء هذه الوظائف فى ظروف تواجد القمر بالفضاء الخارجى البيئة الفضائية، ومحاكاة البيئة الفضائية للتأكد من أن القمر يؤدى وظائفه أولا وقادر على أداء وظائفه فى الفضاء، من حيث درجات الحرارة العالية أثناء الإطلاق حيث يكون مواجه للشمس والدرجات المنخفضة أحيانا، قائلا : كل ذلك تم بالفعل فى مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية.
وأضاف أنه تم نقل القمر للصين حيث سيخضع مرة أخرى للاختبارات فى الصين تحسبا لأى خلل قد يكون قد تعرض له خلال عمليات النقل، على أن يتم إطلاقه من الصين فى النصف الثانى من شهر أكتوبر المقبل 2023.
وتستعد وكالة الفضاء المصرية، لإطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية التجريبية والتشغيلية والتى على رأسها القمر الصناعى مصر سات ٢ والذى تم تطويره من خلال الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية، حيث تم تجميعه واختباره الآن، فى أول تشغيل تجريبى لمركز التجميع والتكامل والاختبار بمقر وكالة الفضاء المصرية، الذى يعد الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط، الأمر الذى يمثل إنجازاً جديداً فى صناعة الفضاء والأقمار الصناعية فى جمهورية مصر العربية، حيث يتم بناء كوادر من المهندسين المصريين المدربين على أحدث تكنولوجيات تجميع واختبار الأقمار الصناعية وظيفياً وبيئياً، كما يُمَكِن الدولة المصرية من توطين تكنولوجيا تجميع واختبار الأقمار الصناعية.