يمر عبر قناة السويس حوالى 12% من حجم التجارة العالمية، لا يعد ذلك فقط ما يميز القناة، فهذا الممر الملاحى الذى يعد أهم طريق بحرى للتجارة العالمية، يوفر آلاف الأميال على السفن في رحلاتها، كما يعمل على تقصير طرق النقل لسلاسل التوريد العالمية، وهو ما يجعل قناة السويس واحدة من أكثر ممرات الشحن تداولًا فى العالم، بل أهم "عُقدة" فى شبكة التجارة العالمية، حسبما وصفتها الدراسة الأمريكية الصادرة مؤخرًا عن المركز الوطنى للدراسات الاقتصادية فى الولايات المتحدة.
ومن أهمية قناة السويس، تستمد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أهميتها، فهى منطقة واعدة ليس فقط لموقعها الإستراتيجى على ضفى القناة، ولكن، لامتلاكها مقومات أخرى متعددة، أبرزها، توافر 6 موانئ بها تطل على البحرين الأحمر والمتوسط، و4 مناطق صناعية تتنوع القطاعات الصناعية واللوجستية فيها، هذا بجانب طبيعة الأراضى والموقع والموارد الاقتصادية المتوافرة حولها، كما أن التكامل بين الموانئ التابعة والمناطق الصناعية بها يحقق أفضلية تنافسية للمستثمرين من خلال الوصول لمختلف الأسواق العالمية.
هذا ما أكده أيضًا أوكا هيروشى، السفير اليابانى بالقاهرة، والذى شارك وفد رفيع المستوى من البرلمان اليابانى، زيارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث شدد السفير اليابانى على، عمق العلاقات المصرية اليابانية والتطور اللافت الذى تشهده مؤخرًا خاصة في ظل الجولة الترويجية الناجحة لوفد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للعاصمة اليابانية طوكيو في أبريل الماضى والتي فتحت الباب أمام المزيد من الشركات والكيانات بمجتمع المال والأعمال الياباني.
ومن جانبه أكد وفد البرلمان اليابانى، والذى تمثل فى أعضاء لجنة الأراضى والبنية التحتية والنقل والسياحة بمجلس النواب اليابانى، برئاسة كيهارا مينورو، رئيس اللجنة، خلال زيارتهم للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، على رغبتهم في تعزيز التعاون في مجالات النقل والسياحة وتطوير البنية التحتية، والتعرف عن قرب على جهود المنطقة الاقتصادية في سبيل تعظيم الاستفادة من موقعها الاستراتيجي على جانبي المجرى الملاحي لقناة السويس التي تعد شريان التجارة الدولية.
فيما أعرب كيهارا مينورو، رئيس الوفد البرلمانى، عن سعادته بزيارة المنطقة الاقتصادية والتعرف عن قرب على ما تتمتع به من مقومات ترفع من تنافسيتها إقليميًا، مشيرًا إلى مدى حرص وفد مجلس النواب الياباني على تعزيز التعاون مع المنطقة على أوجه عدَّة، لا سيما في مجالات البنية التحتية، وما يرتبط بها من مشروعاتٍ تتطلب ضخ استثماراتٍ ضخمة لتنفيذها.
كما أكد مينورو، على دور لجنة الأراضى والنقل والسياحة بمجلس النواب، فى العمل على دعوة الشركات اليابانية العاملة فى المجالات ذات الصلة لزيارة المنطقة الاقتصادية والتعرف على الفرص الاستثمارية بها، معربًا عن تمنياته الصادقة والوفد البرلمانى للمنطقة الاقتصادية وإدارتها، بالتوفيق فى تحقيق ما تصبو إليه من نجاحات فى المرحلة المقبلة.
ومن جانبهم، قدم مسئولو المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عرضًا لجهود الهيئة على مدار الفترة الماضية في خلق مجتمعات صناعية متكاملة من خلال استثمار ما يزيد عن 3 مليارات دولار لتنفيذ مشروعات البنية التحتية وفق أحدث المعايير العالمية، فضلًا عن، خدمات تموين السفن التى قدمتها الهيئة مؤخرًا بثلاثة من موانيها التابعة في شرق بورسعيد وغرب بورسعيد والسخنة.
كما تطرق الحديث عن مدى نجاح الشركات اليابانية العاملة بمشروعات الهيئة مثل تحالف "تويوتا بولوريه إن واي كيه" المسؤول عن تشغيل محطة محطة الرورو بميناء شرق بورسعيد، كذلك تعاقد شركة "نيسان" لإنشاء مصنع سيارات لها بمنطقة شرق بورسعيد المتكاملة.
ومن جهته، أكد السفير اليابانى بالقاهرة، أوكا هيروشى، على حرص العديد من الشركات والكيانات بمجتمع المال والأعمال اليابانى للمضي قدمًا فى سبيل استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة لدى المنطقة الاقتصادية في قطاعات حيوية مثل قطاع السيارات والصناعات المغذية، وأيضًا قطاع الوقود الأخضر وتموين السفن به، فى ظل الطلب المتنامى عالميًا على مصادر الطاقة النظيفة لمواجهة أعباء التغيرات المناخية شديدة الخطورة.