تعتبر الاكوادور من أكثر الدول فى العالم التى تعانى من العنف فى الآونة الأخيرة، وكانت آخر مظاهر هذا العنف هو اغتيال المرشح الرئاسى الإكوادورى فيرناندو بيابيثينثيو، وهو ما لطخ الانتخابات الرئاسية بالدماء لانتخاب خليفة للرئيس الحالى المحافظ جييرمو لاسو، فى 20 أغسطس، فى هجوم ترك 9 جرحى على الأقل.
من هو المرشح الاكوادورى الذى تم اغتياله؟
بيابيثينثيو، 59 عامًا، صحفى وعضو مجلس سابق أصبح من خلال تحقيقاته فى الفساد أحد ألد أعداء الرئيس السابق رافائيل كوريا (2007-2017)، وتلقى طلقات نارية فى نهاية تجمع لحملته الانتخابية، الذى كان يقوم به فى مدرسة فى كيتو، كان يخوض الانتخابات مع الحزب اليسارى موفيمينتو كونستروى، معلنا معارضته لعصابات المافيا ودعا إلى اتخاذ تدابير للحد من البطالة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم نقل المرشح، الذى عرّف نفسه علنًا على أنه من الوسط على الرغم من أنه كان فى الأصل من اليسار المعتدل، إلى مركز طبى قريب حيث تم التصديق على وفاته، وأكدها لاحقًا أقاربه وأشخاص مقربون من ترشيحه علنًا.
واقترح بيابيثينثيو، مثله مثل المرشحين الآخرين، معركة مباشرة ضد عصابات الجريمة المنظمة، فى خضم حملة انتخابية تميزت بأسوأ أزمة أمنية فى تاريخ الإكوادور، والتى أغلقت العام الماضى عام 2022 بمعدل 25.32 حالة وفاة عنيفة لكل 100 ألف نسمة، وهى أعلى نسبة منذ أن تم الاحتفاظ بالسجلات.
تهديد بالقتل
وكان السياسى الأصلى من بلدة ألوسى الواقعة فى منطقة الأنديز بمقاطعة تشيمبورازو قد ندد بالفعل بالتهديدات بالقتل التى وجهت إليه فى الأسابيع الماضية، فى سياق القلق الواسع النطاق على سلامة المرشحين بعد الهجمات الأخرى التى وقعت.
واغتيل مؤخرًا عمدة مانتا، أجوستين إنترياجو، وهو من أكثر الشخصيات شعبية فى البلاد، بطريقة مماثلة، وحدث الشيء نفسه مع مرشح للتجمع فى مقاطعة إسميرالدا الشمالية، على الحدود مع كولومبيا.
وتحدث أخبار جرائم القتل والمجازر يوميًا فى البلاد والتى، وفقًا للحكومة، مرتبطة بشكل أساسى بعصابات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، والتى أصبحت فى السنوات الأخيرة قوية فى المنطقة الساحلية للبلاد وجعلت موانئها منطلقات كبيرة للكوكايين التى تصل إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.
وبعد اجتماع طويل للجنة أمن الدولة، وجه لاسو رسالة إلى مواطنيه فى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس للمصادقة على موعد الانتخابات العامة غير العادية فى 20 أغسطس المقبل وإعلان حالة الطوارئ لمدة 60 يومًا، والتى يعنى انتشار الجيش فى جميع أنحاء الأراضى الوطنية.
وأوضح الرئيس أن مجموعة من المسلحين نفذت الهجوم مما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع رجال الشرطة والأمن، مما أدى إلى مقتل أحد المهاجمين، وحتى الآن، تم اعتقال 6 أشخاص لصلتهم المزعومة بالهجوم، كما أعلن مكتب المدعى العام، وهو نتاج سلسلة من المداهمات التى نُفذت بالعاصمة الإكوادورية.
وتسبب مقتل بيابيثينثيو فى إحداث ضجة وطنية كبيرة، كما صرح لاسو، الذى وعد بأن الجريمة لن تمر دون عقاب، كما أعرب المرشحون السبعة الآخرون الذين يترشحون لرئاسة الإكوادور عن تعازيهم وتضامنهم فيما علق البعض حملتهم الانتخابية، وفى حالة اليسارى والناشط البيئى ياكو بيريز دعا البقية لاتفاق بشأن الأزمة الأمنية.
وألقت ألكسندرا فيلافيسينسيو، شقيقة بيابيثينثيو، اللوم على حكومة الرئيس المحافظ جيليرمو لاسو للجريمة، وأكدت أن شقيقها لم يحصل على الحماية التى توفرها لها السلطات، رغم تنديده بالتهديدات التى وجهت إليه.
فى وقت ارتكاب الجريمة، بعد مغادرة تجمع حاشد فى كولوسيوم فى منطقة وسط مدينة كيتو، كان المرشح تحت حراسة العملاء المعينين لحمايته، لكن لم يكن هناك تعزيز للشرطة، وأضافت الشقيقة "أنا أحمل الحكومة وزير الداخلية المسئولية".