السبت، 23 نوفمبر 2024 07:20 ص

مبادرة برلمانية إفريقية لنزع فتيل أزمة "النيجر".. برلمان "إيكواس" يرفض حل التدخل العسكرى بعد انقلاب الجيش.. "الشيوخ النيجيرى": استخدام القوة يرفع معاناة البشر.. ومحللون: بؤرة "صراع نفوذ" جديدة بين روسيا والغرب

مبادرة برلمانية إفريقية لنزع فتيل أزمة "النيجر".. برلمان "إيكواس" يرفض حل التدخل العسكرى بعد انقلاب الجيش.. "الشيوخ النيجيرى": استخدام القوة يرفع معاناة البشر.. ومحللون: بؤرة "صراع نفوذ" جديدة بين روسيا والغرب انقلاب النيجر
الأحد، 13 أغسطس 2023 09:00 م
كتبت آمال رسلان

مبادرة دبلوماسية جديدة وربما تكون الأخيرة من قبل مجموعة الإيكواس "المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا" لنزع فتيل الأزمة فى دولة النيجر، حيث يسعى برلمان دول المجموعة الإفريقية لإرسال لجنة برلمانية للوساطة بين الأطراف المتصارعة، حيث تعانى النيجر منذ نحو ثلاثة أسابيع من صراع سياسى واضطرابات شديدة بعد انقلاب عسكرى قام به جيش النيجر واحتجز الرئيس محمد بازوم وحل الحكومة.

 

وقال متحدث باسم برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) إن المجموعة تسعى لإرسال لجنة برلمانية إلى النيجر لعقد لقاء مع قادة الانقلاب العسكرى، وذلك بعد اجتماع للبرلمان تم خلاله مناقشة الأزمة وبرز خلاله تباين واضح فى أراء الدول الممثلة فى الاجتماع ما بين التدخل العسكرى لإعادة الوضع لما كان عليه أو الاستمرار فى الحلول الدبلوماسية.

 

وأفاد المتحدث بأن البرلمان لم يتخذ أى قرار لكنه شكل لجنة تعتزم اللقاء مع الرئيس النيجيرى بولا تينوبو، الذى يتولى حاليا الرئاسة الدورية لإيكواس، للحصول على إذنه للذهاب إلى النيجر.

 

وشارك 22 برلمانيًا فى الاجتماع الاستثنائى الافتراضى لمناقشة الأزمة السياسية فى جمهورية النيجر، وانقسم برلمان الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) حول الإجراءات التى ينبغى اتخاذها للتصدى للانقلاب فى النيجر، بينما تحدث بعض أعضاء البرلمان لدعم الحوار والدبلوماسية، دعا آخرون إلى إجراءات من شأنها فى الواقع وقف صعود الحكومة العسكرية داخل المنطقة.

 

وأمرت الكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا يوم الخميس الماضى بتفعيل قوة احتياطية لاستخدامها المحتمل ضد المجلس العسكرى الذى تولى السلطة فى النيجر فى يوليو الماضى، قائلة إنه يريد استعادة الديمقراطية سلميا لكن جميع الخيارات بما فى ذلك القوة مطروحة على الطاولة.

 

وأوضح بعض البرلمانيين المعارضين للتدخل العسكرى أن أى تدخل عسكرى سوف يتسبب فى معاناة الجماهير لا توصف، وأعلن البرلمانيون عن هذا الموقف فى جلسة استثنائية لبرلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا المنعقدة تقريبًا.

 

وعارض النائب الأول لرئيس برلمان الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، هون إدريس واسى، استخدام القوة العسكرية فى حل معضلة الانقلاب فى جمهورية النيجر.

 

كما وبخ عضو الوفد النيجيرى فى برلمان الإيكواس، على ندومى الرئيس النيجيرى بولا أحمد تينوبو ورئيس الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لإغلاق الحدود بين النيجر ونيجيريا من جانب واحد، وقطع الكهرباء دون موافقة الجمعية الوطنية النيجيرية. "البرلمان"

 

ووفقًا لما قاله واسى: "يجب أن نكون حريصين على عدم البدء بما لا يمكننا إنهاءه. عندما بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اعتقد الناس أنها حرب حادة. بعد عام، لا تزال الحرب مستمرة مع التبديد الاقتصادى المصاحب والدمار الوحشى للأرواح والممتلكات".

 

من جهته قال السيناتور على ندومى: "نحن ممثلو الشعب. أيا كان الإجراء الذى يجب اتخاذه يجب أن يعتمد على ما يريده شعبنا".

 

وكتب رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، الرئيس تينوبو، إلى مجلس الشيوخ النيجيرى بشأن التدخل العسكرى المخطط له فى النيجر، وعارض المجلس التشريعى القرار بشده، ووفق صحيفة "بريميوم تايمز" النيجيرية فقد دعا مجلس الشيوخ النيجيرى الرئيس تينوبو والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التى يرأسها، للبحث عن حل سياسى للأزمة فى النيجر بدل استخدام القوة العسكرية، وهم يفضلون بدلاً من ذلك، اعتماد الحوار للخروج من المأزق.

 

لكن قادة الانقلاب يرفضون حتى الآن الجهود الدبلوماسية التى تبذلها "إيكواس" والولايات المتحدة وآخرون، مما يهدد باندلاع المزيد من الصراع فى منطقة الساحل التى تعانى من الفقر بغرب إفريقيا التى تواجه بالفعل تمردا عنيفا من جماعات متطرفة.

 

ورغم أن الأزمة قد تبدو تخص النيجر وحدها ودول جوارها التى ستتأثر بشكل مباشر بالصراع، إلا أن النيجر وما حدث فيها تحول على مدار الأيام الماضية إلى محور حديث العالم، فى بؤرة صر اع جديدة بين الغرب وروسيا فى وسط إفريقيا، ففى حين تتمركز قوات أمريكية وفرنسية وألمانية وإيطالية فى النيجر، بدأ النفوذ الروسى ينمو بقوة فى الدولة الافريقية.

 

وتخشى القوى الغربية من أن يزداد النفوذ الروسى إذا تبع المجلس العسكرى فى النيجر جارتيها مالى وبوركينا فاسو اللتين طردتا قوات فرنسا، بعد انقلابين فى هذين البلدين، وتتعاون مالى منذ ذلك الحين مع مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة، وهى الخطوة التى تزامنت مع تصاعد العنف هناك، كذلك طردت مالى قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وهو ما يخشى محللون أمنيون من أن يؤدى إلى مزيد من الصراع.

 

وبالتالى الصراع فى النيجر تحول من أزمة داخلية إلى صراع دولى على النفوذ، بين الغرب بشكل عام وفرنسا بشكل خاص حيث أنها كانت الدولة المستعمره للنيجر قبل استقلالها، وبين روسيا من جانب آخر التى وثقت تواجدها فى غرب ووسط افريقيا، وتبرز هنا أهمية النيجر كأحد الدول الرئيسية المنتجه لليورانيوم، تمثل حالة النيجر صدمة أكبر لباريس، حيث تعتمد على اليورانيوم من هذه الدولة الأفريقية، وهو العنصر المسؤول عن تشغيل جزء من طاقتها النووية الكهربائية.


print