يسعى حلفاء أوكرانيا من الأوروبيين لمساعدتها على الالتفاف على انتهاء العمل بـ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود والتى انسحبت منها روسيا مايو الماضى وأصبح من الصعب على كييف تصدير حبوبها الموجودة فى موانئها البحرية، فقد كشف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى، لويس ميجيل بوينو، عن خطة التكتل لمساعدة أوكرانيا على تصدير الجزء الأكبر من حبوبها.
وقال بوينو فى تصريحات لموقع "سكاى نيوز عربية"، "على عكس ما تنشره روسيا، حرص الاتحاد الأوروبى بالفعل على ألا يكون لعقوباته أى تأثير على الأمن الغذائى العالمى، حيث لا توجد عقوبات على الصادرات الروسية للأغذية والأسمدة إلى دول ثالثة".
وشدد على أن الاتحاد الأوروبى قدم إرشادات مكثفة للعملاء الاقتصاديين، موضحا أن "عمليات النقل إلى دول ثالثة مسموح بها، كما عملنا أيضا مع الأمم المتحدة للسماح بالمدفوعات ذات الصلة".
ووصف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى، تصريحات الإدارة الروسية بـ"السياسة الخبيثة لاستخدام الغذاء كسلاح عمدا".
وبشأن ما يقدمه الاتحاد الأوروبى لأوكرانيا، أوضح بوينو أنه ردا على تصرفات روسيا، ينشط التكتل على أساس 3 محاور رئيسية، هي:
• مواصلة دعم الجهود الدؤوبة للأم المتحدة وتركيا لاستئناف مبادرة حبوب البحر الأسود.
• تعزيز "ممرات التضامن" كطرق بديلة للصادرات الزراعية الأوكرانية للوصول إلى الأسواق العالمية من خلال الاتحاد الأوروبى.
• زيادة الدعم المالى للبلدان والشعوب الأكثر احتياجا، حيث تم تقديم 18 مليار يورو لمعالجة الأمن الغذائى حتى عام 2024.
وأشار بوينو إلى أن الممرات البديلة سمحت بتصدير أكثر من 41 مليون طن من السلع الزراعية الأوكرانية حتى الآن، مع العمل على زيادة ذلك قدر الإمكان للتخفيف من عواقب إنهاء روسيا لمبادرة حبوب البحر الأسود.
واختتم حديثه بالقول: "على روسيا التوقف عن استخدام الغذاء كسلاح".
ما اتفاق الحبوب؟
اتفاق الحبوب هو وثيقة تم التوقيع عليها عقب الحرب على أوكرانيا، فى 22 يوليو 2022، فى إسطنبول "بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وتضمنت تأمين صادرات الحبوب العالقة فى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) عبر ممر إنسانى فتحه الأسطول الروسى فى البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمى، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.
وتعود أهمية الاتفاق فى كونه يسمح للحبوب الاوكرانية فى التصدير للعالم، وتعد كييف واحدة من أكبر موردى الحبوب، حيث يعتمد عليها 400 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمى.
وانتهت صفقة الحبوب فى 18 يوليو، عندما أخطرت روسيا تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة باعتراضها على تمديدها، كما أشار الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، فى وقت سابق، إلى أن شروط الاتفاق مع روسيا لم يتم الوفاء بها على الرغم من جهود الأمم المتحدة، لأن الدول الغربية لن تفى بوعودها. وقلص ذلك خيارات التصدير المتاحة أمام أوكرانيا خاصة عبر الموانئ الصغيرة على نهر الدانوب وعبر حدودها البرية الغربية مع دول الاتحاد الأوروبى.
وطالبت روسيا بخمس مطالب فى إطار تنفيذ مذكرة روسيا - الأمم المتحدة الخاصة بصفقة الحبوب"، من بينها "إعادة ربط البنك الزراعى الروسى بنظام (سويفت)، وتوريد قطع غيار اللازمة للزراعة الروسية، وإلغاء حظر لوجستيات النقل والتأمين، وإعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا "تولياتى - أوديسا"، وإلغاء تجميد أصول الشركات الروسية.