تستعد أوروبا لموجة حر جديدة فى نهاية هذا الأسبوع، وحتى الأسبوع المقبل، مع درجات حرارة تصل إلى الذروة، حيث تعود الظروف الشديدة الحرارة إلى نظام الضغط المرتفع القادم من إفريقيا، ووفقا لوكالات الأرصاد الجوية السويسرية والفرنسية، من المتوقع أن تنتشر موجة الحر من إسبانيا إلى وسط أوروبا ويستمر على الأقل حتى الأسبوع المقبل.
ومن المتوقع أن تصل إلى جنوب فرنسا وسويسرا وكذلك جنوب ألمانيا وشمال إيطاليا، توقع خبراء الأرصاد الجوية درجات حرارة تصل إلى 42 درجة مئوية فى إيطاليا و40 درجة مئوية فى فرنسا و37 درجة مئوية فى سويسرا، بينما فى إسبانيا من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة خلال الموجة الحارة الرابعة المحتملة فى الصيف.
فى خضم موجة الحر التى يعانى منها نصف الكرة الشمالى فى أوروبا، مع درجات حرارة قياسية فى العديد من الدول، تشهد إيطاليا أكثر صيفا ساخنا منذ عام 1800، وفقا لصحيفة الجورنال الإيطالية.
وأشار الخبراء من المعهد الإيطالى لعلوم الغلاف الجوى، عند تقييم الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، إلى أن "درجة الحرارة أعلى بـ 0.67 درجة من المتوسط التاريخى منذ بداية تسجيلات الأرصاد الجوية، ولذلك، تم تأكيد الاتجاه المحموم فى إيطاليا أيضًا هذا العام، حيث تركز ترتيب السنوات الأكثر دفئًا فى القرنين الماضيين فى العقد الماضى ويتضمن بالترتيب 2022 و2018 و2015 و2014 و2019 و2020".
ووفقًا لبيانات وزارة الصحة بالبلاد، بالإضافة إلى حرائق الغابات والعواصف القوية، تسببت درجات الحرارة القياسية التى تجاوزت 40 درجة مئوية الشهر الماضى فى المزيد من الوفيات بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا مقارنة بمتوسط معدل الوفيات المسجل فى نفس الشهر. الفترة من 2015 إلى 2019.
كيف تؤثر درجات الحرارة الشديدة على الاقتصاد
وأبرز تقرير المعهد "عام أسود للزراعة الإيطالية مع أضرار، بين المحاصيل والبنية التحتية، ستتجاوز 6 مليارات العام الماضى، منها أكثر من مليار بسبب الفيضانات فى رومانيا فقط".
و"بسبب التغير المناخى هذا العام، هناك، فى الواقع، انخفاض بنسبة 10٪ فى إنتاج القمح، من 14٪ فى إنتاج نبيذ العنب إلى 63٪ فى الكمثرى ؛ بينما انخفض محصول العسل بنسبة 70٪ مقارنة بالعام الماضى، هناك أيضًا وخلصوا إلى انخفاض فى الطماطم، إلى جانب الفواكه والخضروات الأخرى، مثل البطيخ والباذنجان".
وفى إسبانيا، لقى أكثر من 6 آلاف شخص حتفهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة حتى الآن هذا الصيف، ويعتبر الخطر الأكبر يؤثر على كبار السن والضعفاء، الذين لا يملكون الوسائل اللازمة لحماية أنفسهم، مثل تكييف الهواء،
كما أعلنت السلطات المحلية فى إسبانيا أن البلاد تواجه أسوأ موجة حرائق للغابات فى تاريخها، حيث أن الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة تجعل مهمة رجال الإطفاء صعبة للغاية للسيطرة وإخماد الحرائق فى جزيرة تينيريفى بجزر الكنارى.
وقالت السلطات المحلية إنه تم إجلاء أكثر من 12 ألف شخص، وكان رئيس حكومة جزر الكنارى الإسبانية فيرناندو كلابيخو قد أعلن الجمعة الماضية أن حرائق الغابات طالت ما يقرب من خمسة آلاف هكتار من المناطق الطبيعية فى جزيرة تينيريفى بجزر الكنارى، وهو ما يعادل نحو سبعة آلاف ملعب كرة قدم.
وحذرت وكالة التصنيف موديز مؤخرًا فى تقرير من أن الحرارة وحرائق الغابات قد تجعل جنوب أوروبا أقل جاذبية كوجهة سفر طويلة الأجل. وفقًا للتنبؤات المستندة إلى نماذج المناخ، ستخسر المناطق الساحلية بشكل كبير كوجهة سياحية بسبب الحرارة، بينما يمكن أن تصبح بلدان الشمال أكثر جاذبية.
وفى فرنسا، هناك سبع مقاطعات فى الجنوب الشرقى فى حالة تأهب لوصول عواصف الصيف وارتفاع درجات الحرارة فى نهاية هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تصل قبة الهواء الساخن من الجنوب خلال الأيام القليلة المقبلة.
موجات الحر والحرائق والأضرار الاقتصادية فى أوروبا
يزداد المناخ حرارة وجفافًا فى أوروبا، وفقد الكثيرون مصدر رزقهم فى جزيرة رودس اليونانية التى تم إجلاء السياح منها، كما أن الحرائق المدمرة تسبب أضرارا اقتصادية هائلة.
وأكد الخبراء أن الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحرارة، ستحدث بشكل متكرر فى أوروبا فى المستقبل. وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن المنطقة المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط ترتفع درجة حرارتها بسرعة كبيرة. التربة المتعطشة للماء والشمس الحارقة هى الظروف المثالية لنشوب الحرائق.
فى عام 2022، دمروا منطقة بحجم الجبل الأسود، حوالى 800 الف هكتار، ووفقًا لبيانات من نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبى (EFFIS)، تم قياس درجات الحرارة القصوى فى إسبانيا فى أبريل 2023. فى اليونان، من المحتمل أن تكون الموجة الحارة لشهر يوليو هى الأطول التى تم تسجيلها فى التاريخ. فى اليونان وحدها، احترق أكثر من 50000 هكتار فى يوليو، أى أقل بقليل من نصف مساحة برلين.
يقدر جانيز لينارتشيتش، مفوض الاتحاد الأوروبى للمساعدات الإنسانية والحماية من الأزمات، أن الأضرار تصل إلى ما لا يقل عن مليارى يور، ولتجنب المواقف الأسوأ، ضاعف الاتحاد الأوروبى قدرته على مكافحة الحرائق من الجو بحلول عام 2023.
حيثما توجد حرائق.. ينخفض الناتج المحلى الإجمالي
لا تؤدى الحرائق إلى عواقب وخيمة على الحيوانات والنباتات فحسب، بل إنها تدمر أيضًا وجود الناس وتسبب أضرارًا اقتصادية، وقالت سارة ماير، التى تجرى بحثًا فى جامعة برمنجهام بإنجلترا: "حيثما يكون هناك حريق، ينخفض الناتج المحلى الإجمالى. وتظهر أرقام سوق العمل من قطاع السياحة أن عددًا أقل من الأشخاص يتم توظيفهم بعد الحرائق، وأحداث الطقس وتأثيرها الاقتصادى.
كما أن السياحة بالنسبة لليونان مثل صناعة السيارات بالنسبة لألمانيا، حيث يدر 20 %من دخل البلاد، وتعرضت السياحة لخسائر كبيرة بعد الحر والحرائق، تليها إسبانيا وإيطاليا بنسبة 12٪ و9٪ على التوالى.