على ما يبدو أن الابتكار في ارتكاب الجريمة أصبح سمة العصر، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة حوادث بتر "العضو الحساس" للرجال كوسيلة انتقام سهلة للزوجة من زوجها لخيانته العاطفية لها، أو انتقاما منه بسبب تعدد علاقاته النسائية، أو لزواجه على زوجته، أو لأسباب أخرى، وهو الأمر الذي تلقاه قطاع عريض بوصفه اغتيال للكرامة الإنسانية، ما يجب أن تتكرر مثل هذه الجرائم البشعة التي تقضى على كرامة الرجل قبل القضاء على مستقبله وحقه في أن يكون لها أسرة طبيعية كغيره من الرجال.
وقد أثارت قضية قطع سيدة للعضو الحساس لزوجها العديد من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، في الوقت الذي أقدمت سيدة – بمحافظة بنى سويف - على قطع "عضو حساس" لزوجها، في العقد الخامس من عمره، بعدما شكت في إقدامه على الزواج مرة أخرى، قبل أيام من سفره للعمل بإحدى الدول - وعلى الفور - ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الزوجة لاتهامها بقطع العضو الذكرى لزوجها، لشكها بأن زوجها سيتزوج عليها، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت الجهات المختصة لمباشرة التحقيقات في الواقعة.
التجريم والعقاب لقطع العضو الحساس
تلك الأزمة جعلت العديد يطرح السؤال عن نوعية الجريمة التي ترتكب جراء هذا الفعل البشع، حيث تعددت مثل هذه الوقائع خلال الفترة الماضية، وهل القانون تصدى لمثل هذه الأعمال الإجرامية حيث أن معظم الأطباء النفسيين يقررون أن تلك النوعية من الجرائم مستوردة من الحضارات الأسيوية القديمة، وليس لها علاقة بالمجتمعات العربية والإسلامية، وخاصة المجتمع المصرى، باعتبارها جريمة وحشية أكثر منها جريمة عادية، أشبه بجرائم التمثيل بالجثث بعد قتل أصحابها.
جريمة قطع العضو الذكرى تدخل تحت بند "عاهة مستديمة"
وفى هذا الشأن، يقول الخبير القانوني والمحامي سامي البوادي، أنه في حقيقة الأمر كل سيدة تفكر في هذه النوعية من الانتقام بهذه الطريقة البشعة يجب أن تعلم أن القانون يتصدى لها بعقوبة جنائية حيث يدخل ذلك تحت بند إحداث عاهة مستديمة تنتظر الزوجة على إثرها عقوبة قاسية، ومثل هذه الطريقة البشعة من الانتقام تُعد اغتيالًا للكرامة الإنسانية، ومن أبشع الجرائم، بخلاف أنه عاهة مستديمة.
وبحسب "البوادى" في تصريح لـ "برلمانى" - أن هناك قانونا يخص بتر كل جزء من الإنسان، حيث أن عقوبة بتر عضو حساس لا يجب أن تكون مماثلة لعقوبة بتر عضو آخر بالجسم، معقبا بأن نصوص القانون لا تساعد على العقوبات الرادعة لمثل هذه الجرائم ويجب أن تكون هناك نصوص مباشرة ورادعة في هذا الشأن، كما إن ارتكاب مثل تلك جريمة يعادل جريمة إحداث عاهة مستديمة، وإن القاضي في هذه الحالة لا يفرق بين قطع العضو الذكري أو قطع أي من أعضاء الجسم، فينظر له كجناية تسبب في إتلاف أو إحداث عاهة به.
عقوبة قطع العضو الذكرى تصل للحبس 10 سنوات
ومن حيث المعاقبة الجنائية للجريمة، أوضح "البوادى" - أن كل من أحدث بغيره جرحا نشأ عنه قطع أو انفصال عضو من أعضائه، أو أحدث عاهة مستديمة يستحيل وقوعها، يعاقب بالقانون من 3 إلى 5 سنوات، وأما إذا كان جرح ناتج عن كبت وترصد مع سبق الإصرار فيحاكم بالعقاب بين 3 إلى 10 سنوات، إلا أنه يجب سن تشريع خاصة لمواجهة الجريمة البشعة والتصدى لها بعد انتشارها فى المجتمع المصرى، ولابد من تغليظ العقوبة المقررة.
جرائم بعنوان "تموت حى"
بينما أكدت الخبير القانوني والمحامية يارا أحمد سعد، أن مثل هذه الوقائع مرتبطة بشكل مباشر بالانتقام الوحشي الذي ينتشر بشكل كبير في المناطق الريفية وليس المدينة، والجرائم العاطفية تتسم دائماَ بالشدة والغلظة في الانتقام حيث أن الشخص حينما يكون مرتبطاَ بشخص يكون انتقامه منه على قدر محبته له – كما يؤكد علماء الطب النفسي - والأمر يعتمد على درجة التعليم وفى الأرياف يكون العنف البدني هو السائد بمعنى "بموتك حى" بمعنى يصبح الانسان منتكساَ أمام الناس لا يستطيع رفع رأسه مرة أخرى طوال حياته.
ضرورة عرض المتهمة على الطب الشرعى
وبحسب "سعد" في تصريح خاص - لابد قبل الحكم علي الجاني "الزوجة" إذا ثبت عليها تهمة قطع العضو الذكري لزوجها، لابد من عرضها على مستشفى الصحة النفسية قبل محاكمتها ليثبت أنها كانت في كامل وعيها وقت ارتكاب جريمتها، حتى يتسنى تطبيق عدالة القانون من قانون العقوبات في المادة 240 بشكل صحيح، حيث إن تكون هناك احتمالية إصابة المتهمين أو المتهمة باضطراب "الضلالات الفكرية" الذي يجعلهم يتوهمون أشياء لا تحدث مثل أن المتهم تعرض لشرف وعرض ابنتهم، فقرروا الانتقام منه بناءً على هذه الأوهام.
وتُضيف "سعد" إذا حدث جرح بسيط بالعضو ولاحقه المجني عليه بعملية جراحية، فعليه أن يثبت أمام الطب الشرعي مدى الضرر الذي وقع الضرر بهذا العضو، محاولا إثبات فائدة العضو الذي لحق به الضرر، فيكفى لتكوين العاهة أن يثبت أن منفعة أحد الأعضاء فُقدت بصفة مستديمة ولو جزئيا، مهما يكن مقدار هذا الفقد.
فلاح وشقيقه يبتران عضو ذكرى لفلاح أخر
في غضون سبتمبر 2017، انتقم فلاح وشقيقه، مقيمان بقرية "منشية الجديدة" التابعة لدائرة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، من فلاح، ببتر عضوه الذكري؛ لوجود علاقة بينه وقريبة للأول، وذلك بعد أن تلقت الجهات المعنية إخطاراَ يفيد بوصول "ك.ع.الـ.إ" 30 عامًا، فلاح، مُقيم بقرية "غزالة عبدون"، لمستشفى الأحرار العام، مصابًا بكسر بالجمجمة، وبتر عضوه الذكري، وحالته شبه مستقرة، وحرُر عن ذلك المحضر رقم 7636 جنح الزقازيق لسنة 2017.
وتبين من التحريات الأولية، قيام كلًا من: "محمد.إ.الـ" وشقيقه "علي"، باستدراج المجني عليه بواسطة إحدى السيدات، إلى منزلهما بقرية "منشية الجديدة" بفاقوس، قبل أن يقوما بالتعدي عليه بالضرب المبرح وبتر عضوه الذكري؛ لوجود علاقة بين المجني عليه و"أ.الـ.ف" قريبتهم.
سيدة قضمت العضو الذكرى لزوجها
وبتاريخ مارس 2017، أمرت نيابة عين شمس برئاسة المستشار محمد الفخرانى بإخلاء سبيل ربة منزل أقدمت على قضم العضو الذكرى لزوجها عقابًا له على خيانته لها، وذلك بعد أن استلمت النيابة التقرير الطبى للمجنى عليه والذى أفاد بإصابة الزوج بجرح قطعى فى العضو الذكرى وأمر النيابة باستدعائه لسماع أقواله.
تاجر الشرقية ينتقم من صديقه بعد معاكسة زوجته وابنته
وفى غضون يوليو 2019، شهد مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، جريمة قتل بشعة، بعدما أنهى تاجر، حياة صديقه بقطع عضوه الذكرى، وقتله بالاشتراك مع عاطل، بسبب قيام القتيل بمعاكسة زوجة وابنة الأول، وأُلقي القبض على المتهمين، وأُخطرت النيابة للتحقيق.