أعلن الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، أن سفينتين أخريين مرتا عبر ممر شحن "مؤقت" فى البحر الأسود تم إنشاؤه منذ انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الذى تدعمه الأمم المتحدة فى يوليو.
وكتب زيلينسكى على موقع أكس المعروف سابقا باسم تويتر "مرت سفينتان بنجاح عبر "ممر الحبوب المؤقت الخاص بنا". فيما لم يحدد الرئيس هوية السفينتين ولم يذكر متى أكملتا مرورهما.
وقال زيلينسكى إن أوكرانيا "تستعيد حرية الملاحة الحقيقية فى البحر الأسود. الحرية تحتاج عزما".
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الأوكرانى أن سفينتين مرتا عبر الممر من ميناء بيفدينى، إحداهما ترفع علم ليبيريا بينما ترفع الأخرى علم جزر مارشال. وكانتا تحملان خام الحديد ومركزات خام الحديد.
بدوره أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أنه وجه إلى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف مقترحات بشأن استئناف صفقة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وقال جوتيريش للصحفيين، "قدمنا عددا من المقترحات المحددة فى رسالة وجهتها إلى وزير الخارجية الروسى. وهى تسمح بتهيئة الظروف لاستئناف مبادرة البحر الأسود".
وأضاف: "نعتبر أن مبادرة البحر الأسود ساهمت بقسط مهم فى أن تكون أسواق الأغذية مناسبة أكثر لحل مهام ضمان الأمن الغذائى، وأسفرت عن انخفاض الأسعار وهيأت الظروف لوصول المنتجات إلى أسواق الدول النامية".
وأكد: "نعتقد أنه سيكون من المهم للغاية استئنافها". وأشار إلى أن تلك المقترحات قد تكون أساسا لاستئناف صفقة الحبوب، مضيفا أنه يجب أن يكون ثابتا و"ألا يعمل بين أزمة وأخرى وبين توقف وآخر".
ولفت جوتيريش إلى أن المقترحات تضمنت كذلك "عددا من الحلول المحددة بشأن ما يثير القلق (لدى روسيا). وهى تسمح بضمان وصول الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية وبأسعار ملائمة".
وأعلنت روسيا استعدادها للعودة إلى صفقة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بعد تنفيذ الشروط الروسية، وخصوصا رفع القيود عن صادرات الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق الدولية.
وكان أعلن وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، استعداد بلاده لاستئناف اتفاق يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود؛ بمجرد اتخاذ إجراءات ملموسة لحل جميع المشكلات المتعلقة بالاتفاق.
بدوره، قال وزير الخارجية التركى، أن الاتفاق الذى توسطت فيه الأمم المتحدة وسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مهم للغاية، لكن روسيا لديها مطالب فيما يتعلق بتصدير منتجاتها حتى يتعافى اقتصادها.
ما هو اتفاق الحبوب؟
اتفاق الحبوب هو وثيقة تم التوقيع عليها عقب الحرب على أوكرانيا، فى 22 يوليو 2022، فى إسطنبول "بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وتضمنت تأمين صادرات الحبوب العالقة فى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) عبر ممر إنسانى فتحه الأسطول الروسى فى البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمى، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.
وتعود أهمية الاتفاق فى كونه يسمح للحبوب الاوكرانية فى التصدير للعالم، وتعد كييف واحدة من أكبر موردى الحبوب، حيث يعتمد عليها 400 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمى.
وانتهت صفقة الحبوب فى 18 يوليو، عندما أخطرت روسيا تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة باعتراضها على تمديدها، كما أشار الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، فى وقت سابق، إلى أن شروط الاتفاق مع روسيا لم يتم الوفاء بها على الرغم من جهود الأمم المتحدة، لأن الدول الغربية لن تفى بوعودها. وقلص ذلك خيارات التصدير المتاحة أمام أوكرانيا خاصة عبر الموانئ الصغيرة على نهر الدانوب وعبر حدودها البرية الغربية مع دول الاتحاد الأوروبى.
وطالبت روسيا بخمس مطالب فى إطار تنفيذ مذكرة روسيا - الأمم المتحدة الخاصة بصفقة الحبوب"، من بينها "إعادة ربط البنك الزراعى الروسى بنظام (سويفت)، وتوريد قطع غيار اللازمة للزراعة الروسية، وإلغاء حظر لوجستيات النقل والتأمين، وإعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا "تولياتى - أوديسا"، وإلغاء تجميد أصول الشركات الروسية.