الجمعة، 22 نوفمبر 2024 05:45 م

فتح قنوات استثمارية جديدة وخفض الطلب على الدولار.. دراسة ترصد مكاسب أساسية لمصر من الانضمام لـ"بريكس".. الدولة تستفيد من تكتل ينتج ثلث إنتاج العالم من الحبوب ويمتلك 4 تريليونات دولار احتياطى نقدى

فتح قنوات استثمارية جديدة وخفض الطلب على الدولار.. دراسة ترصد مكاسب أساسية لمصر من الانضمام لـ"بريكس".. الدولة تستفيد من تكتل ينتج ثلث إنتاج العالم من الحبوب ويمتلك 4 تريليونات دولار احتياطى نقدى
الإثنين، 11 سبتمبر 2023 11:09 ص
كتب أمين صالح

سلطت دراسة حديثة أعدها المرصد المصرى التابع للفكر والدراسات، الضوء على مكاسب مصر من قمة بريكس 2023 التى انعقدت الشهر الماضى بمدينة جوهانسبرج فى جنوب إفريقيا إذ تجنى الدولة عددا من المكاسب الهامة نتيجة انضمامها للتكتل.

 

وذكرت الباحثة أسماء فهمى التى أعدته الدراسة، أن من ضمن المكاسب التى تجنيها مصر أن الدول الأعضاء فى المجموعة دورًا متزايدًا فى التأثير على الاقتصاد العالمى، وبالتالى تشكيل استراتيجية اقتصادية جديدة متعددة الأقطاب يعد بمثابة مساعدة للاقتصاد المصرى، وبالتالى انضمام مصر للتجمع بمثابة تنوع الخيارات أمام القاهرة والتخفيف من تعرضها لأى شكل من أشكال الضغوط الاقتصادية.

 

لفتت الدراسة إلى خفض الطلب على الدولار حيث تعمل دول "بريكس" على تشكيل أنظمة دفع بديلة وإنشاء عملة رقمية مشتركة وعملة احتياطية للتجارة العالمية من المحتمل أن تكون مدعومة بالذهب؛ إذ تعمل على التطوير التدريجى لنظام مالى بعيدًا عن الدولار الأمريكى، والتوسع فى استخدام العملات المحلية فى التبادل التجارى، وبما يحقق التعاون المربح للجانبين، خاصة وأن مصر تعانى من أزمة دولار نتيجة الفجوة بين الطلب على العملة الصعبة والمعروض منها. وبالتالى سيخفف انخفاض الطلب على الدولار من حدة أزمة النقد الأجنبى ويقلل الفجوة التمويلية فى مصر.

 

ومن ضمن المكاسب أن انضمام مصر إلى المجموعة يعزز قدرة مصر فى دعم تنميتها المستدامة ومعالجة قضايا السيولة من خلال عضويتها فى بنك التنمية الجديد، خاصة وأن دول المجموعة تتمتع بإجمالى احتياطيات من النقد الأجنبى 4 تريليونات دولار أمريكى، وبالتالى تستطيع مصر تنويع مصادر تمويلها بإجراءات وشروط ميسرة بوصفه بديلًا اقتصاديًا مهمًا فى مواجهة الشروط المشددة لمؤسسات الإقراض الأخرى كالبنك وصندوق النقد الدوليين، وسيعمل البنك على دعم الدول الأعضاء من خلال ترتيب احتياطى الطوارئ، وهو إطار لتوفير سيولة إضافية ومزايا أخرى لدول "بريكس" لمواجهة الأزمات الاقتصادية.

 

فى سياق متصل يأتى القرار فى إطار تعزيز دور مصر فى العالم وأفريقيا حيث سيؤدى انضمام مصر إلى تعزيز دورها المهم والمؤثر فى أفريقيا، من خلال الاتفاقيات التجارية فيما بينها، وستتمكن من الاستفادة من الاتفاقيات التجارية مثل السوق المشتركة للجنوب (ميركوسور)، لتصبح مركزًا يربط أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

 

كما ضمنت المكاسب،زيادة التبادل التجارى بين مصر والمجموعة، فى عام 2022، ارتفعت صادرات مصر لدول مجموعة "بريكس" بنسبة 5.3% لتصل إلى 4.9 مليارات دولار مقارنة ب 4.6 مليارات دولار. وبحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن قيمة التبادل التجارى بين الطرفين بلغت 31.2 مليار دولار عام 2022، بزيادة سنوية 10.5% من 28.30 مليار دولار، فى المقابل بلغت الواردات المصرية من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا 26.4 مليار دولار العام الماضى، بارتفاع 11.5% من 23.6 مليار دولار فى 2021، واحتلت السوق الهندية الوجهة الأولى للسلع المصرية ضمن المجموعة عام 2022 بقيمة 1.9 مليار دولار، تليها الصين بقيمة 1.8 مليار دولار، وروسيا بقيمة 595.1 مليون دولار، وبالتالى ستعزز عضوية مصر فى المجموعة من حجم التبادل التجارى بين الطرفين.

 

وفتح انضمام مصر للبريكس قنوات استثمارية جديدة إذ تشير التوقعات إلى مزيد من الاستثمارات البينية ووضع دول كالهند على سبيل المثال على خريطة الاستثمار المصرية. وبشكل عام بلغت استثمارات دول مجموعة البريكس فى مصر 891.2 مليون دولار خلال العام المالى 2021/2022، بزيادة عن العام السابق عليه والتى بلغت فيه 610.9 ملايين دولار، لترتفع بذلك نسبة استثمارات المجموعة فى مصر بنحو 45.90%، وجاءت الصين فى المركز الأول ضمن المجموعة من حيث حجم الاستثمارات فى مصر بـ 369.4 مليون دولار، تليها الهند بـ 266.1 مليون دولار، وجنوب أفريقيا بـ 220.3 مليون دولار.

 

يأتى هذا فى الوقت الذى يتم فيه تأمين السلع الاستراتيجية، تنتج دول البريكس ثلث إنتاج العالم من الحبوب، وأجرت مصر وروسيا والهند مناقشات فى السابق فيما يتعلق بتداول القمح والأرز، إلى جانب سلع استراتيجية أخرى، بالجنيه المصرى والروبل والروبية. ومن خلال الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، يمكن أن تؤتى هذه المحادثات ثمارها.


الأكثر قراءة



print