أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، وفى الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة، من أن يقف العالم متفرجًا، على أزمة إنسانية كارثية، يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطينى، فى قطاع غزة، يُفرَض عليهم عقاب جماعى، وحصار وتجويع، وضغوط عنيفة للتهجير القسرى، فى ممارسات نبذها العالم المتحضر.. الذى ابرم الاتفاقيات، وأَسَسَّ القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، لتجريمها، ومنع تكرارها، مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطينى والمدنيين الأبرياء.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى
أمام قمة القاهرة للسلام.
وأضاف الرئيس السيسى:"دعونى أتساءل بصراحة:أين قيم الحضارة الإنسانية.. التى شيدناها على امتداد الألفيات والقرون؟.. أين المساواة بين أرواح البشر، دون تمييز أو تفرقة.. أو معايير مزدوجة؟"
وقال الرئيس السيسى أن مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت فى جهود مضنية، آناء الليل وأطراف النهار، لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، إلى المحاصرين فى غزة، لم تغلق معبر رفح البرى فى أى لحظة.. إلا أن القصف الإسرائيلى المتكرر لجانبه الفلسطينى، حال دون عمله مضيفًا:"وفى هذه الظروف الميدانية القاسية، اتفقت مع الرئيس الأمريكى على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشرافٍ وتنسيق مع الأمم المتحدة، ووكالة "الأونروا"، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.. وأن يتم توزيع المساعدات، بإشراف الأمم المتحدة، على السكان، فى قطاع غزة".
وكان الرئيس السيسى استهل كلمته بقوله:"نلتقى اليوم بالقاهرة، فى أوقاتٍ صعبة.. تمتحن إنسانيتنا، قبل مصالحنا.. تختبر عمق إيماننا، بقيمة الإنسان، وحقه فى الحياة.. وتضع المبادئ، التى ندعى أننا نعتنقها، فى موضع التساؤل والفحص.وأقول لكم بصراحة.. أن شعوب العالم كله، وليس فقط شعوب المنطقة.. تترقب بعيون متسعة.. مواقفنا فى هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، اتصالًا بالتصعيد العسكرى الحالى، منذ السابع من أكتوبر الجارى، فى إسرائيل والأرض الفلسطينية".
وشدد الرئيس السيسى، على أن العالم لا يجب أن يقبل، استخدام الضغط الإنسانى، للإجبار على التهجير.. وقد أكدت مصر، وتجدد التشديد، على الرفض التام، للتهجير القسرى للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء.. إذ أن ذلك، ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.. وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة.. وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطينى، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار فى العالم، على مدار 75 عامًا، هى عمر القضية الفلسطينية، مضيفًا:"ويخطئ فى فهم طبيعة الشعب الفلسطينى، من يظن، أن هذا الشعب الأبى الصامد، راغب فى مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض، تحت الاحتلال، أو القصف".