منذ اللحظات الأولى لاندلاع جرائم الإبادة الجماعية التى يرتكبها الكيان الصهيونى ضد المدنيين فى غزة، أعلنت نقابة الأطباء استعدادها لتقديم كل سبل الدعم المعنوى والمادى والاغاثى والبشرى للشعب الفلسطينى، فضلا عن فتحها باب التطوع بين أعضائها لعلاج المصابين وتلقيها تبرعات عن طريق حسابات مختلفة فى البنوك لدعم فلسطين، ولم يتوقف الأمر عند النقابة العامة بل امتدت لتشمل نقابة أطباء القاهرة والتى أعلنت إطلاق مبادرة لتوثيق جرائم الكيان الصهيونى فى حق أطفال والمدنيين فى غزة.
قال الدكتور خالد أمين، الأمين المساعد لنقابة الأطباء، مقرر لجنة مصر العطاء، -أحد لجان النقابة- أن اللجنة خصصت بشكل مبدئى 2 مليون جنيه لصالح شراء الأدوية والمواد الإغاثية، بخلاف التكفل بتكاليف إعاشة الأطباء المتطوعين فى حال بدء الاستعانة بهم، لافتا إلى استعداد اللجنة إلى تحمل تكاليف علاج المصابين بالمستشفيات المصرية، وذلك بالتزامن مع استمرار تدريب الأطباء المتطوعين لصالح علاج المصابين والمرضى، والبالغ عددهم أكثر من 2000 طبيب، وأوضح أمين، فى تصريحات خاصة لليوم السابع،: أنه جارى الإعداد لسفر مجموعة من الأطباء المتطوعين وممثلين عن النقابة للمستشفيات المصرية فى سيناء والعريش لدعم الأطقم الطبية الموجودة، ومن المقرر أن يضم الفريق الطبى متخصصين فى تقديم الدعم النفسى والاستشارات النفسية لأهالى المصابين.
كما حذر نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبد الحى، من خروج المستشفيات الفلسطينية بقطاع غزة عن الخدمة، وتوقفها عن العمل الواحدة تلو الأخرى، نتيجة الحصار المطبق، المفروض على القطاع من قوات الاحتلال الإسرائيلى، ومنعه دخول الوقود والمستلزمات الطبية إليها، معتبرا أن ما يقوم به الكيان الصهيونى هو جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك واضح لكل المواثيق والأعراف القانونية والإنسانية.
ولفت إلى أن الكيان الصهيونى لم يكتف باستهداف الأطقم الطبية، وقصفه المتعمد للمستشفيات، والمنشآت المدنية فى قطاع غزة وقتل النساء والأطفال الأبرياء، فى مجازر وحشية، كان آخرها مجزرة مخيم جباليا التى راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد، وعشرات المصابين والجرحى، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان فى السابع من أكتوبر الجارى إلى 9 آلاف شهيد بينهم أكثر من 3600 طفل، بالإضافة إلى 30 ألف مصاب، بل يسعى الآن لارتكاب أبشع مجزرة فى التاريخ، بقطعه امدادات الوقود والمستلزمات الطبية عن مستشفيات قطاع غزة، لتنذر بكارثة إنسانية ستكون وصمة عار فى جبين العالم كله وحكوماته.
واستنكر عبد الحى، الصمت المطبق الذى أصاب المجتمع الدولى وغضه الطرف عن جرائم إبادة جماعية يرتكبها الاحتلال الصهيونى ضد المدنيين فى غزة يوميا، وسعيه لتحويل مستشفياتها إلى مقابر جماعية لمن فيها، بلا رادع ولا رقيب، مخاطبا الضمير الإنسانى العالمى ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الصحية العالمية وحكومات الدول العربية وكافة دول العالم، بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة المدنيين الأبرياء فى قطاع غزة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والأدوية والأطقم الطبية، والوقود لمستشفيات القطاع المحاصر، مؤكدا استعداد النقابة لتقديم كافة أشكال الدعم لمستشفيات غزة من أطقم طبية ومستلزمات طبية وأدوية لعلاج الجرحى الفلسطينيين، حال تأمين دخولهم إلى القطاع.
من ناحيتها أعلنت الدكتورة شيرين غالب نقيب أطباء القاهرة، رئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بكلية طب قصر العينى، إطلاق مبادرة توثيق لرصد جرائم الإبادة الجماعية التى ينفذها جيش الاحتلال الاسرائيلى ضد المدنيين فى قطاع غزة، باستخدام القنابل والأسلحة المحرمة دوليا تمهيدا لملاحقة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية، لافته إلى أن تقارير الطب الشرعى ستُمكن ذوى الشهداء والجرحى من ملاحقة المتورطين فى حرب الإبادة الجماعية جنائياً ومطالبة إسرائيل بتعويضات توازى حجم ما خلفته من قتل ودمار، وطالبت الطواقم الطبية والمسعفين وأهالى الجرحى والشهداء، لاستخدام تقنيات الفيديو والتصوير الدقيق لمواضع الجروح التى يخلفها القصف، فى جسد الجرحى والشهداء، لما لها من دلالات خطيرة.
قالت شيرين، فى تصريحات، إنه تم تشكيل فريق متطوع من أساتذة وخبراء الطب الشرعى فى مصر، لرصد ومناظرة مقاطع الفيديو والصور الموثقة لجرائم الاحتلال وإعداد تقارير علمية موثقة، لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية، وكل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مؤكدة أن المبادرة دائمة ولن تتوقف خاصة أن جرائم الكيان الصهيونى لا تسقط مع مرور الزمن ولا تتوقف.
وأوضحت أن قنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليا، حارقة وبعيدة المدى، تقتل كل كائن حى فى دائرة قطرها 150 مترا، وتسبب حروقا كيميائية، تتفاعل مع الأكسجين، ويؤدى استنشاق الغاز الناتج عن القنبلة لذوبان القصبة الهوائية والرئتين، كما تذوب فى دهون الإنسان حتى تصل إلى العظام، وعند وصولها للدم تؤدى إلى فشل فى أجهزة الجسم، وحتى بعد رفع غيار الجروح البسيطة تعاود الاشتعال مرة أخرى عند تفاعلها مع الأكسجين، وتؤدى إلى العجز والعاهات المستديمة بخلاف الضرر النفسى والضرر الاجتماعى الواقع على الضحايا وأسرهم.
وأضافت نقيب أطباء القاهرة،: كما أن استخدام غاز الأعصاب أدى إلى تسجيل إحداث إصابات بتشنجات وشلل وقتى، ومن جانبنا قد تواصلنا مع الهلال الأحمر للتأكيد على استعدادنا على شراء وتوفير أكثر من 1000 صندوق من واقى الـ "فيس تشيلد" لصالح أهالى غزة، حيث أنه أفضل وسائل مواجهة تأثيرات الوسائل المحرمة دوليا التى يعتمد الاحتلال عليها، قائلة: مستمرون فى العمل بالمبادرة حتى نصل إلى أدلة قاطعة عن جرائم الكيان الصهيونى، ويتم محاسبتهم كمجرمين حرب، أمام المحكمة الجنائية الدولية.