يعتبر حصول مصر على الشهادة الذهبية فى القضاء على فيروس سى، من قبل منظمة الصحة العالمية، وثيقة جديدة فى تاريخ مصر المشرف، كأول دولة فى العالم تحصل على الشهادة الذهبية بعد تحقيقها الرقم القياسى فأصبحت نموذجا يحتذى به.
لم يكن ذلك ليتم إلا بإرادة وعزيمة قوية من الأطقم الطبية فى القضاء على الفيروس، حيث قوبلت المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل 2018 بمكافحة فيروس سى والقضاء عليه وعلاج المصريين بالمجان، بتأهب كبير من آلاف العاملين بالقطاع الصحى.
كانت وحدة مكافحة الفيروسات الكبدية داخل مستشفى الأحرار التعليمى، شاهدة على قصص إنسانية لحالات حصلت على شهادة الشفاء المعتمدة والموثقة من قبل الحملة القومية لمكافحة الفيروسات.
قال الدكتور أيمن زكى، استشارى ورئيس وحدة الفيروسات الكبدية بمستشفى الأحرار التعليمى: إن وحدة علاج الفيروسات الكبدية بمستشفى الأحرار هى إحدى الوحدات التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وكان لها دور رائد فى علاج ومكافحة فيروس سى، وتم تتويج جهود كل الفرق الطبيبة بالجمهورية، بحصول مصر على الميدالية الذهبية فى القضاء على فيروس سى وإعلانها خالية منه.
وأضاف «زكى»: إن وحدة الفيروسات الكبدية بمستشفى الأحرار التعليمية، تم إنشاؤها منذ عام 2008 وشهدت الوحدة مراحل متطورة، من أول علاج الانترفيرون بالحقن، وكانت الوحدة من أوائل الوحدات التى شاركت وعالجت بهذا العقار، وكان مكلفا فى بدايته وله موانع كثيرة، وكانت مدة العلاج تتطلب سنة، يتلقى المريض فيها 48 حقنة فكانت مشقة على المريض، وفى عام 2016، تم توفير العلاج بالسوفالدى، إلى أن بدأت مرحلة جديدة فى علاج فيروس سى، ولم يوجد له عوائق ولا محاذير مثل الانترفيرون، فبدأنا أولا بالعلاج المستورد، ثم بدأت الشركات المصرية توفر الدواء.
وخلال الأيام الأولى للمبادرة، كان يتردد على الوحدة أعداد بالمئات، وتولدت الإرادة لدى الجميع فى القضاء على الفيروس.
وأكد: تم علاج ما يقرب من 20 ألف مريض داخل الوحدة بنسبة نجاح 98 %، وحتى الآن نستقبل مرضى فيروس سى للعلاج خاصة الشريحة التى تخلفت عن تلقى العلاج أثناء المبادرة، سواء من السيدات اللاتى كن حوامل فى تلك الفترة، أو ممن لديهن ظروف صحية، أو من المصريين خارج القطر وعادوا للوطن، فى عام 2019 كنا نستقبل فى اليوم 700 حالة، وحاليا نستقبل فى الشهر 70 حالة، وهذا يبين مدى النجاح الذى حققته مصر فى القضاء على فيروس سى، مناشدا المرضى الذين حصلوا على علاج فيروس سى، وكان عندهم نسبة من التليف، البدء فى برنامج متابعة أمراض الكبد لتلافى ظهور هذا المرض السيئ، واكتشاف المرض من خلال برنامج متابعة التليف، وتحديد العلاج فى المراحل الأولى لكى نستطيع تقديم علاج يتمم الشفاء، على عكس المراحل المتأخرة، وإن كانت العقارات العالمية الموجودة فى هذا المجال متوفرة داخل الوحدة ونتائجها ممتازة خلال الفترة الماضية. وأردف رئيس وحدة مكافحة الفيروسات الكبدية: إن أهم المعوقات التى كانت تقابل المريض، عدم قدرته على العمل خارج القطر، وبعض المؤسسات داخل مصر كانت تشترط أن يعالج من الفيروس أولا قبل العمل، وهنا اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، قامت بدور كبير جدا فى إصدار ما يسمى «شهادة الشفاء» لمرضى فيروس سى خاصة، ليستفيد بها الشباب المقبلون على الحياة العملية داخل مصر، والدولة حاولت خلال الفترة الماضية اعتماد شهادة الشفاء من فيرس سى، بحيث تكون معتمدة فى كل الأقطار العربية وغير العربية للتسهيل على الشباب الراغبين فى السفر للعمل بالخارج.
وأوضح «زكى» أن فيروس سى، قبل عام 2008، لم يكتشف له حل شاف، وكان من الأمراض التى يحاول بعض الدجالين استخدام أدوات وأراء غير صحيحة ومنطقية لعلاجه، وفى عام 2008 أصبح علاج الفيروس عن طريق الانترفيرون، وأصبح يعطى نتائج مقبولة إلى أن ظهر العلاج بالسوفالدى فى عامى 2014 - 2015، ووجدنا نتائج جيدة جدا فى علاجه مدته ما بين 3 إلى 6 أشهر، وبنسبة شفاء 98 %، وكانت مرحلة قوية ومهمة فى علاج الفيروس إلى أن تم إطلاق المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، فى عام 2019 أصبح علاج الفيروس موجودا ومتوفرا لكل المرضى والشرائح المتعددة من الناس، سواء مرضى مصابين بتليف أو غير مصابين، وذلك فتح بارقة أمل لمرضى كثيرين قد يئسوا من الشفاء من فيروس سى، أو يجدون فى الفيرس خطرا يهدد حياتهم ويصيبهم بالاكتئاب، وبعد العلاج أصبح عندهم أمل فى الحياة من جديد.
التقى «اليوم السابع» بعدد من الحالات التى تعافت تماما من الفيروس، وحضرت إلى وحدة مكافحة الفيروسات الكبدية للحصول على ما يسمى بـ«شهادة الشفاء» فيقول إبراهيم محمد، 22 سنة، من أبناء مركز الزقازيق: منذ 3 سنوات شعرت بألم شديد بالصدر، وبعد رحلة فحوصات تبين إصابتى بفيروس سى، وتوجهت إلى وحدة علاج الفيروسات الكبدية بمستشفى الأحرار، وتم إجراء قرار وزارى لتلقى العلاج على نفقة الدولة، وبعد تناول العلاج داخل الوحدة تحت إشراف طبى على مدار 3 أشهر، وحسن معاملة من القائمين على الوحدة، تم إجراء آخر فحوصات، وتبين شفائى تماما من الفيروس، وحضرت لوحدة الفيروسات داخل مستشفى الأحرار للحصول على شهادة الشفاء لرغبتى فى السفر للعمل خارج مصر، وأنصح كل شاب يجرى فحوصات مستمرة للاطمئنان على صحته لكى يستطيع الحصول على العلاج فى بداية أى مرض يصاب به ويتعافى منه.
وتقول وفاء محمد، سيدة فى منتصف الأربعينيات: إنها تعرضت منذ عدة سنوات لإجراء عملية جراحية، وأثناء إجراء التحاليل أخبرها الفريق الطبى بإصابتها بفيروس سى وعليها التوجه لمركز الفيروسات بمستشفى الأحرار للعلاج منه، وبعد رحلة علاج لمدة 3 أشهر تعافت تماما من الفيروس، وحضرت للحصول على شهادة الشفاء المعتمدة من اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات بالوحدة، لتثبت أنها تعافت تماما من الفيروس، مشيدة بدور الدولة فى القضاء على الفيروس، وأنها تلقت العلاج بالمجان على مدار الجرعات الثلاث، وأن ظروفها الاقتصادية حالت دون إجراء الفحوصات وشراء العلاج من الخارج، ولكن المبادرة كانت بارقة أمل لها فى العلاج والتعافى من الفيروس تماما.
وتابعت المهندسة أمانى محمد، 35 سنة، مقيمة بمركز الزقازيق: إنها أصيبت منذ عدة سنوات بفيروس سى، عندما كانت فى بداية الحمل وانتظرت 3 سنوات لانتهاء فترة الحمل والرضاعة، وتوجهت لتلقى العلاج داخل وحدة مكافحة الفيروسات بمستشفى الأحرار التعليمى، وتم إجراء التحاليل مجانا داخل الوحدة، وقيمتها المادية خارج الوحدة 1500 جنيه، وبعد إنهاء إجراءات القرار الوزارى، حصلت على الجرعات على مدار 3 أشهر وتعافت من الفيروس، وتقدمت بطلب للحصول على شهادة الشفاء، التى تثبت شفائى تماما من الفيروس، فى حالة رغبتى فى البحث عن فرصة عمل.
ومن جانبه، قال الدكتور هشام مسعود: عند إطلاق الرئيس المبادرة تأهبت الفرق الطبية بالشرقية، وأثبتت أن لديها من الإرادة والإصرار ما يجعلها فى الصفوف الأولى، مؤكدا أنه جرى المسح الطبى لـ3 ملايين و777 ألف مواطن، منذ انطلاق المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، وحتى الآن ما زالت مراكز المديرية مفتوحة أمام أى حالة مصابة أو ترغب فى إجراء الفحوصات الطبيبة للكشف عن الفيروس، منوها إلى أن إجمالى المستهدف للمبادرة بمحافظة الشرقية 4 ملايين و259 ألفا و931 حالة، وتبين إيجابية 67 ألف حالة وإصابتهم بفيروس سى، وجرى صرف العلاج اللازم لهم، وتلقيهم الجرعات الثلاث على مراحل، وقبل إطلاق المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة كانت توجد معاناة فى توفير ماكينات داخل وحدات الغسيل الكلوى للمرضى المصابين بفيروس سى، على عكس الوضع حاليا.