تدخل الهدنة الإنسانية بين حماس وإسرائيل ظهر غد الخميس، وسيتم تفعيلها لمدة 4 أيام، وذلك بجهود مصرية وقطرية وأمريكية مكثفة مع الجانب الفلسطيني خلال الأسابيع الماضية، وكشف الباحث الفلسطيني إبراهيم سمحان الباحث المتخصص في الشأن الفلسطيني تفاصيل تسليم وتسلم الأسرى بين حماس والجانب الإسرائيلي عقب دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ ظهر غد الخميس، مشيرا إلى أن حماس ستنقل عبر الوسطاء وعلى الأرجح الجانب المصري أسماء 12 أو 15 أسيرا إسرائيليا ليتم نقلهم إلى الجانب الإسرائيلي.
وأوضح الباحث الفلسطيني في تصريحات خاصة، أنه خلال فترة الهدنة المقررة بأربع أيام سيتم نقل أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم قبلها بيوم واحد، مشيرا إلى أن المفرج عنهم سينقلون إلى الجانب المصري الذي سيكون له دور فاعل في الصفقة.
وكشف الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي عن أسر حماس حوالي 30 قاصرا و13 أما داخل قطاع غزة، وسيتم اكمال الخمسين أسير من كبار السن، موضحا أن إسرائيل اشترطت ألا يتم الفصل بين الأمهات وأبناؤهم، مشيرا إلى أن تل أبيب طالبت بأن يكون المفرج عنهم إسرائيليون مدنيون.
وأشار إلى أن بنود الاتفاق تنص على إطلاق سراح إسرائيلي مقابل 3 فلسطينيين، موضحا أنه في حال تمكنت حركة حماس من حصر أسماء أخرى وتسليمها سيتم الاتفاق على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بحيث يكون مجموع المفرج عنها 300 أسير فلسطيني مع تمديد الهدنة الإنسانية لأيام.
ولفت إلى أن الواضح عدم وجود بعض الأمهات والأطفال بحوزة حركة حماس وستعمل الحركة خلال الهدنة على البحث عنهم وإحضارهم، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن مرحلة أولى لإبرام صفقة التبادل ظهر يوم غد الخميس، مشيرا لوجود بعض الرعايا الأجانب المحتجزين لدى حماس وتطالب أسرهم بالإفراج عنهم.
وأوضح الباحث الفلسطيني أن الاتهامات الموجهة للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال وجهت لهم تهم منها القتل، إلقاء الحجارة، إلقاء العبوات الحارقة، أو بالعضوية في منظمات فلسطينية، تصنيع أسلحة، وغيرها من الاتهامات، لافتا إلى أن المفرج عنهم 221 من الضفة الغربية، 74 من مدينة القدس، 5 من قطاع غزة.
ولفت إلى أن عدد المنتمين لحركة حماس 47 مقابل 62 ينتمون لحركة فتح وعدد من المنضمين لحركتي الجهاد والجبهة الشعبية وعدد من المستقلين، مؤكدا أن أبرز الأسيرات اللائي سيتم تحريرهن الأسيرة إسراء الجعابيص.
وحصل "اليوم السابع" على القائمة الكاملة لأسماء النساء والأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي المدرجين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
وتشمل القائمة التي نشرها الجانب الإسرائيلي وترجمها متخصصين في الشأن الإسرائيلي عدد أسماء 300 طفل وسيدة فلسطينية محتجزين في سجون الاحتلال بتهم مختلفة، منهم منتمين لحركتي فتح وحماس والجبهة الشعبية وكذلك مستقلين لا ينتمون لأي تنظيم.
ونجحت الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربع أيام قابلة للتمديد، وذلك بعد اتصالات وتحركات مكثفة جرت خلال الأسابيع الماضية من أجل خفض التصعيد وإدخال الجانب المصري للمساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة.
يعد الاتفاق الذى جرى التوصل إليه بداية حقيقية في خطوات وجهود خفض التصعيد الجاري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وقد يدفع جميع الأطراف للوصول بأن يتبعه هدن إنسانية وصفقات أخرى لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وعملت الجهود الأمريكية والمصرية والقطرية على مدى أكثر من أسبوعين للتوصل لهذا الاتفاق والصفقة، حيث جرت جولات مكوكية من المباحثات والاجتماعات شهدتها القاهرة سواء مع مسئولين إسرائيليين أو قيادة حركة حماس بتنسيق كامل مع الطرف الأمريكي بهدف تذليل كافة العقبات أمام إتمام اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى.
وتمتلك مصر تراكم كبير وخبرات واسعة في ملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، وانحيازها الكامل للحق الفلسطيني لم يمنع أن يراها الجميع وسيط نزيه وموثوق فيه، ويمثل الاتفاق أول انفراجة حقيقية في الصراع القائم في قطاع غزة وسيشجع كافة الأطراف الإقليمية والدولية على دعم هذا المسار لوقف كامل لإطلاق النار، وهو التحرك الذي تحركت مصر لتفعيله منذ الأيام الأولى للعدوان وتمثلت في التحركات السياسية والدبلوماسية واحتضان قمة القاهرة للسلام.
ويعد الجزء الأكبر في أهمية اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى، هو أنه سيسمح بنفاذ كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة مناطق قطاع غزة بما فيها شمال القطاع والذي كانت ترفض إسرائيل وصول أي مساعدات له، وسيخفف كثيرا من معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن ظلوا في الشمال ورفضوا النزوح للجنوب.
الاتفاق يتضمن تدفق السولار والغاز إلى كافة مناطق قطاع غزة، ويعد هذا تقدم ملموس خاصة وأن إسرائيل كانت ترفض خلال الأيام الماضية وصول شاحنات الوقود لشمال القطاع اللازم لتشغيل المخابز ومحطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه والمستشفيات وكل القطاعات المدنية، بجانب تغطية كافة احتياجات المنظمات الأممية كالأونروا.
وبذلت مصر جهود سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة خلال الأسابيع الماضية لمنع تفاقم الصراع والقيام بدور الوساطة للتوصل لاتفاق هدنة وصفقة تبادل أسرى تهدف مصر من خلالها أن تسهم في خفض حدة التصعيد يعقبها هدن أخرى ثم وقف دائم لإطلاق النار، ولعبت القاهرة دورا رئيسيا ومحوريا خلال الحروب السابقة على غزة في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية.
وتنسق مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية والتعاون بمشاركة قطر لإنجاح هذه الصفقة التي يعد الجانب الأمريكي هو الضامن لها كونه يمتلك أدوات الضغط اللازمة على الجانب الإسرائيلي للالتزام ببنود الاتفاق التي جرى الاتفاق عليها.