فى قلب مقر البرلمان العربى بالقاهرة، وخلال ما يقرب من عشرين دقيقة، كان لنا حوار خاص مع عادل العسومى رئيس البرلمان العربى، تزامن مع عقد البرلمان العربى مؤتمرا صحفيا مهما، تحدث فيه عن مستجدات تحركاته بالتنسيق مع مجلس النواب المصرى، تجاه التصعيد المستمر داخل قطاع غزة، وارتفاع وتيرة الأحداث بالقطاع، ليعلن تقديم شكوى باسم الشعب العربى للمحكمة الجنائية الدولية ضد الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وسبل التنسيق بين البرلمان العربى وكل المحافل البرلمانية على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، لملاحقة الاحتلال الإسرائيلى.. مما فتح العديد من التساؤلات لرئيس البرلمان العربى حول مستقبل هذه التحركات، وإلى أين ستصل.
تحدثنا أيضا عن ملف حقوق الإنسان، والمحاولات المستمرة لاستخدامه كورقة ضغط:
المنطقة العربية تمر الآن بحالة من عدم الاستقرار، وفى هذه اللحظة يستمر الاحتلال الإسرائيلى فى جرائمه بحق الشعب الفلسطينى.. حدثنا عن الدور الذى لعبه البرلمان العربى فى هذا الشأن؟
فى البداية، نحن كبرلمان عربى، نقوم بدورنا فى نصرة الإخوة الفلسطينيين، خاصة أن الأمور متلاحقة والاستهداف والضحايا متزايدون يوما بعد يوم، وبالطبع نحن ننسق مع الجميع، خاصة مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصرى.
والبرلمان العربى خاطب نحو 75 برلمانا محليا وإقليميا ودوليا لكى نشكل رأى عام ضاغطا لكى نشجع ونحث المنظمات الدولية للقيام بدورها، فى حماية ليس فقط الفلسطينيون، ولكن حماية القانون الدولى وحماية الإنسانية.
ما يتعرض له الفلسطينيون الآن، للأسف يشكل آلية حرب جديدة لا تراعى القوانين الدولية ولا تراعى الإنسانية أو أى شىء، فالاستهداف مفتوح وأكثر ضحاياه نحو 75 % أطفال ونساء وشيوخ، وأكثر من 99 % مدنيين. وتم للأسف تحويل الممرات الآمنة، لممرات قاتلة فى استهداف واضح ومجرم دوليا، والبرلمان العربى أعد ملفا كاملا للانتهاكات الإسرائيلية، وسيتم تقديمها باسم الشعب العربى، من خلال الصلاحيات المنوطة لنا وفقا للائحة البرلمان العربى، للمحكمة الجنائية الدولية.
ما الخطوات التى سيتخذها البرلمان، عقب تقديم الشكوى للمحكمة الجنائية الدولية؟
سنستمر فى التواصل مع الجميع، وتشكيل رأى عام دولى ضاغط ليس فقط على قوات الاحتلال، وإنما ضاغط على الداعمين لهم خاصة من الدول الكبرى، خاصة أن هناك بعض الدول الآن التى كانت القضية الفلسطينية بالنسبة لها ليس لها قوة، ولكنها الآن أصبحت حاضرة، ورافضة لاستهداف الفلسطينيين، وهذا يعنى أن مستجدات القضية ومشهد العدوان غيّر فى مواقف بعض الدول الداعمة للعدوان، إضافة إلى أن الأمر الإيجابى الآن، أن الرأى العام مسمع داخل إسرائيل نفسها، من جانب بعض من لديهم بعض الإنسانية.
كيف ترى الدور المصرى منذ بداية الأزمة ورفضه القاطع لتصفية القضية والتهجير القسرى للفلسطينيين لحماية الأمن القومى العربى ودعم الاستقرار فى المنطقة؟
نحن ندعم مصر والأردن فى التصدى لمحاولات التهجير القسرى للفلسطينيين، وبلا شك الجميع يعلم أن الفلسطينيين يستشهدون فى بلدهم، ولا يتركونها.
لكن هذا الطموح ما زال موجودا، وعلى الرغم من النفى الإسرائيلى، لكن الشواهد والتحركات والآليات تؤكد أن هناك خطة تهجير للإخوة الفلسطينيين، وهذه الخطة لن ترى النور، والموقف العربى كاملا 22 دولة عربية ترفض هذه الخطة.
ونحن نحيى جهود وموقف مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، هذه الجهود التى نجحت فى دخول المساعدات بالشكل الجيد.. والموقف المصرى واضح وندعم هذا الموقف، ومصر دولة كبيرة لها ثقل، والموقف المصرى يشكل الدول العربية، ويساعد الدول العربية، ومصر لن تقبل التهجير، سواء على حدودها أو حدود أى دولة عربية، مصر ترفض التهجير من حيث المبدأ.. الفلسطينيون أصحاب حق وأصحاب أرض، كيف لمحتل أن يهجرهم، هذا مخالف للنظام الدولى، ومخالف لكل شىء.
نحن نرى أن الإنسانية تغتال، والقانون الدولى ينتهى، والمنظمات الدولية أصبحت عاجزة، وأصبحت هناك شواهد أن هذه القوانين لا تحقق الأمن العالمى، وهو شىء مؤسف.
هل تتوقع أن يكون هناك صدى لكل التحركات التى يقوم بها البرلمان العربى، خاصة أن بعض دول العالم تتغاضى عما يحدث من جرائم الاحتلال بقطاع غزة؟.. وما هى الخطوة التالية حال حدوث نفس السيناريو؟
هناك مواقف دولية واضحة مشجعة وإيجابية، ولكن بعض الدول تتغاضى عما يحدث، وللأسف هذا ليس فى صالحها، لأنها تنهى دورها كقوى دولية كانت ميزان التوازن والقوة والتحكم فى العالم، وهذا الميزان اختل، قد يكون انتهى، لأنهم فقدوا الحيادية، حتى الحيادية الشكلية أصبحت غير موجودة، بل أصبح هناك دعم واضح للعدوان الإسرائيلى.
تطرقت فى إجابتك لانتهاك حقوق الإنسان فى فلسطين، وسط صمت عالمى ودولى، وعلى الرغم من ذلك ما زالت بعض الدول تستخدم هذا الملف للتدخل فى الشؤون الداخلية لدول المنطقة.. ما تعليقك وكيف يتدخل البرلمان العربى لتصحيح هذه المغالطات؟
مفاهيم حقوق الإنسان واضحة، ولكن استخدامها وتفعيلها خاطئ، وأصبحت هذه الدول غير جديرة بالتحدث عن ملف حقوق الإنسان على جميع المستويات وليس للدول العربية فقط، هذه الدول بعدت عن حقوق الإنسان وأصبحت لا تستطيع التحدث فيه مستقبلا، والمرصد العربى والبرلمان العربى مستمران فى كشف هذه المواقف، ما يكشف للعالم زيف ادعاءاتهم، وأنه ملف مسيس تم استخدامه لابتزاز الدول العربية، سواء كمواقف، أو للحصول على مكتسبات معينة، وما يحدث فى فلسطين، وضع ملف حقوق الانسان على «الرف»، وهذه الدول غير جديرة للحديث عن حقوق الإنسان، وإنها كانت تستخدمه للمساومة.
حرص البرلمان العربى على زيادة وتيرة التعاون والتنسيق مع مجلسى الشيوخ والنواب.. دعنا نتحدث عن أهم سبل هذا التعاون؟
البرلمان العربى مستمر فى التنسيق والتواصل مع مجلسى النواب والشيوخ، ونحن فى حالة انعقاد دائم ومتواصلون بشكل يومى، ومواقفنا موحدة وثابتة فى دعم الإخوة الفلسطينيين، بتقديم شكوى للمحكمة الجنائية الدولية، بالتعاون والتواصل مع الفلسطينيين.