شهدت فعاليات اليوم الثانى لقمة المناخ cop28، المنعقدة في دبى ، لمناقشة وبحث وصياغة الحلول المتعلقة بقضايا التغير المناخى والتمويلات المرتبطة بها، تفعيلا للقرارات التي أثمرت عنها النسخة السابعة والعشرين COP27 في شرم الشيخ نوفمبر الماضى، من بينها" صندوق الخسائر والأضرار"، الذى يتيح المجال لدعم دول الجنوب، وتعويض الدول الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ خاصة وأن الدول الفقيرة هي التي تقع في الخطوط الأمامية ويقع على عاتقها مواجهة أخطار تغير المناخ.
وخلال كلمته أمام مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP28، شدد الرئيس السيسى على ضرورة تكاتف المجتمع الدولى لمواجهة تغير المناخ، وأضاف إننا نتعامل مع كوارث مناخية تفوق قدرة كثير من الدول .
وأكد أن نجاح الجهود يرتكن إلى توافر التمويل المناسب سواء من حيث أدواته وألياته أو مصادره ، اننا نؤمن بأن تحقيق الأهداف أمر ممكن إذا عملنا معا بروح التعاون والمشاركة، ولذلك ندعو المجتمع الدولى إلى اتخاذ خطوات أكثر طموحا في مؤتمر دبى إضافة إلى توسيع نطاق المشاركة المجتمعية مع تفادى الأفعال الأحادية.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدولة المصرية حرصت خلال قمة المناخ "كوب 27" فى شرم الشيخ على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار المناخية.
مشاركة مصرية لافتة
وتشهد القمة مشاركة مصرية واسعة، بوفد كبير رفيع المستوى، يتقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، كما تشارك مصر بجناح كبير يعرض فيه العديد من القصص التي تؤكد نجاح مصر في التعامل مع قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاعات المختلفة، إضافة إى عدد من الفعاليات المصرية بالتعاون مع القطاع الخاص، والجامعات، وعدد من المنظمات الأممية.
وتستعرض مصر الجهود التي قدمتها في مكافحة تغير المناخ وآخر مستجدات تنفيذ الخطط والقرارات التي أسفرت عنها قمة المناخ في شرم الشيخ العام الماضى، حيث سيشهد المؤتمر عدد من الفعاليات الخاصة بتسريع الشراكة مع الأطراف المختلفة بها لتحقيق التكامل بين مواجهة تغير المناخ وصون التنوع البيولوجي، ومبادرة "العمل من أجل التكيف مع المياه والقدرة على الصمودAWARE "، وكذا "حلول مناخية للحفاظ على السلام".
كما تشارك مصر بقائمة للمشروعات الخضراء الذكية وفى هذا السياق أيضا تشارك وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المنسق والمبعوث الوزاري لمؤتمر المناخ COP27، وتركز على تمويل المناخ وآليات التنفيذ، والدفع بموضوع التمويل المناخي وتوصيل أصوات الدول الأطراف.
صندوق الخسائر والأضرار
وقد أقر مؤتمر COP28 تفعيل صندوق الخسائر والأضرار لدعم العمل المناخى لتخفيف الآثار عن الدول المتضررة من التغير المناخى، كامتداد للنتائج التي حصدها مؤتمر cop27 العام الماضى، حيث تم الإعلان عن هذا الصندوق العام الماضى، لكن لم يتم تحديد خطوطه العريضة، مما يسلط الضوء على الإنجاز الذي تحقق في الدورة الحالية.
وقد اعتمدت القمة قرارا بآليات وقواعد تشغيل الصندوق، لتعويض الدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ، في خطوة تاريخية في اتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب.
وأعلن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، مساهمة دولة الإمارات في بمبلغ 100 مليون دولار، وقال عبدالله بن زايد آل نهيان في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا): "نهنىء كافة الأطراف على إطلاق هذا الصندوق المهم لتقديم استجابة فعّالة لتداعيات تغير المناخ ويسرنا أن نعلن مساهمة دولة الإمارات بمبلغ 100 مليون دولار، وندعو جميع الدول القادرة إلى المساهمة في هذه الجهود وتكريس روح التكاتف بين البشر".
وأعلنت الولايات المتحدة الإسهام بمبلغ 17.5 مليون دولار ، فيما ستسهم بريطانيا بما يصل إلى 60 مليون جنيه إسترليني حوالي (76 مليون دولار)، بينما اليابان ستسهم بمبلغ 10 ملايين دولار، وكذلك ألمانيا ستسهم بمبلغ 100 مليون دولار.
ومن جانبها ، رحبت "مادلين ضيوف" رئيسة مجموعة الدول الأقل تقدمًا التي تضم 46 من الدول الأشد فقرًا، بالقرار معتبرةً أنه يحمل "معنى كبيرًا بالنسبة للعدالة المناخية". لكنها أضافت أن "صندوقًا فارغًا لا يمكن أن يساعد مواطنينا".
تحدى التغير المناخى
من جانبه قال الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات إنه عندما التزمنا باستضافة (COP28)، التزمنا بجمع العالم لتقديم حلول عملية لتحدي التغير المناخي. وبالنظر إلى أن من أكبر العوائق أمام العمل المناخي العالمي نقص التمويل بصورة ميسرة وتكلفة مناسبة، أعلنا اليوم خلال القمة العالمية للعمل المناخي عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة.
