مع اقتراب مؤتمر المناخ cop28، الذي يقام حاليا في إكسبو دبي من نهايته، حيث تختتم فعالياته الثلاثاء المقبل، لا تزال تساؤلات عديدة يطرحها المفاوضون بشأن التحول للطاقة النظيفة والتخلص من الوقود الأحفوري.
السؤال الأهم المطروح حاليا على أجندة المؤتمر يتعلق بما إذا كانت البلدان ستوافق على "التخفيض التدريجي" أو "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري، مع بقاء خمسة أيام من المفاوضات.
وتؤيد أكثر من 100 دولة إضافة نص في البيان الختامي المرتقب يشير إلى "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري، في سبيل تحقيق أهداف اتفاق باريس.
وظهرت بعض الإيجابية، اليوم الجمعة، عندما تم الكشف عن أن رئيس COP28 قد طلب من كندا المساعدة في تطوير لغة حول التخفيض التدريجي المحتمل أو التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وأعلنت كندا، أنها ستطلب من صناعة الوقود الأحفور يخفض انبعاثاتها بين 35 في المائة إلى 38 في المائة أقل من مستويات عام 2019 بدءا من عام 2030، بهدف الانتهاء من النص الختامي بحلول نهاية يوم الثلاثاء.
مسودة البيان الختامي
نشرت الوكالة الدولية للمناخ التابعة للأمم المتحدة، مسودة جديدة لاتفاقها بشأن تغير المناخ، نتيجة مفاوضات الأطراف والدول الأعضاء حتى الآن في محادثات cop28، التي تعقد حاليا في دبي، اطلعت عليها "اليوم السابع"
تضمنت المسودة مجموعة من الخيارات لمستقبل استخدام الوقود الأحفوري وهي القضية الأكثر إثارة للجدل في القمة.
ومن المتوقع أن تركز الدول خلال الأيام القليلة المقبلة على هذه القضية على أمل التوصل إلى توافق قبل اختتام القمة المقرر في 12 ديسمبر.
ومن بين الخيارات الواردة في النص، الذي لا يزال قيد التفاوض، هي أن يدعو الاتفاق النهائي البلدان إلى "اتخاذ المزيد من الإجراءات في هذا العقد الحرج بشكل يتماشى مع أفضل العلوم المتاحة ومسارات وفقا للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ ومبادئ وأحكام اتفاق باريس.
ويدعو النص غير النهائي حسب المسودة إلى "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بلا هوادة مع الاعتراف بالحاجة إلى ذروة استهلاكها في هذا العقد والتأكيد على أهمية أن يكون قطاع الطاقة خاليًا في الغالب من الوقود الأحفوري قبل عام 2050 بفترة طويلة".
كما حددت الوثيقة خيار "التخلص التدريجي السريع من طاقة الفحم بلا هوادة هذا العقد والوقف الفوري للسماح بتوليد طاقة الفحم الجديدة بلا هوادة"، ووكان الخيار الآخر لهذه الفقرة هو عدم تضمين أي نص حول هذه القضية.
كما تقدم المسودة في موضع أخر خيارا للدعوة إما إلى "الإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري الذي لا يعالج فقر الطاقة أو مجرد التحول"، أو عدم تضمين نص حول هذه القضية.
سلطان الجابر: أثق بالوصل لشيء خاص
خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الجمعة، ضمن فعاليات المؤتمر، أعرب رئيس cop28 عن ثقته في توصل المؤتمر وبيانه الختامي إلى "شيئا خاصا" بشأن النحول للطاقة النظيفة والتخلص التدريجي من الوقود الاحفوري.
وردا على سؤال بشأن الوقود الاحفوري ورفض كبار المنتجين وبينهم الولايات المتحدة والسعودية خطط التخلص التدريجي من الوقود والتحول للطاقة النظيفة، قال الجابر " قال الجابر: "آمل بالتأكيد أن نتفق، أو أن تتفق الأطراف، ونقدم توصية إلى الرئاسة بشأن اللغة في مؤتمر الأطراف هذا بشأن الوقود الأحفوري التي تشمل الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة، وذلك تمشيًا بالطبع مع ما قالوه سابقًا بشأن تحول عادل ومنصف ومسؤول ومنظم".
بدوره أكد السكريتر التنفيذي لاتفاقية تغير المناخ في الأمم المتحدة، سيمون ستيل على حجم أزمة المناخ التي يواجهها العالم، وأن أعلى طموح لمؤتمر cop28 يجب أن يكون إيجاد حلول لإخراج جميع البلدان من هذه الفوضى المناخية.
وحث المفاوضون والدول والحكومات على تقديم تنازلات تحافظ على حياة 8 مليار شخص ينتظرون نتائج هذا المؤتمر، ورفضه رؤية "عمليات تحويل وتكتيكات سياسية تجعل طموح المناخ بمثابة رهينة".
وقال ستيل: "كل بلد متعطش للمصدر التالي للنمو الاقتصادي المستقر. تكافح مليارات الأسر لوضع الخبز على الطاولة".
يوم الهواء النقي وتقرير جديد للفاو
شهد اليوم الجمعة فعاليات متنوعة في cop28 ومن أبرزها الاجتماع الوزاري للمناخ والهواء النقي حيث يتسبب تلوث الهواء في وفاة 1 من كل تسعة على مستوى العالم.
وترتبط أزمة المناخ وتلوث الهواء ارتباطا وثيقا، حيث تساهم الملوثات مثل الكربون الأسود والميثان في الاحترار العالمي وتقليل جودة الهواء.
في الاثناء أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تقريرا اليوم الجمعة يكشف أنه في عام 2015، شكلت نظم الأغذية الزراعية الحيوانية - بما في ذلك أنشطة الإنتاج الزراعي وبعض عمليات سلسلة التوريد الرئيسية مثل تغيير استخدام الأراضي المتعلقة بالأعلاف والنقل وتصنيع المدخلات - حوالي 12 في المائة من جميع انبعاثات غازات الدفيئة البشرية المنشأ وحوالي 40 في المائة من إجمالي الانبعاثات من النظم الزراعية والغذائية.
وسلط التقرير الضوء على عدد من الحلول للحد من انبعاثات القطاع بما في ذلك زيادة الحراجة الزراعية وتحسين الرعي الدوري ، وتعزيز صحة.
الشعوب الأصلية
بعث أكثر من 100 مجموعة من الشعوب الأصلية والمنظمات غير الحكومية رسالة، اليوم الجمعة، إلى المفاوضين في cop28 لحماية حقوقهم وأراضيهم في جلسة مفتوحة على هامش المؤتمر.
وقالوا إنهم يريدون أن يكون COP28 "منصة لمناقشة حقوق الشعوب الأصلية في سياق الطلب المتزايد على المعادن المستخرجة لتخزين الطاقة وبطاريات النقل المكهربة وتقنيات الطاقة الخضراء الأخرى".
ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة بالنظر إلى أن 54 في المائة من المعادن التي تنتقل إليها الطاقة على الصعيد العالمي تقع على أراضي الشعوب الأصلية أو بالقرب منها.
وتسلط الرسالة الضوء أيضا على حقيقة أن "العديد من قادة السكان الأصليين يسعون ويدافعون عن حلول الطاقة النظيفة والنقل على أراضيهم التي تتوافق مع احتياجاتهم وأهدافهم التي يحددونها بأنفسهم. وهذه الحلول التي تقودها الشعوب الأصلية تحتاج إلى الاعتراف بها والاعتراف بها وتعزيزها وتمويلها من قبل الدول والكيانات الخاصة".
الأطفال والشباب
كان أحد محاور التركيز اليوم الجمعة في COP28 هو على الشباب والأطفال والتعليم والمهارات.
ويعد الأطفال والشباب الاكثر تاثرا بأزمة المناخ في السنوات والعقود القادمة ، وبالتالي نهدف هذه الفعالية إلى استكشاف الاستثمار في الابتكار وريادة الأعمال التي يقودها الشباب، والإدماج في عمليات صنع السياسات بناء القدرات ، وتحويل التعليم لسد فجوة المهارات للوظائف الخضراء المتوافقة مع العمل المناخي.
ويدافع برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن حقوق الشباب في بيئة مستدامة وأشركهم بشكل متزايد في هذه العملية.
آمال كبيرة
ينظر إلى مؤتمر المناخ cop38 وفقا لما حققه خلال الايام الماضية وما أعلنت عنه رئاسة المؤتمر من حجم التهعدات المالية لتمويل العمل المناخي وتحقيق هذف 1.5 درجة مئوية دون مستوى ما قبل الثورة الصناعية بالغضافة إلى العديد من الإعلانات والمبادرات التي تتعلق بالمناخ ومختلف القضايا منها الصحة والتكيف والتعافي والاستدامة.
وفي كلمة مهمة لسيمون ستيل خلال المؤتمر الصحفي اليوم قال " وتابع: "كل بلد متعطش للمصدر التالي للنمو الاقتصادي المستقر. تكافح مليارات الأسر لوضع الخبز على الطاولة".
وأشار إلى وجود فرصة لمزيد من الوظائف، ونمو اقتصادي أكثر صحة، وتلوث أقل، وصحة بشرية أفضل.
وشدد على أن "ما يريده مليارات الناس في كل بلد، هو العمل المناخي الأكثر جرأة وهو فرصة للحكومات لتقديمه هنا في دبي".