مصر تنتخب رئيسها، هو عنوانا يمكن أن يلخص المشهد الاجرائى خلال الانتخابات الرئاسية التي تجرى حاليا، لكنه بين طيات سطوره يحمل رسالة هامة للعالم أجمع، حيث شهدت انتخابات الرئاسة 2023-2024، منذ يومها الأول اقبالا يعكس اهتمام المواطن المصرى بالعملية الانتخابية، إحساسا منه بالمخاطر التي تحيط الدولة المصرية على كافة حدودها، ومؤخرا على الحدود الشرقية، حيث فطن الشعب المصرى العظيم ما يحاك حول بلاده، وقرر الرد بالاحتشاد أمام صناديق الانتخابات، بداية من " خير البلد وبركتها" وهم كبار السن، مرورًا بالشباب عصب الشعب وغالبية قوته، وصولًا إلى الأطفال الذين حرص الأهالى على حضورهم ليفهموا معنى رد الجميل للوطن مبكرًا.
الأقبال الملحوظ، لم يكن أمرًا عابرًا أمام لجنة واحدة أو غيرها، لكنه كان ظاهرًا جليا في أغلب لجان الجمهورية، وهو ما أقرته الهيئة الوطنية للانتخابات، حيث قال المستشار أحمد بنداري مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات ورئيس غرفة العمليات المركزية لمتابعة تصويت المصريين بالداخل، إن الإقبال علي اللجان الانتخابية أمر فاق كل التوقعات وخاصة أن أول يوم شهد توافد كبير على اللجان، وخاصة لجان الوافدين التي شهدت إقبالًا كبيرًا علي التصويت في الانتخابات الرئاسية.
الأقبال الشبابى، بمثابة الرد القاطع على المشككين فى الانحياز الشبابى للدولة المصرية، وانشغالهم بالمخاطر التي تحاك ضد الدولة، بل وردًا على أن صوت مصر أعلى من الأصوات التي تحاول بث الأحباط والتشاؤوم بين صفوف المصريين مستغلين الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر كجزء من العالم، وفى الصور التالية دليلا دامغا على المشاركة الشبابية الواسعة، غير المدفوعة بشىء إلا حب مصر والإيمان بالدولة المصرية واستحقاق مساندتها وأظهار ترابطها في مواجهة أي مخاطر تحيط بها.
كبار السن والسيدات، هم الوجوه الأبرز على مدار الانتخابات في السنوات الأخيرة، وهم أيضا على العهد لازلوا باقين، حيث حرصوا على أن يكونوا في الصفوف الأولى للناخبين، كحكماء يأخذونا بيد باق فئات الشعب نحو، الاختيار الأفضل وهو الانحياز للوطن، من خلال المشاركة الواسعة، بصرف النظر عن الاختيار النهائي للناخب خلف الستارة الانتخابية، فلكل ناخب الحق المطلق في الاختيار بين المرشحين المختلفين دون توجيه أو إجبار من أحد، فالمكسب الأكبر هو الاصطفاف حول الوطن.
ولم يغيب الصغار عن المشهد، حيث حرص الأهالى على تعود صغارهم على الذهاب للصندوق، والتأكيد على اصطفاف مصر صغارا وشبابا وكبارا خلف الدولة المصرية، لاختيار رئيس جديد يعبر بمصر التحديات التي تحاوطها في جميع الاتجاهات.
وتشهد الانتخابات الرئاسية 2024 تنوعا سياسيا للمرشحين للانتخابات الرئاسية، حيث شملت أربعة مرشحين، وهم المرشح عبدالفتاح السيسى، رمز النجمة، والمرشح فريد زهران، رمز الشمس، وهو رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ومن أبرز مؤسسى الحركة المدنية الديمقراطية، التى تُعد أكبر كتلة للأحزاب المعارضة فى مصر، والمرشح عبدالسند يمامة، رمز النخلة، رئيس حزب الوفد، أعرق الأحزاب الليبرالية المصرية وأقدم الأحزاب فى مصر على الإطلاق، والمرشح حازم عمر، رمز السلم، رئيس حزب الشعب الجمهورى، وهو ثانى أكبر الأحزاب المصرية تمثيلًا فى مجلس النواب.
وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات عدد لجان الاقتراع الفرعية التى سيدلى أمامها المواطنون بأصواتهم والتى يبلغ عددها 11 ألفا و631 لجنة بداخل 9376 مركزًا انتخابيًا ما بين مدارس ومراكز شباب ووحدات صحية.
وتُجرى الانتخابات الرئاسية 2024 داخل مصر وفقا للجدول الزمنى المقرر من الهيئة الوطنية للانتخابات أيام 10 و11 و12 ديسمبر الجاري، على أن يبدأ التصويت من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، وحددت يوم 13 ديسمبر لانتهاء عملية الفرز وإرسال المحاضر للجان العامة، ويوم 18 ديسمبر لإعلان نتيجة الانتخابات.