محافظات مصر الحدودية وعلى رأسها سيناء ضربت أروع الأمثلة في المشاركة بالانتخابات الرئاسية 2024 بعد أن خرج الملايين من أبناء الشعب المصري الذين لهم الحق في التصويت لصناديق الاقتراع لاختيار المرشح الرئاسي الذي يرغبون في التصويت له، فهذا حق وواجب وطني والتزام دستوري، وتم إجراء العملية الانتخابية بمشاركة واسعة غير مسبوقة وتاريخية في مشهد ديمقراطي يليق بالدولة المصرية ومكانتها أمام العالم، وشهد العالم بنزاهتها، ودائما يثبت الشعب المصري الأصيل إنه صاحب موروث حضاري ووعي سياسي يدرك المخاطر التى تحيط بالدولة فدائما يلبي نداء الوطن.
مناطق مصر الحدودية بصفة خاصة أكدت أن الشعب المصرى بأثره هو صاحب الكلمة العليا في اختيار رئيسه، وهو مصدر كل السلطات وقال كلمته، وستعلن نتيجة الانتخابات الرئاسية يوم 18 ديسمبر الحالي عن طريق المستشار حازم بدوي، نائب رئيس محكمة النقض، ورئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، والتي تنافس فيها أربعة مرشحين هم: المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي (رمز النجمة)، والمرشح الرئاسي فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي (رمز الشمس)، والمرشح الرئاسي عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد (رمز النخلة)، والمرشح الرئاسي حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري (رمز السلم).
الوعى الجمعى للمصريين صنع ملحمة الانتخابات الرئاسية 2024
شهدت المحافظات الحدودية المصرية وعلى رأسها شبه جزيرة سيناء حضورًا كثيفًا في الانتخابات الرئاسية خلال أيام الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، حتى اللحظات الأخيرة من عملية الاقتراع، أمس، وجاء كثافة إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، بسبب نجاح حملات رفع الوعي لدى المواطنين التي شاركت فيها الدولة بكل مؤسساتها وأحزابها بكل توجهاتها ومنظمات المجتمع المدنى والحقوقى ورجال الدين والشخصيات العامة، فالكل كان يعمل على حث المواطن على ضرورة الخروج للمشاركة في اختيار من يمثله، فضلًا عن انعكاس كثافة تصويت المصريين في الخارج ليمتد إلى التصويت في الداخل، وكذلك وعي المواطنين بالأحداث الإقليمية المحيطة، ما انعكس على حرص المواطنين على المشاركة الإيجابية ضمانًا لاستقرارها.
حشود كثيفة شهدتها المحافظات الحدودية المصرية للمشاركة في الاستحقاق الانتخابى، تؤكد ـن هناك حزمة من الأسباب التي أدت لخروج المشهد الانتخابى بهذه الصورة المشرفة أمام العالم أجمع، فقد جاء استحقاق الانتخابات الرئاسية 2024 ليشهد في يوميه الأولين فقط مشاركة ما يناهز نصف عدد المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين والتي تزيد عن 67 مليون مواطن، وكان أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشاركة الواسعة في مختلف محافظات الجمهورية، جاءت بسبب الاتفاق الجمعي بين المصريين على حتمية استقرار الدولة المصرية ومؤسساتها الدستورية في ظل الأحداث الإقليمية، وكان آخرها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذى لا يزال مستمرا حتى كتابة تلك السطور دون معرفة متى سيتوقف!!
المحافظت الحدودية ضربت المثل في الوطنية وعلى رأسها "اهالى سيناء"
الوعي الوطني الشعبى لعب دروا بارزا في الانتخابات الرئاسية 2024 وهو الذى أسس لتلك الملحمة، والاعتماد على الأساليب والوسائل غير التقليدية في مباشرة مهامها نحو رفع وعي المواطنين بأهمية مباشرة الحقوق السياسية والتعبير عن الرأي عبر المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، وعقد لقاءات مع الرائدات في الريف والحضر والبدو بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والبالغ عددهن 20 ألف رائدة، وكل منهن تشرف على نحو 400 أسرة مصرية، لينقلن ذلك الوعي إلى أفراد الأسر بما فيها من أطفال، لتنشئتهم على التثقيف السياسي وأهمية المشاركة في كل استحقاق.
ندوات ومؤتمرات ولقاءات وورش عمل نتج عنها أفكار ومقترحات ورؤى من شباب وفتيات وطلاب وسيدات من فئات عمرية مختلفة، كانت سببا من أسباب ظهور المشهد الانتخابى، وكان على رأسهم الاهتمام بذوى الهمم الذين حضروا بقوة في المشهد الانتخابى ومباشرة حقوقهم السياسية من خلال توفير سبل الراحة لتوصيل صوتهم لصندوق الاقتراع، وكذا منظمات المجتمع المدني ذات الصلة بذوي الإعاقة، والاستفادة من خبراتهم في التيسير على ذوي الهمم في ممارسة حقهم الدستوري في الاقتراع بأنفسهم وبضمانات النزاهة والشفافية.
كواليس ووسائل صاحبة الأثر في ملحمة كثافة حشود التصويت
شبه جزيرة سيناء بصفة خاصة شهدت مشاركة كبيرة من قبل المواطنين في الانتخابات الرئاسية، وسط تحديات خطيرة تواجه المنطقة في الظروف الراهنة، ويرجع ذلك الفضل بعد المولى عز وجل للأداء الجيد للدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة هذه التحديات إلى الانخراط الإيجابي للمواطنين في العملية الديمقراطية، حيث تعكس مشاركة المواطنين في سيناء إدراكًا عميقًا لخطورة الظروف الراهنة وتحدياتها، فقد تعرضت المنطقة لتهديدات أمنية وإرهابية خطيرة في السنوات الأخيرة، ولكن بفضل الجهود الحكومية والرئاسية، تم تنفيذ سياسات فاعلة لمكافحة الإرهاب وتطهير المنطقة من الجماعات الإرهابية.
جهود مصر في حفظ الأمن والاستقرار في سيناء أدت إلى زيادة الثقة والاستجابة من قبل المواطنين والأهالى، في جنوب سيناء، وفي شرم الشيخ والطور، وفي الشمال، بما في ذلك العريش وباقي المدن، شهدت المناطق هذه مشاركة إيجابية بنسبة عالية، يعود بعضه إلى نجاح سياسات الدولة في التنمية وتحسين البنية التحتية في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، كما تم تعزيز الجهود في مجال الأمن وتعزيز الاستقرار، مما ساهم في إنشاء بيئة أكثر أمانًا وثقة بين المواطنين.
التحديات الراهنة منها الحرب على غزة
وفيما يتعلق بالتحديات الراهنة التي تواجه سيناء، فإن الحرب القائمة في غزة وسيناريوهات التهجير تعتبر عوامل مؤثرة، ومع ذلك، تبقى مصر عازمة على مواجهة هذه التحديات وحماية الأمن والسلام في المنطقة، خاصة مع تكرار الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارا وتكرارا في كل المحافل المحلية والدولية أن سيناء "خط أحمر"، وكذا تصفية القضية الفلسطينية "خط أحمر"، وتعكس المشاركة الإيجابية للمواطنين في الانتخابات تأكيدًا على تأييدهم لجهود الدولة في هذا الصدد وثقتهم في القيادة السياسية.
المشهد في سيناء خلال أيام الانتخابات الرئاسية الثلاثة ينم عن مدى الوعى الجمعى لدى المواطن السيناوى الذى أدى لخروج أهالى سيناء في حشود رافعين أعلام مصر، وتنظيم عدة مسيرات بكافة المدن بالسيارات، لدعوة وتشجيع المواطنين على النزول للإدلاء بأصواتهم والمشاركة الإيجابية في هذا الاستحقاق الانتخابي، وتعالت أصوات الأغاني الوطنية في كافة الشوارع، وأمام اللجان الانتخابية مما حفز المواطنين على النزول والمشاركة، وحرص رجال الشرطة على تقديم المساعدة والدعم لكافة المواطنين، وخاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وشهدت لجان محافظتي شمال وجنوب سيناء مشاركة كثيفة خلال الأيام الثلاثة في الانتخابات الرئاسية خاصة لجان الوافدين بالجنوب بنويبع وسفاجا وشرم الشيخ، التي أتاحت للوافدين العاملين بقطاع السياحة ممارسة حقهم الانتخابي، وكانت أعلى نسب الكثافة في لجان بئر العبد والعريش والشيخ زويد، فيما حرص الناخبون على الإدلاء بأصواتهم مقدرين نجاح الدولة في القضاء على الإرهاب وما تشهده سيناء من تنمية شاملة.
الوادى الجديد ومرسى مطروح
ليست سيناء فقط التي شهدت الحشود الانتخابية فقد كان الأمر كذلك في محافظة مطروح على الحدود العربية، حيث حضر الناخبون في كثافة عالية، مؤكدين حرصهم على الإدلاء بأصواتهم دعمًا للوطن في مواجهة التحديات، واستكمالًا للمسيرة التنمية التي شهدتها المحافظة وجميع ربوع الجمهورية، وكذا في الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، اصطف الناخبون في طوابير أمام لجنة الاقتراع للادلاء بأصواتهم، وكانت المرأة المصرية في مقدمة الصفوف كالعادة فدائما ما يصنع صوتها الفارق في مثل تلك الاستحقاقات.
حلايب وشلاتين والبحر الأحمر
وفي حلايب وشلاتين توافد المواطنون على لجان الاقتراع من المناطق المحيطة، فيما ظهر الأهالى في حشود من خلال سيارات الدفع الرباعي، رفعين الأعلام المصرية في مسيرة وطنية وأجواء احتفالية بالديمقراطية في الأيام الثلاثة، وفي البحر الأحمر، كانت لجان الوافدين الأكثر كثافة لحرص أبناء المحافظات العاملين في قطاع السياحة والقطاعات المتنوعة على التصويت في الانتخابات الرئاسية بلجان المغتربين دون الحاجة إلى السفر إلى محافظاتهم الأم.
محافظات الصعيد
ولا يفوتنا الحديث عن محافظات الصعيد من الشمال إلى الجنوب الذين ضربوا لنا أروع الأمثلة في الوعى الانتخابى من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية 2024، حيث شهدت الأيام الثلاثة للانتخابات الرئاسية إقبال كثيف من الناخبين الصعايدة بمحافظات "الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر" على اللجان الانتخابية.
الجدير بالذكر أن الحشود أمام 9376 مركزًا انتخابيًا بمختلف المحافظات تضم 11 ألفًا و631 لجنة فرعية، سبقها حشود أخرى بمختلف دول العالم توافدوا على مقار السفارات والقنصليات المصرية في 121 دولة للاقتراع واختيار رئيس الجمهورية أمام 137 لجنة فرعية.