لأول مرة يمر عيد الميلاد في
بيت لحم مدينة المهد بلا شجرة، كما لم تضاء الشوارع، واكتفى المسيحيون بالشعائر الدينية فقط، والصلاة لسكان قطاع غزة المحاصرين، رافعين شعار الحزن والآلم والخوف مما يجرى وهم لا يعلمون نهاية المجزرة التي يذبح فيها الأطفال والشيوخ وتنتهك فيها حرمات المستشفيات والبيوت.
وألقت الحرب الدائرة في قطاع
غزة للشهر الثالث على التوالي بظلالها على أجواء احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم، حيث تقرر عدم إضاءة شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد، كما هو المعتاد واستبدالها بمجسم يبرز الدمار في القطاع.
محيط كنيسة المهد فى بيت لحم
وأقامت بلدية
بيت لحم، والمجتمع المدني مغارة أسمتها "الميلاد تحت الأنقاض"، في ساحة المهد بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية، بهدف إيصال رسالة للعالم لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وأقيمت المغارة على شكل خريطة قطاع غزة، واحتضنت بين جدرانها السيد المسيح عيسى والسيدة مريم والأطفال الذين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية.
وأضيئت الشموع وأقيمت الصلوات في ساحة كنيسة المهد بحضور عدد من رجال الدين والمسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية والمواطنين، كما أحاطت أسلاك شائكة بساحة المهد، وغابت الأضواء والألوان المبهجة التي كانت تملأ الساحة عادة خلال موسم عيد الميلاد.
وبدلًا من أن يحمل أعضاء فرق الكشافة الآلات الموسيقية في المسيرة السنوية التقليدية مع بدء الاحتفالات بعيد الميلاد، رفعوا لافتات تدعو إلى وقف الحرب على قطاع غزة، كتب عليها "سلام لغزة وأهلها" و"غزة في القلب" و"نريد حياة لا موت" و"يريد أطفالنا أن يلعبوا ويضحكوا".
الحزن يطفىء أنوار الميلاد فى بيت لحم
وكان سكان مدينة بيت لحم اعتادوا أن تبدأ احتفالات عيد الميلاد بإضاءة شجرة كانت توضع في ساحة الكنيسة بعلو ثمانية أمتار تزينها المصابيح.،كما اعتادت استقبال سنويا ملايين السياح والحجاج من كافة بقاع العالم، الذين يقيمون في فنادقها ويتجولون في أزقتها وطرقاتها ويتسوقون من أسواقها ومتاجرها ، إلا أنها اليوم تعيش حالة من الركود الشامل.
وشكل إلغاء احتفالات عيد الميلاد ضربة قاسية لاقتصاد بيت لحم، حيث تمثل السياحة ما يقدر بنحو 70 % من دخل المدينة، وتأتي جميع هذه الأموال تقريبا خلال موسم عيد الميلاد.
ومع إلغاء كبريات شركات الطيران رحلاتها إلى إسرائيل، لم يستطع سوى عدد قليل من الأجانب الوصول الى بيت لحم.
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ أن شنت حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما مباغتا على بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة للقطاع في السابع من أكتوبر الماضي.