الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 05:11 ص

أسبوع ساخن بسوق الذهب.. المعدن النفيس يسجل أكبر انخفاض أسبوعي خلال شهر ونصف بالبورصة العالمية.. "الصاغة" تشهد أكبر موجة تحركات عنيفة بالتاريخ.. زيادة المضاربة وارتفاع الطلب يدفعان الجرام فوق 3550 جنيها لأول مرة

أسبوع ساخن بسوق الذهب.. المعدن النفيس يسجل أكبر انخفاض أسبوعي خلال شهر ونصف بالبورصة العالمية.. "الصاغة" تشهد أكبر موجة تحركات عنيفة بالتاريخ.. زيادة المضاربة وارتفاع الطلب يدفعان الجرام فوق 3550 جنيها لأول مرة سوق الذهب العالمي
الأحد، 21 يناير 2024 01:00 م
كتب إسلام سعيد
شهد سوق الذهب العالمي والمحلي تطورات كبيرة الأسبوع الماضي، حيث سجل الذهب العالمي تراجعا هو الأكبر منذ شهر ونصف تقريبا، في المقابل شهدت السوق المصري تحركات عنيفة هي الأكبر في تاريخ تسعير الذهب بمصر لتسجل الأسعار مستويات تاريخية بفعل شدة المضاربة والطلب المرتفع في سوق الصاغة بمصر.
 
الذهب العالمي
سجل سعر الذهب العالمي انخفاضا خلال الأسبوع الماضي ليسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ شهر ونصف، يأتي في ظل تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الأمريكية التي تسببت في تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية، وانخفض سعر أونصة الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% تقريباً ليسجل أدنى مستوى في 5 أسابيع عند 2001 دولار للأونصة ويغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2029 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
 
وخلال الأسبوع انخفض الذهب حتى مستوى الدعم الرئيسي عند 2000 دولار للأونصة، والذي ساعد على عكس حركته لأعلى خلال آخر جلستين في الأسواق ليسجل خلاهما ارتفاع بمقدار 23 دولار للأونصة، ونجح هذا في تقليص خسائر الذهب خلال الأسبوع الماضي.
 
ومنذ بداية العام انخفض الذهب بنسبة 1.6% بسبب تراجع التوقعات أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر هذا العام، وقد تزايد هذا خلال الأسبوع الماضي في ظل تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي.
 
تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي 
أثارت تصريحات عضو البنك الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر، الأسواق لتتجه إلى تخفيض توقعاتها لمستقبل أسعار الفائدة، وذلك بعد أن أشار إلى أنه لا ينبغي للبنك الفيدرالي أن يتسرع في عمليات خفض الفائدة حتى يتأكد البنك من انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام.
 
وأشار والر، إلى أن البيانات الاقتصادية تظهر انعكاس وعلى البنك أن يتأكد من استمرار النهج المنخفض للتضخم قبل التفكير في خفض الفائدة.
 
وقال عضو البنك الفيدرالي أوستان جولسبي يوم الجمعة، إن البنك الاحتياطي الفيدرالي يحتاج إلى مزيد من بيانات التضخم قبل إصدار أي حكم لخفض سعر الفائدة، بينما صرح عضو البنك بوستيك يوم الخميس الماضي، إن خط الأساس لبدء التخفيضات هو في الربع الثالث.
 
بالإضافة إلى هذا جاءت البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع لتدعم تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي، فقد أظهرت مبيعات التجزئة ارتفاع بنسبة 0.6% خلال شهر ديسمبر مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 0.3%، الأمر الذي يعكس استمرار عمليات الإنفاق من القطاع العائلي الأمريكي، وهو الأمر الذي قد يعمل على زيادة ضغوط التضخم.
 
بالإضافة إلى هذا أظهرت بيانات اعانات البطالة الأمريكية الأسبوعية تراجع إلى أدنى مستوياتها منذ قرابة عام ونصف عند 187 ألف مقارنة مع القراءة السابقة 203 ألف، بينما ارتفع مؤشر ثقة المستهلكين خلال شهر يناير بقيمة 78.8 نقطة بأعلى من القراءة السابقة بقيمة 69.7 نقطة.
 
البيانات الاقتصادية أثبتت أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يتمتع بالمرونة الاقتصادية الكافية لتوليد المزيد من معدلات التضخم، وهو الأمر الذي انعكس سريعا على توقعات الأسواق بخصوص خفض أسعار الفائدة.
 
التوقعات الآن تشير إلى احتمال بنسبة 46% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع شهر مارس القادم، وذلك بعد أن كان الاحتمال بنسبة 70% خلال الأسبوع السابق.
 
عمل هذا على ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، ليسجل مؤشر الدولار ارتفاع بنسبة 0.8% خلال الأسبوع الماضي مسجلاً أعلى مستوى منذ 5 أسابيع عند 103.43.
 
ومن جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.7% ليسجل أعلى مستوى منذ خمس سنوات عند 4.169%.
 
الذهب والدولار 
الذهب يرتبط بعلاقة عكسية مع كل من الدولار وعوائد السندات الحكومية، كون الذهب سلعة تسعر بالدولار ، إلى جانب كون ارتفاع عوائد السندات يجذب الاستثمارات بعيداً عن أسواق الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
 
نتيجة هذا سيطر الهبوط على أسعار الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي، ولكنه استطاع أن يرتفع خلال آخر جلستين بدعم من التوترات المتزايدة في البحر الأحمر مع استمرار العمليات العسكرية من الولايات المتحدة ضد أهداف لجماعة الحوثيين.
 
بالإضافة إلى ذلك تصاعدت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد أن شنت باكستان غارات عسكرية انتقامية داخل الأراضي الإيرانية، بعد هجوم إيراني يوم الثلاثاء الماضي على الأراضي الباكستانية.
 
أسعار الذهب في مصر تسجل قفزة تاريخية 
شهدت أسعار الذهب في مصر تحركات هي الأعنف في تاريخ تسعير الذهب خلال الأسبوع الماضي في ظل ارتفاع كبير في سعر صرف الدولار في السوق الموازي إلى مستويات تاريخية، بالإضافة إلى عدم الاستقرار في أسواق الصاغة وعملية التسعير، وهو ما ساهم في ارتفاع الذهب لأسعار تاريخية يراها البعض مبالغ فيها.
 
خلال الأسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب بمقدار 300 جنيه مسجلا ارتفاعا بنسبة 9.2% حيث افتتح تداولات الأسبوع عند 3250 جنيها للجرام، وأغلق عند المستوى 3550 جنيها للجرام وخلال الأسبوع سجل مستوى تاريخي جديد عند 3650 جنيها للجرام.
 
ارتفاع أسعار الذهب المحلي خلال الأسبوع الماضي يأتي في ظل عدم الاستقرار في أسواق الذهب في ظل نقص المعروض من الذهب الخام في ظل امتناع عدد من التجار خلال الأيام الأخيرة في توفير كميات من الذهب إلى السوق.
 
ومن جهة أخرى نجد أن الطلب على الذهب يشهد ارتفاع خلال هذه الفترة بسبب السيولة النقدية المتزايدة في الأسواق بسبب استحقاق شهادات الـ 25% إلى جانب ضبابية المشهد الاقتصادي وارتفاع مستويات الأسعار للسلع والخدمات مما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للعملة.
 
وانخفض سعر صرف الدولار في السوق الموازي من 2 إلى 3 جنيهات مع نهاية الأسبوع وهو ما ساعد على الهبوط الحاد والسريع في سعر الذهب ليفقد 100 جنيه في جلسة واحدة من 3650 جنيه إلى 3550 جنيها للجرام.
 
توقعات أسعار الذهب 
بعد أن ارتفع السعر وسجل مستوى تاريخيا جديدا عند 3650 جنيها للجرام عيار 21 شهد انخفاضا كبيرا وسريعا ليفقد 100 جنيه من قيمته عند إغلاق الأمس، ليتداول السعر حالياً عند المستوى 3550 جنيها للجرام الذي قد يمثل دعم لحركة السعر حالياً.
 
التراجع الحالي يمثل تصحيحا سلبيا لسعر الذهب بعد المستويات القياسية التي سجلها وفي حال كسر المستوى 3500 جنيه يستهدف 3450 ثم 3400 جنيه للجرام، بينما في حال انتهى التصحيح السلبي سريعا تظهر المستهدفات عند 3600 ثم 3650 جنيها للجرام.

print