الجمعة، 22 نوفمبر 2024 09:32 ص

تل أبيب "تجر شكل" الإقليم.. مسيرات إسرائيل استهدفت 5 قيادات بالحرس الثورى الإيرانى وحزب الله خلال 24 ساعة.. نتنياهو يحاول التغطية على فشله داخل غزة بانتصارات خارجية.. وتصرفات حكومته تهدد بحرب إقليمية

تل أبيب "تجر شكل" الإقليم.. مسيرات إسرائيل استهدفت 5 قيادات بالحرس الثورى الإيرانى وحزب الله خلال 24 ساعة.. نتنياهو يحاول التغطية على فشله داخل غزة بانتصارات خارجية.. وتصرفات حكومته تهدد بحرب إقليمية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
الأحد، 21 يناير 2024 10:00 م
كتبت آمال رسلان

خلال 24 ساعة قامت تل أبيب بتنفيذ عمليتى اغتيال إحداهما في العاصمة السورية دمشق والثانية في الضاحية الجنوبية للبنان، واستهدفت كلتا العمليتان قيادات بحزب الله اللبنانى والحرس الثورى الإيرانى، في تأكيد على أن تل أبيب ماضية في سياسية الاغتيالات السياسية في الخارج والتي بدأتها باغتيال القيادى في حركة حماس صالح العارورى بلبنان الشهر الماضى.

سياسة الاغتيالات السياسية هي فكرة متأصلة في العقيدة الإسرائيلية والتي قامت على مر تاريخها الإجرامى بتصفية العديد من قيادات المقاومة الفلسطينية، ولكن الوضع الآن مختلفا عن أي عملية اغتيال سابقة قامت بها إسرائيل، حيث تكثيف عمليات الاغتيال اليوم بعد مايقارب الـ110 أيام حرب على قطاع غزة يؤكد فشلها في تحقيق أهدافها داخل القطاع ومن ثم البحث عن انتصارات بعيدة عن الميدان.

الفشل الذى تواجهه إسرائيل في حربها بقطاع غزة أدى إلى حالة احتقان داخلى تجاه الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، وهذا هو السبب الذى يراه المراقبون وراء تكثيف عمليات الاغتيالات في الخارج، حيث يأمل نتنياهو إلى تبريد الجبهة الداخلية الغاضبة تجاه فشله في إنجاز أهداف العملية العسكرية في غزة مع عدم القدرة على استعادة المحتجزين عبر الحرب، بينما تزداد كلفة العمليات ميدانيا عبر مزيد من القتلى والمصابين، واقتصاديا عبر تعطل النشاط الاقتصادي.

كذلك تسعى تل أبيب إلى الضغط على حماس وقيادتها عبر الانتقال إلى مرحلة جديدة "الاغتيالات في الخارج"، لارغامها على الافراج عن الأسرى، وبالتالي يتمكن نتنياهو من إنقاذ نفسه ومستقبله السياسي بتحقيق شيء يعوض ما لم ينجزه في غزة.

وشهد السبت عملية اغتيال لـ4 من كبار مستشارى الحرس الثورى الإيرانى فى الغارة الإسرائيلية على حى المزة فى دمشق، وقالت وكالة الأنباء السورية إن الهجوم ناجم عن عدوان إسرائيلى، وتشير تقارير بوقوع "انفجار ضخم استهدفت فيه إسرائيل شخصية مهمة".

وذلك جاء بفارق ساعتين عن عملية اغتيال آخرى جرت في الضاحية الجنوبية بلبنان حيث استهدفت مسيرة إسرائيلية في بلدة البازورية الواقعة شرق مدينة صور، مقاتلاً في حزب الله ومسئول عن التنسيق الميدانى مع عناصر حماس في الجنوب، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، فيما بقيت هوية الثلاثة الآخرين مجهولة.

صحيفة النهار اللبنانية قالت أن هذا التطور يعتبر تصعيداً الى الذروة في حرب الاغتيالات المنهجية المركزة والمتعاقبة الفصول على نحو غير مسبوق في هذه الحرب التي تشنّها إسرائيل على سائر مسؤولي وكوادر وعناصر المقاومة سواء كانوا إيرانيين او فلسطينيين او لبنانيين او سواهم بما بات يختصر هذه الاغتيالات بأنها الحرب الرديفة الموازية للحرب الميدانية المتفجرة في غزة او في جنوب لبنان.

وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن هذا الحدث الذى توزع بين دمشق وبيروت سوف يكون له تأثير كبير على الجبهة الميدانية في ساحتي غزة والجنوب اللبناني، تحديداً إذ إن التوقعات تنحو إلى التخوف من تصعيد ميداني واسع وعنيف قد تشهده الجبهتان في الأيام القليلة المقبلة، علماً أنه إذا كانت جبهة غزة لا تشهد أساساً أي متغيرات ذي دلالات جديدة فإن اغتيال المسؤول العسكري عن ملف فلسطين في "حزب الله" أمس ومرافقه اعتبر خروجاً إسرائيلياً صارخاً عن قواعد الاشتباك واستثارة مكشوفة نحو تصعيد ميداني.

ولكن قيام إسرائيل بتلك الاغتيالات السياسية قد يؤدى إلى توسيع رقعة الصراع وجر المنطقة بالكامل لأتون حرب لا أحد قد يتصور تداعياتها، فبالنظر إلى الجنوب اللبناني فإن فإن المواجهات المتفرقة بين حزب الله وإسرائيل لم تتوقف منذ بدء الحرب على غزة ولكن توالى عمليات الاغتيال خاصة في الضاحية الجنوبية حيث سيطرة حزب الله قد يكون لها انعكاس آخر.

وهو ما أكده عدد من السياسيين اللبنانيين، حيث اعتبر النائب السابق وليد جنبلاط أنّ "الحرب التي اندلعت في غزة، كما العدوان على الجنوب مستمرّ، وقد تطول الحرب أكثر من سنة". وأضاف "نعمل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي وأمين عامّ حزب الله حسن نصرالله والمخلصين في البلد، لتجنّب توسّع الحرب، وإذا حصل الأسوأ كما العام 2006 فنحن مستعدّون لاستقبال أهلنا".

كذلك توعدت ايران بالرد على إسرائيل، وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أنّ من حق بلاده والمقاومة الرد بالمقابل على الاغتيالات الصهيونية.. قائلاً: "بعزيمتنا سنجعل كيان العدو الصهيوني نادماً".

وأضاف في الجلسة العلنية للمجلس بحسب وكالات الأنباء الإيرانية، إنّ سياسة الاغتيالات التي يتبعها العدو الصهيوني ناتجة عن هزائمه المتلاحقة في ساحة المعركة وفشله في كل مزاعمه الواهية خلال هجومه العسكري على غزة.

وشدد على أنّ "كيان العدو الصهيوني يحاول ترميم ما لا يمكن ترميمه في هزيمته في السابع من أكتوبر 2023"، لافتا إلى أنّ "الاغتيالات التي يرتكبها العدو الصهيوني لا يمكن أن تغطي على هزائمه المتعاقبة".


print