الجمعة، 22 نوفمبر 2024 09:11 م

رحيل "بطل الظل "رأفت الهجان

في مثل هذا اليوم 30 يناير رحل أشهر جواسيس المصريين في تل أبيب "رفعت الجمال" أو جاك بيتون.. نجح في تجنيد قادة الجيش الإسرائيلي.. أرملته : كان من الصعب أن يبوح بأسراره .. وأكتشفت حقيقته المصرية يوم وفاته

في مثل هذا اليوم  30 يناير رحل أشهر جواسيس المصريين في تل أبيب "رفعت الجمال" أو جاك بيتون.. نجح في تجنيد قادة الجيش الإسرائيلي.. أرملته : كان من الصعب أن يبوح بأسراره .. وأكتشفت حقيقته المصرية يوم وفاته الراحل رفعت الجمال وأرملته
الثلاثاء، 30 يناير 2024 12:00 م
كتب أحمد حمادة

في مثل هذ اليوم 30 يناير 1982 وقفت إمراءة ألمانية تدعى فالترواد بيتون في حيرة من أمرها فقد رحل زوجها الذى عاشت معه أجمل سنوات عمرها وكانت تظن أنه رجل أعمال يهودي إسرائيلي كما عاشت معه إلا أنه مع هذا اليوم كان لها المفاجأة الكبري حيث علمت أنه الرجل الذي عاشت معه وأنجبت منه ليس نفس الشخص الذي عرفته ، فقد تكشفت أمامها حقيقة زوجها جاك بيتون وأنه ليس رجل الأعمال الإسرائيلي وإنما على عكس فهو بطلا مصرى سطر ملحمة تدرس في تاريخ عالم الجاسوسية و الأجهزة المخابراتية .. فهو ليس جاك بيتون وإنما أحد أبناء جهاز المخابرات العامة المصرية ويدعي رفعت على سليمان الجمال ، أو ما عرف بعد ذلك برأفت الهجان وفق المسلسل المصري الذى جسد دوره الفنان محمود عبد العزيز . 

 
 
ولد رفعت الجمال في محافظة دمياط في 1 يوليو 1927، حيث كان والده يعمل في تجارة الفحم أما والدته فكانت من أسرة مرموقة وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكان له شقيقان هما لبيب ونزيهه إضافة إلى أخ غير شقيق هو سامي وبعد ذلك بسنوات تحديدا في عام 1936 توفي والده وعاش رفعت مع أخوه الأكبر وباقي أخواته . 
 
ومنذ ذلك التاريخ وحتى عام 1952 شهدت حياة رفعت الجمال " رأفت الهجان " العديد من المأسي و المتاعب وعمل خلال تلك الفترة في أكثر من مهنة مختلفة منها على سبيل المثال العمل كممثل في السينما المصرية . 
ومع قيام ثورة يوليو 1952 بدأت الدولة المصرية في تشكيل جهاز للمخابرات العامة المصرية وتحديدا في أعقاب ما عرف وقتها بفضيحة لافوم حيث قامت المخابرات الإسرائيلية باستخدام الشباب اليهودى المصري في ذلك الوقت لتنفيذ عمليات إرهابية ومنها تفجير مكاتب السفارة الأمريكية وعددا من السينمات والمسارح ومنذ ذلك الوقت بدأت الأجهزة الأمنية في وضع خطة أمنية محكمة للسيطرة على الإختراق الإسرائيلي للشباب اليهودي . 
 
وفي ذلك الوقت كات رفعت الجمال قد ترحل من عمل لعمل ومن مكان لأخر حتى ترك عمله في هيئة قناة السويس وقتها وحاول الهرب بجواز سفر مزور إلى ليبيا ولكن تم القبض عليه على الحدود المصرية مع ليبيا وعودته مرة أخرى إلى القاهرة ، وفي نفس الوقت كانت الأجهزة الأمنية تبحث عن بطلا مصريا يستطيع أن يدخل وسط الشباب اليهودى من أجل رصد المتعاونين مع الوكالة اليهودية أو الموساد الإسرائيلي بل أنه سيكون أحد العملاء المصريين داخل إسرائيل ، وبعد معاناة من البحث الدقيق الصدفة وجهت رفعت الجمال ليكون ذلك الشاب المصري الذى حمل لواء وطنه لرصد مخططات العدو الإسرائيلي . 
 
 
ونجح رجال المخابرات العامة المصرية في تدريب رفعت الجمال لخوض تجربة فريدة من نوعها كيف سيكون شابا مصريا مسلما ليصبح يهوديا من الأبطال اليهود الطامحين للذهب إلى الأراضى المحتلة في فلسطين وبالفعل نجح رفعت في استيعاب تلك التدريبات الشاقة للتعامل مع اليهود المصريين ومن سمى التعامل مع الإسرائليين في تل أبيب . 
 
وكما رصد مسلسل رأفت الهجان فقد نجح الجمال في الوصول لأعلى المراتب داخل إسرائيل واستطاع ان يجند عددا من الضباط الإسرائيلين للعمل لصالح المخابرات العامة المصرية وكان له دور كبير في كشف أسرار العدو الإسرائيلي في تلك الفترة . 
 
ومن جانبها تقول فالترواد بيتون زوجة رفعت الجمال  أنها علمت بحقيقة زوجها وعمله الفعلي يوم وفاته، وإن زوجها كان دائم التحفظ في عمله، ومن الصعب أن يبوح بأسراره، وإنها اكتشفت حقيقة أنه مصري الجنسية وليس إسرائيليا يوم وفاته من خلال ابن شقيقته، مشيرة إلى أنها بحثت بنفسها عن عمل زوجها، ولكن الأمر كان صعباً، ومحاطاً بالغموض .
 
وأشارت إلى أن رفعت الجمال سافر إلى لندن عندما علم بمرضه بالسرطان وتلقى العلاج الكيمياوي هناك، مؤكدة أن زوجها كان يقيم في إسرائيل كامبراطور، وله علاقات واسعة ومتشابكة، والجميع كانوا يحبونه ويثقون فيه.
 
وأشارت إلى أنها لم تكن تهتم بردود فعل جيرانها اليهود أو الإسرائيليين بعدما علموا بحقيقة زوجها، وأنه جاسوس مصري وبعد عرض مسلسل رأفت الهجان توقفت كل علاقتهم بالإسرائيليين، كما خشى منها المسؤولون الألمان وكانوا متحفظين في التعامل معها.
 
وأوضحت أن زوجها كان يحب الأطفال بشدة وعندما كان في محافظة الإسكندرية رأى طفلا معاقا مبتور الأيدي وتأثر به للغاية، وكان يريد أن يساعده ويقدم له أي شيء، وبكى تأثرا بحالته.
 
وقالت إن الهجان عرض عليها الزواج بشكل مفاجئ وصادم لم تتوقعه، وإن والدها شعر بالصدمة لكونه يحمل الجنسية الإسرائيلية، ولكنه فيما بعد أصبح صديقه المقرب، مشيرة إلى أنها وافقت على الزواج من الجمال وكان ذلك أفضل قرار اتخذته في حياته.
 
وأكدت أن الهجان كان رجلاً متحضراً ومهذباً وعطوفاً.
 
من جانبه قال دانيال جاك بيتون نجل الهجان، إن والده شعر بالسعادة الكبيرة عندما زار مصر لأول مرة في عام 1978، مشيرا إلى أنه سعيد بمكانة والده في قلوب المصريين.
 
وأضاف أنه تم إبلاغهم من قبل مسؤولين إسرائيليين أنه لا ينبغي ألا تسافر الأسرة إلى إسرائيل مرة أخرى بعد اكتشاف حقيقة والده.
123
الفنان محمود عبد العزيز خلال تمثيل دور رفعت الجمال 
122
 
رفعت الجمال 
11
رفعت الجمال 
2018080_0
الراحل رفعت الجمال وأرملته 

 


print