لا تتوقف أصوات المدافع فى السودان، فقد قصفت مدفعية الجيش السوداني تقصف من قاعدة وادى سيدنا بأم درمان مواقع لميليشيا الدعم السريع جنوب وشرق الخرطوم بحسب تقرير لقناة "القاهرة الإخبارية" ونقلت القناة عن مراسها: "اتساع دائرة سيطرة الجيش السودانى شمال مدينة الخرطوم بحرى وقوات المشاة تحرز تقدما باتجاه الأحياء القديمة للمدينة".
ووفقا لصحيفة سودان تريبون، فقد شهدت الخرطوم بحرى، شمال العاصمة السودانية معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع وصفت بأنها الأعنف منذ أشهر، سيطر إثرها الجيش على مواقع كانت تنتشر فيها قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى لبدء الحرب.
وكانت مدينة بحرى بعيدة عن المعارك الجارية فى العاصمة المثلثة خلال الأسابيع الماضية نسبة لتحكم قوات الدعم السريع، لكن المنطقة عادت للواجهة مرة أخرى بعد تصعيد الجيش للعمليات الهجومية ضد مواقع القوات شبه العسكرية فى مختلف ارجاء الخرطوم.
وقالت مصادر عسكرية لـ”سودان تربيون” إن “قوة من الجيش هاجمت فجر اليوم مواقع لقوات الدعم السريع فى مناطق الكدرو ومناطق محيطة بسلاح الإشارة، مكبدة إياها خسائر فادحة فى الأرواح والآليات الحربية”.
وأوضحت المصادر أن الجيش تمكن من السيطرة على مقر رئيسى لقوات الدعم السريع فى ضاحية الكدرو، علاوة على جسر “الجوفة” الواقع شمال شرق المنطقة والرابط بين منطقة الكدرو ومصفاة الجيلى.
وتحدثت المصادر عن انتشار كبير للجيش من سلاح الإشارة حتى شارع الصناعات بحرى، علاوة على تواجده الكبير فى أحياء نبتة والدروشاب والسامراب، وهى مواقع بعضها كانت تشهد تواجداً كثيفاً لقوات الدعم السريع، كما اشارت إلى عمليات إنزال جوى لقوات سلاح المظلات.
وتتخلل المعارك عنف تجاه المدنيين فقد ندد المدير التنفيذى لجمعية تنظيم الأسرة بالسودان الشفيع محمد على، قائلا "إنه وبعد مرور ما يقارب 10 أشهر من الحرب فى السودان، ارتفعت معدلات العنف ضد النساء بشكل مخيف للغاية، خاصة العنف الجنسى المتعلق بالصراع، وعمليات الاختطاف والإخفاء القسرى وإجبار النساء على مساعدة المسلحين بالإكراه".
وتواصل وزير الخارجية الألمانية جولتها الأفريقية لبحث انفراجة فى الأزمة السودانية، فقد قامت، أنالينا بيربوك، بجولة أفريقية لبحث الأزمة السودانية. والتقت بالرئيس الكينى ورئيس جنوب السودان.
وقالت بيربوك إن هناك عدة نقاط محورية بالنسبة لها فى الأزمة السودانية يجب القيام بها. مبينة على ضرورة التنسيق مع الوساطة الدولية بشكل أوثق من ذى قبل. بالإضافة إلى دعم الجهات السودانية المدنية فى المنفى وفى وطنهم. وأوضحت أنّه من أجل منع انهيار السودان وإغراق المنطقة برمتها فى الفوضى، لا بد من وقف الدعم العسكرى الخارجى لأطراف الصراع فى السودان.
وأضافت بيربوك: “الضغط الدبلوماسى وحده لا يكفى، هناك حاجة لعقوبات محددة الهدف منها زيادة الضغط على أطراف النزاع.. كما يجب تسليط الضوء بشكل صارخ على الجرائم الفظيعة التى يرتكبها الطرفان المتحاربان.. أن الشعور بأن لا أحد يراقب على أية حال يخلق مناخاً من الإفلات من العقاب، وبالتالى يزيد من الفظائع”.
وقالت وزير الخارجية إن الأمم المتحدة تفترض أن ملايين النساء أصبحن ضحايا لأشد أشكال العنف الجنسى وحشية – ليس عن طريق الصدفة، ولكن من خلال العمل المنهجى كأسلوب من أساليب الحرب، “إن حرب السودان هى أيضاً حرب ضد المرأة.. ولن يكون هناك سلام مستدام إلا عندما يكون للسكان المدنيين السودانيين، وخاصة النساء.
وفى زيارتها إلى جنوب السودان، دعت وزيرة الخارجية الألمانية إلى تقديم مزيد من الدعم للاجئين فى جنوب السودان. وقالت بيربوك: “أناشد بشكل خاص الدول هنا فى المنطقة، ودول الخليج، ألا تتجاهل هذه المعاناة الإنسانية، بل أن تزيد بشكل كبير الدعم للنساء والأطفال هنا”.
وتحدثت وزيرة الخارجية الألمانية إلى جنود الأمم المتحدة الذين يحرسون مستوطنات للاجئين، حيث يكتظ بآلاف الفارين من الصراع فى السودان، وإثيوبيا وبوروندى وجمهورية الكنغو الديمقراطية. وذكرت بيربوك أن النساء اللاتى تحدثت إليهن فى معسكر جوروم “عانين من أسوأ المحن، واضطررن إلى مشاهدة بناتهن يتعرّضن للاعتداءات أمامهن كما فقدن أطفالهن أثناء فرارهن”.
وأعلنت حكومة جنوب السودان مؤخراً، أنها ستطلب من المجتمع الدولى ومنظمات الإغاثة مبلغ إجمالى قدره 1.8 مليار دولار أمريكى لمساعدة أولئك اللاجئين الذين فروا من السودان.