استطاعت المبادرة الوطنية "ابدأ" تخطى العقبات والتحديات العالمية الكبرى من خلال دراسة بيئة كل محافظة فى مصر لاستغلال إمكانياتها وتذليل العقبات أمام المصنعين وأصحاب الحرف لتقديم فرص عمل كبيرة لجميع شرائح المواطنين من شباب ونساء، وكان للمحافظات بأكملها سواء وجه بحرى أو محافظات الصعيد فرص استثمارية وصناعية كبرى، لذا سوف نبدأ بمحافظات الوجه البحرى ونرصد ما تم خلال الفترة الماضية للنهوض بالصناعة المصرية ورفع شعار صنع فى مصر "بالعالم أجمع من خلال التصدير وتقليل الفجوة الإسترادية، وتولى الدولة المصرية اهتماما كبيرا بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، لتشغيل الشباب وخفض الفاتورة الإستهلاكية من الاستيراد وتوطين الصناعة، حيث تستهدف المبادرة الوطنية لتوطين الصناعة "ابدأ" خفض الفاتورة الاستيرادية بقيمة 50% بعد توطين 23 صناعة جديدة لأول مرة فى مصر.
وجذبت مبادرة "ابدأ" استثمارات أجنبية كبيرة بعد تأسيس 64 شراكة استثمارية لإنشاء كيانات صناعية تضم شراكة مع 23 شركة أجنبية من كبرى الشركات العالمية فى الصناعة، حيث جرى اختيار مشروعات المبادرة نتيجة فحص هيكل الواردات كاملة والصادرات المصرية والطاقات الإنتاجية وتوزيعها فى المناطق الجغرافية، والهدف الأساسى هو اختيار فرص إستثمارية لإقامة مشروعات صناعية تقلل من الواردات مباشرة، حيث إن المستهدف هو زيادة حجم الصادرات المصرية بقيمة 16 مليار دولار مقابل خفض الواردات والاعتماد على المنتجات المصرية، والتى تعتمد على المكون المحلى.
وقد تم اختيار 8 قطاعات صناعية فى هيكل الواردات، بداية من الصناعات الكيماوية والأجهزة المنزلية والصناعات الهندسية والمعدنية والورق والأنسجة، مؤكدا أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعطى قوة أكبر للاقتصاد المصرى وإليكم أبرز المشروعات القائمة بالفعل ببعض المحافظات، والتى تؤكد على نجاح الدولة المصرية فى إستقطاب إستثمارات كبيرة ومختلفة تسهم فى النهوض بالصناعة المصرية .
أولا: محافظة القاهرة
قامت مبادرة "ابدأ" بإطلاق نموذج المدارس الوطنية للعلوم التقنية – بنظام التكنولوجيا التطبيقية – بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني؛ لخلق كيانات تعليم فنى وتدريب مهنى معتمدة دوليًا، وذلك عن طريق تطوير عدد من مدارس التعليم الفنى القائمة بمحافظات مصرالمختلفة وإعتمادها دوليًا .
لذا تم افتتاح مدرسة "ابدأ الوطنية للعلوم التقنية" ببدر المتخصصة فى مجال الذكاء الإصطناعى وذلك طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يولى للتعليم الفنى أهمية قصوى.
كما تم تدشين مصنع " نوڤا " للتنمية الصناعية بالتعاون مع شركة " ابدأ " من خلال بروتوكول تعاون مع عدد من كبرى الشركات العالمية بهدف تعميق التصنيع المحلى لمستلزمات محطات المياه والصرف الصحي، وذلك فى إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة توطين وتشجيع الصناعات المحلية .
حيث يُعد مصنع " نوڤا " المصنع الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وإفريقيا الذى يقوم بإنتاج المكونات اللازمة لمحطات الصرف الصحى ومحطات معالجة المياه طبقاً للمواصفات القياسية العالمية، وبطاقة إنتاجية تُقدر بحوالى 1500 طن من منتجات الستانلس سنويًا، مما يقلل فى الفاتورة الاستيرادية المصرية بحوالى 100 مليون دولار فى العام الأول، ويشهد المصنع حالياً مرحلة التشغيل .
ليس هذا فقط، حيث تم التعاون بين " ابدأ " ومصنع " بيكو مصر" المتخصص فى الأجهزة المنزلية بمدينة العاشر من رمضان، وقد أوضح مسئولى شركة “بيكو مصر” أوميت جونيل مدير عام المصنع و جميل إينان رئيس قطاع المشروعات بشركة “بيكو مصر، أنهم سعداء بإستثماراتهم بمدينة العاشر من رمضان الصناعية، مؤكدين أنهم من أوائل المُنشآت الصناعية التى حصلت على " الرخصة الذهبية " التى تمنحها الحكومة للمستثمرين الراغبين فى تسريع وتيرة مشروعاتهم .
ودعا كل منهم جميع الشركات العالمية إلى إستثمار هذه الفرصة والقدوم إلى مصر للإستفادة من " الرخصة الذهبية "، على غرار ما فعله مصنع " بيكو مصر" وغيره من الشركات التى بدأت بالفعل عملها فى السوق المصرية، وذكر" جونيل " أن المصنع يُقام على مساحة إجمالية تبلغ 114 ألف متر مربع، باستثمارات تُقدر بـأكثر من 100 مليون دولار .
وتابع "جونيل" أنه من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى للمصنع خلال الربع الأول من عام 2024 لإنتاج أجهزة منزلية تضم ثلاجات وأفرانا بتكنولوجيا صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، وبطاقة إنتاجية حوالى 1.2 مليون جهاز سنوياً، بما يتواكب مع جهود الدولة للتنمية الشاملة والتحول للاقتصاد الأخضر، وخطتها لتوطين الصناعة ودفع عجلة التنمية، وهو ما سينعكس آثاره على ازدهار الاقتصاد الوطنى .
ولفت جونيل إلى أن " بيكو" توجد فى السوق المصرية منذ 10 سنوات وتستهدف الوصول لـ 750 صالة عرض و83 نقطة خدمة عملاء وصيانة فى جميع أنحاء مصر، حيث تستثمر " بيكو" فى الابتكار والتطوير لمواكبة احتياجات وتطلعات عملائها، بما يتماشى مع جهود الدولة المصرية لتحقيق الإستدامة، حيث تخطط الشركة للتصدير لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، تحت شعار “صنع فى مصر” وتوفر 2000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة . .
كما إستقطبت المحافظة مصنعا اخروهومصنع " سويتانا " المتخصص فى إنتاج الشيكولاته، بالعاشر من رمضان، بتكلفة استثمارية تبلغ حوالى 20 مليون جنيه كمرحلة أولى، و50 مليون جنيه كمرحلة ثانية، لتصل طاقته الإنتاجية إلى 200 ألف كرتونة شهريًا، ومن المتوقع أن يصل إلى طاقته الإنتاجية القصوى خلال الربع الأول من عام 2024.
ثانيا : محافظة دمياط
تعتبر محافظة دمياط من المناطق الاستثمارية الكبرى فلديها ميناء دمياط والمنطقة الصناعية بدمياط الجديدة، وكذلك مدينة شطا بالقرب من الطريق الدولى بالإضافة إلى إحتوائها على أكبرمدينة صناعية وهى " مدينة الاثاث " .
تعمل المبادرة الوطنية "ابدأ" على تعزيز التعليم التقنى والمهنى كونه أحد أهم ركائز التعليم، حيث يساهم فى إعداد الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل وتحقيق النجاح فى حياتهم المهنية.
وقد تم افتتاح مدرسة "ابدأ الوطنية للعلوم التقنية" بدمياط المتخصصة فى مجال الخدمات اللوجستية وصيانة وإصلاح السفن للإستفادة من امكانيات المحافظة والتطبيق الفعلى للخبرات المختلفة.
كما وقعت شركة "ابدأ" لتنمية المشروعات عقد إتفاق مع كلًا من الأكاديمية الوطنية للعلوم و المهارات "ناس"، وشركة "تأهيل" لتنمية مهارات التميز للمشاركة فى تطوير مدارس ابدأ الوطنية للعلوم التقنية ببدر ودمياط التى أطلقتها مبادرة "ابدأ" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، كخطوة واعدة نحو تطوير التعليم الفنى والتقنى وتنمية قدرات العنصر البشرى ورفع كفاءة العمالة المصرية بقطاع الصناعة بمختلف أنحاء الجمهورية، فى المجالات والتخصصات ذات الأولوية للدولة المصرية وفقًا للمعايير الدولية.
يأتى ذلك فى إطار سعى مبادرة "ابدأ" المستمر نحو توحيد وتضافر الجهود مع القطاع الخاص ومؤسسات الدولة المختلفة لتعزيز سبل التعاون والتكامل من أجل النهوض بمنظومة التعليم الفنى والتدريب المهنى لبناء الإنسان المصرى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والوصول لرؤية مصر 2030 .
ولم تقتصر محافظة دمياط على كل هذا وإنما وطدت أيضا صناعة " البلاستيك "، من خلال التنسيق مع المبادرة الوطنية "ابدأ"، والتى دورا كبيرا فى سبيل توطين الصناعات فى مصر.
حيث تم إنشاء مصنعا لتوفير أنواع البلاستيك المختلفة، لتقليل الاستيراد ودعم التصدير، يتضمن الخامات المستخدمة فى إنتاج الأكياس وحتى نظيرتها المستخدمة فى صناعة أغطية الصوب الزراعية، حيث أن المستهدف هو رفع نسبة المكون المحلى إلى بين 40- 50% من هذه المنتجات .
ثالثا: محافظة الدقهلية بالقرب من "المنصورة الجديدة"
قامت المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية "ابدأ"، بإفتتاح مصنع "فانتازيا للمراتب والمفروشات"، والذى يُعد أكبر مصنع بالمنطقة الصناعية للمراتب والمفروشات بمدينة " جمصة " بالقرب من مدينة المنصورة الجديدة بمحافظة الدقهلية، والذى تبلغ طاقته الإنتاجية 35 طنًا يوميًا من المراتب بمعدل 1000 طن شهريًا، ويقع على مساحة 10,000 متر مربع، يأتى ذلك ضمن جهود مبادرة "ابدأ" لدعم وتطوير الصناعة المصرية من خلال زيادة الاستثمارات الصناعية وتوطين الصناعات الحديثة للاعتماد على المنتج المحلى وتقليل الواردات .
كما استطاعت المبادرة الوطنية "ابدأ" التعاون مع شركة «بولى سيرف» للأسمدة والكيماويات، برئاسة الدكتور شريف الجبلى لتصنيع مكونات الأعلاف، إذ جرى تكوين شركة «ابدأ» للصناعات الكيماوية لإنتاج أحادى فوسفات الكالسيوم وثنائى فوسفات الكالسيوم، بمدنية " جمصة الصناعية " على مساحة 45 ألف متر، واستثماراته حاليا تقدر بنحو مليار جنيه مصري، والفاتورة الاستيرادية 70 مليون دولار حاليا، والاستيراد من الخارج 70 ألف طن، وهو ما سيقلل الفاتورة الاستيرادية ويتيح فرصة للتصدير، لأن الخامات موجودة فى مصر، وهو ما سيمنح قوة تنافسية للمنتج المصرى .
وأوضحت المبادرة الوطنية "ابدأ" أن هذا المشروع سوف يتيح 200 فرصة عمل فى البداية لأبناء الدقهلية ودمياط، ويعد هذا المشروع من "ابدأ" إضافة قوية للصناعة المصرية، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج فى الربع الأول من 2024 ليكون باكورة مشروعاتنا الكيماوية مع شركة "ابدأ " .
كما تم تدشين مصنع لإنتاج " سماد فوسفات الكالسيوم" بمحافظة الدقهلية، والذى سيتم افتتاحه خلال العام الحالى 2023، بطاقة إنتاجية تُقدر ب 50 ألف طن سنويًا، وتكلفة استثمارية تبلغ حوالى 20 مليون دولار ويستهدف توفير 200 فرصة عمل .
رابعا: محافظة القليوبية
قال الدكتور محمد سليم رئيس مجلس إدارة شركة (صحة) الطبية فى فيديو خاص نشر على الصفحة الرسمية للمبادرة الوطنية " ابدأ "، أن مشروع مدينة الخامات الدوائية يعد الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، وتابع نستورد مواد خام الصناعات الدوائية بقيمة مليار ونصف دولار سنويًا، والمفترض مع زيادة الاسعار عالميًا أن تصل الفاتورة إلى 2 مليار دولار سنوياً ومن هنا جاءت فكرة المدينة الدوائية والتى ستعمل على توفير 300 مادة خام دوائية .
يعد مشروع استراتيجية "توطين صناعة الدواء"، أحد المشروعات الهامة التى تتبناها الدولة، ويهدف المشروع إلى تعميق التصنيع المحلى للأدوية وذلك من خلال التوسع فى إنشاء وتطوير المراكز البحثية الطبية، وتحفيز إنشاء الصناعات الدوائية وزيادة المكون المحلى، والتوجه نحو تصنيع الخامات الدوائية .
وتقع مدينة الدواء على مساحة ألف متر مربع، والهدف الرئيس منها هو وضع مصر على خريطة العالم لتصنيع الخامات الدوائية التى يهيمن عليها عدد محدود من الدول، وأهمها الصين والهند
خامسا: محافظة الشرقية
حظيت محافظة الشرقية بإفتتاح أحد أهم هذه المشروعات الكبرى هو مصنع "حوا لمحركات النقل الخفيف، وعن مصنع "حوا " لمحركات وسائل النقل الخفيف فهو يهدف إلى توطين صناعة محركات وسائل النقل الخفيف من خلال إنتاج وتصنيع المحركات الخاصة بالدراجات النارية والتروسيكلات (2-3 عجلات) بقدرات تتراوح من 200 إلى 250 سى سى ب 5 موديلات مختلفة، وذلك بتكلفة استثمارية تصل إلى 10 مليون دولار، وطاقة إنتاجية تُقدر ب 400 ألف محرك سنويًا .
سادسا: محافظة الجيزة
نجد مصنع " دلتا لصناعة الإلكترونيات " الذى استطاع التواصل مع المبادرة الوطنية "ابدأ" من خلال الموقع الرسمى للمبادرة، وبالفعل قدموا كل الدعم المطلوب للمصنع لتتغير شكل الصناعة فى مصر بشكل عام قبل وبعد مبادرة "إبدأ"، وأكبر دليل هو إنشاء مصنع صناعات مغذية لم يكن موجودًا فى مصر ولا فى الشرق الأوسط.