124 يوما من حرب لا مثيل لها في منطقة الشرق الأوسط، 4 أشهر بالتمام والكمال على إبادة سكان القطاع في غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في الوقت الذى يستيقظ فيه العرب سواء مسلمين أو مسيحين على صوت الأذان بمأذن الكنائس وأجراس الكنائس، يستيقظ أهل غزة – حال زارهم النوم من الأساس – على أصوات المدفعية والصواريخ والقذائف، والصور والفيديوهات والأرقام التي يقرأها ويشاهدها العالم خير دليل على مدى المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون وخسائرهم في قطاع غزة.
و4 أشهر من الحرب على قطاع غزة، أدت لارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 28 ألف شهيد أي ما يقرب من 1 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة و66.500 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وذلك في الوقت الذى يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة بعد مرور 4 أشهر على الحرب المدمرة، ويكثف جيش الاحتلال من عملياته العسكرية وضرباته على مواقع متفرقة في القطاع خاصة مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وتدمير أكثر من نصف القطاع وارتقاء آلاف الشهداء والمصابين، والتجيز لعملية عسكرية كبرى في منطقة رفح.
4 شهور وعداد الموت في غزة مستمر
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على مدى المعاناة التي يلقاها سكان قطاع غزة، بعد استخدام نتنياهو مجرم الحرب أسلحة الذكاء الاصطناعي فى إبادة غزة ومحاولته جر المنطقة بأكملها لجحيم الحرب، والكشف عن ادعاء الدول العظمى أن القانون الدولي الإنساني كافٍ لمواجهة الكيان الصهيوني، على الرغم من أن إبادة إسرائيل لـ28 ألف فلسطينى أثبت العكس، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم – بحسب الدراسة التي اعدها القاضي الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان: "انهيار المنظومة الأممية واختلال ميزان العدل الدولى ضد الشعوب المسلمة - قراءة فى أحكام العدل الدولية النظيرة".
في البداية - رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو استخدم الذكاء الصناعى فى إبادة غزة، وقد كشف عن ذلك زيارته إلى التشكيل 9900 من شعبة المخابرات في كيريا بتل أبيب، ببيان قدرات وجهود الاستخبارات البصرية في القتال في غزة، إذ قال نتنياهو نصاً: "نحن نقاتل حتى النهاية وبمساعدة التكنولوجيا الأكثر تقدما، وإن تقنيات جمع المعلومات وقدرات الذكاء الاصطناعي من خلال نظارات الواقع المعزز، تظهر قطاع غزة بمنظور ثلاثي الأبعاد "، وكشف عن ذلك أيضاً بوضوح زيارته لمركز الفضاء الإسرائيلى الذي يتولى جمع المعلومات الاستخبارية باستخدام الأقمار الصناعية – وفقا لـ"خفاجى".
نتنياهو مجرم حرب استخدم أسلحة الذكاء الاصطناعي فى إبادة سكان القطاع
وإذا أردنا لمحة عن ثورة الذكاء الاصطناعي في جيش الدفاع الإسرائيلي، فالنسمع العقيد يوآف قائد مركز الذكاء الاصطناعي 8200، أثناء مؤتمر "أسبوع الذكاء الاصطناعي" في جامعة تل أبيب إذ قال: "إن علوم البيانات وأدوات الذكاء الاصطناعي التي نستخدمها تزيد بشكل كبير من قدرتنا على إحباط الهجمات الإرهابية" - على حد زعمه - ثم يمضى إنها: "أهم الأدوات التي قمنا ببنائها وتشغيلها اليوم، هو نظام يعرف كيفية العثور على الأشخاص الخطرين بناءً على قائمة الأشخاص المعروفين الذين تم إدخالهم إلى النظام، ويتم تنفيذ هذه العملية بواسطة النظام في ثوانٍ، وهو ما كان يتطلب في الماضي مئات الباحثين عدة أسابيع لإتمامه"، وكشف العقيد يوآف للمرة الأولى أنه: "من خلال النظام، يتعرف على قادة فرق الصواريخ التابعة لحماس وبفضل المزيج الفريد بين الإنسان والآلة في الوحدة 8200، تمكنت الآلة من العثور على مجموعة كبيرة من الأشخاص الخطرين، ونقل المعلومات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي إلى محققى قسم الاستخبارات الإسرائيلية" – الكلام لـ"خفاجى".
الدراسات الحديثة جداً أثبتت بالفعل أمثلة على نشر الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة لإبلاغ العمليات العسكرية أو كجزء من أنظمة الأسلحة، فتلك الدراسات أثبتت أن هناك ثلاثة مجالات يتم فيها تطوير الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في الحرب يمكن حصرها وهى:
1- التكامل في أنظمة الأسلحة خاصة أنظمة الأسلحة المستقلة.
2- استخدامها في العمليات السيبرانية والمعلوماتية.
3- دعم "أنظمة دعم القرار" العسكرية، ويمكن استخدام نظام التعرف على الصور بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأهداف العسكرية من خلال تحليل لقطات الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى مصادر استخباراتية أخرى.
الدول العظمى تدعى أن القانون الدولي كافٍ
أن تطبيقات أسلحة الذكاء الاصطناعى يمكن أن تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمدنيين إذا فشل المجتمع الدولي وتخلى عن دوره فى حماية البشرية، بإتباع نهج يركز على الإنسان في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة، وهناك خطورة حقيقية على الشعوب من استخدام الذكاء الاصطناعي الذى يعد أقوى سلاح فى عصرنا في صنع القرار في النزاعات المسلحة والتطبيقات العسكرية، وتأثيرها المميت على البشرية، ويؤكد أن الخطورة بمكان أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تفيد عملية صنع القرار العسكري بشأن استخدام الأسلحة النووية، وهنا ستكون الطامة الكبرى بإبادة الأمم وليس الشعوب فحسب – الكلام لـ"خفاجى".
لذا يجب الالتزام بالحد الأدنى وهو قواعد القانون الدولى الإنسانى لحين إفاقة المجتمع الدولى وتقنين حدود استخدام الذكاء الاصطناعى فى النزاعات المسلحة، ذلك إن استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في النزاعات المسلحة له آثار إنسانية وقانونية وأخلاقية وأمنية خطيرة على البشرية، كما إن سوء استخدام القوات الإسرائيلية الحالى لحرب الذكاء الاصطناعي ضد الفلسطينيين في غزة يستلزم الحاجة الملحة إلى فرض حظر أو لوائح دولية بالقانون الإنساني الدولى بشأن المتطلبات العسكرية للنزاعات المسلحة، والقاعدة الأساسية الواجبة الاتباع هي أنه: "يجب على جميع الأطراف التمييز، في جميع الأوقات، بين المقاتلين والمدنيين"، وحظر الهجمات العشوائية، خاصة على المناطق المكتظة بالسكان خاصة وأن الوضع سيئ جداً للنازحين فى مدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر .
إبادة إسرائيل لـ28 ألف فلسطينى أثبت العكس
ويشير القاضي المصرى إلى نقطة هامة جداً على مستوى الدول العظمى فيقول أن الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وإسرائيل جادلت بأن القانون الدولي الإنساني كافٍ لتنظيم تطوير الأسلحة التكنولوجية المستقلة في رسالة إلى اتفاقية أسلحة تقليدية معينة، بل كتبت حكومة أمريكا أن آلات الذكاء الاصطناعي "تنشر القوة بشكل أكثر دقة وكفاءة"، وبالتالي تقلل - من وجهة نظر أمريكا - "مخاطر إلحاق الضرر بالمدنيين والأعيان المدنية"، وتدعي انجلترا أن القانون الدولي الإنساني "يوفر إطارًا قويًا وقائمًا على المبادئ لتنظيم أنظمة الذكاء الاصطناعى".
والرأى عندى إن قتل إسرائيل لأكثر من 28 ألف فلسطيني أثبت العكس، حيث أدى استخدامها على نطاق واسع لحرب الذكاء الاصطناعي إلى العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، فقد شهد العالم المتقدم وشعوبه المنتفضة، وإبادة سكان غزة بالاعتماد على نظام الذكاء الاصطناعي الذي يولد الأهداف بشكل أراه " غير دقيق ومتحيز " يكاد يكون مطابقًا " للقصف العشوائي " كما هو الحال في قطاع غزة، مما سمح لهم بقصف مساحة واسعة من الأرض العربية بآلات الذكاء الاصطناعي.
الاستعداد لعملية إجرامية كبرى في رفح
كما يشير الدكتور خفاجى لنقطة أخرى هامة على مستوى القانون الدولى الإنسانى بقوله أن أسلحة الذكاء الاصطناعي، التي توصف بأنها "الثورة الثالثة في الحرب"، يظل تطبيقها في الحرب قضية مثيرة للخلاف دون حظر بموجب القانون الدولي العرفي أو لوائح محددة تسمح باستخدامه، وأن غياب اللوائح القانونية يوفر للدول الحد الأدنى من التوجيه بشأن نشر أسلحة الذكاء الاصطناعي الخطرة على الشعوب، وهى تداعيات كارثية، فإن استخدام القوات الإسرائيلية الحالي لحرب الذكاء الاصطناعي ضد الفلسطينيين في غزة يؤكد أن الحاجة أضحت ملحة إلى فرض حظر بقاعدة دولية أو لوائح دولية.
إن نتنياهو مجرم حرب يجر المنطقة للنار خاصة أنه أمر الجيش بالتحضير لإخلاء رفح تمهيداً لشنّ عملية عسكرية في المدينة التي يتكدّس فيها أكثر من مليون شخص من سكانها والنازحين إليها من شمال ووسط القطاع بل إنه طلب – حسبما أعلنت القناة 13 الإسرائيلية - إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري في رفح، ورغم أن العالم يحذر نتنياهو من عملية رفح إلا أنه منذ ساعات قليلة في مقابلة مع شبكة ABC الإخبارية الأمريكية قال : "أن من يقول لنا لا تدخلوا رفح يريدون أن نخسر الحرب"، والحقيقة إن عينه اليمنى على التهجير القسرى وعينه اليسرى فى ذات الاتجاه بحجة القضاء على حماس حيث إنه يجر أمريكا - كما جرها من قبل بأسلحتها المساهمة فى الإبادة - لحرب إقليمية من أجل مستقبله السياسى وليس من أجل أمن إسرائيل لتعيش مع فلسطين كدولتين، وأرى أنه لا سبيل للعالم من إسقاط نتنياهو سوى من داخل إسرائيل ولو اجتمع العالم عليه – هكذا يقول "خفاجى" .
خرافات بايدن مع كبر السن
وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب كبر السن تضعف ذاكرته السياسية، فيقول كلاماً مجافياً للحقيقة، فهو من قال "الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان"، وقال إنه "ملتزم بأمن إسرائيل"، ثم قال : "أنا لا أتفق مع كلام نتنياهو"، وأخيراً قال إن "الرأي العام العالمي قد يتحول" كأن عقله الرئاسى الباطن يقول أن اجتياح رفح يسبب ضرراً سياسياً للولايات المتحدة الأمريكية وضرراً سياسياً لنفسه، فلا مفر من أن نتنياهو مجرم حرب بأسلحة الذكاء الاصطناعى يجب أن يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاى.